أوراق على شجر
تأليف
أنيس منصور
(تأليف)
أذكر عندما كنت تلميذا في الجامعة كتبت مقالاً في مجلة كلية الآداب بعنوان: ((ما الذي كنت تتمنى أن تكون؟))، جوابي: ألا أكون! وأغرب من ذلك أنني كتبت في نهاية المقال أقول: ((آه، لو كنت شجرة .. بلا عينين ولا أذنين، وإنما اتغذى بالهواء وبالطين، ولا أسمع الأنين .. آه لو كنتها .. مع الأسف .. لن أكون .. فيا ليتني لم أكن!)). ولكن أصبحت الكتب هي حياتي، والكتاب سبيلي وأسلوبي واملى وشرفي .. وعذابي أيضا، فقد شغلت به عن الدنيا كلها .. فقد كان الكتاب دنياي .. وتبددت طاقتي في القراءة ومن قبلها أموالي .. وأصبحت ثروتي المعروفة هي أكثر من أربعين ألف كتاب .. هذا إن رأى أحد أن هذه الكتب ثروة .. ولكنها ثروتي وسدي العالي الذي يعطيني الطاقة والضوء ويحجب عني الدنيا أيضاً.