من وجهة نظر مؤلّف الكتاب، "مات الناقد" بالمعنى المجازي، وأخلى مكانه للقارئ الذي يستطيع الآن، وفي ضوء تطوّر وسائل الاتّصال، أن يضفي قيمة على الأعمال الإبداعية التي يقرؤها دون حاجة إلى ناقد متخصّص يرشده ويدلُّه على ما يستحقّ القراءة وما لا يستحقّ فالناقد الأكاديميُّ المتخصّص لم يعد يطلُّ على القُرَّاء في الصحف والمجلّات ووسائل الإعلام المختلفة ويعزو رونان ماكدونالد ضعف دور الناقد في اللحظة الراهنة إلى انتشار المدوَّنات والمواقع التي تتيح لأيّ شخص (بِغَضِّ النَّظَر عن معرفته وعلْمه وتضلُّعه في الموضوع الذي يكتب عنه) الكتابة عن الكُتُب، والأفلام والمسرحيات والعروض الموسيقية لقد حلَّ هذا النوع من الكتابة "النَّقْدِيَّة" محلَّ الأقلام المتخصّصة التي كانت، فيما مضى، تُوجِّه القُرَّاء وتدلّهم على الكُتُب الصادرة حديثاً، ممّا يستحقّ القراءة، أو الأفلام التي تجدر مشاهدتها، أو المسرحيات التي على عشّاق المسرح أن يشاهدوها. وهكذا فإن ما ينشره موقع أمازون لبيع الكُتُب أصبح بديلاً (!) للكتابة النَّقْدِيَّة المتخصّصة.
موت الناقد
نبذة عن الكتاب
تقوم الفكرة المركزية لهذا الكتاب على مقولة بسيطة، هي أن دور النَّقْد الأكاديمي القائم على حُكم القيمة قد تراجع، وتضاءل تأثيره، وضعفت صلته بجمهرة القُرَّاء، في ظلِّ مَدِّ النَّقْد الثَّقافيِّ الذي يتصدَّر المشهد النَّقْدِيَّ في المؤسَّسة الأكاديمية البريطانية، وكذلك الأمريكية. ويبني الأكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد على هذا التَّصوُّر إعلانَهُ المُدوِّي عن «موت الناقد» والعمل الجاري على حفل تأبينه، في إشارة رمزية دالَّة على فقدان الناقد الأكاديمي، وكذلك الصّحفيّ، مكانتهما ودورهما في الثقافة الأنجلوساكسونية خلال العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة؛ وبالتحديد بعد الثورة الطُّلَّابية في أوروبا عام 1968 وصعود التَّيَّارات المعادية للسلطة، والكارهة لها، في المجتمع الشَّابِّ الداعي إلى التَّحرُّر من أشكال السلطة جميعها، بما فيها سلطة الناقد الأكاديمي، المعلِّم، الذي يُلقي وجهة نظره حول الآداب والفنون من علٍ، وكأن كلمته هي الفصل، مُنهياً كلَّ حوار وجدل وآراء فرديَّة غير عالمة في النقاش الذي يدور حول النصوص.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 248 صفحة
- [ردمك 13] 9791280738547
- منشورات المتوسط
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
213 مشاركة