اقتباسات من كتاب إلى المنكسرة قلوبهم

ويبدو أننا فعلاً لا نبكي موت أحبابنا،

⁠‫بقدر ما نبكي بقاءنا دونهم،

⁠‫إننا بهذا المعنى «نبكينا» لا «نبكيهم»

نحن نضعفُ لا من قلة الإيمان، ولكن من قسوة الحياة،

لا تقُلْ نعم وأنتَ تريدُ أن تقول لا،

⁠‫ستدفعُ بقية عمركَ ندماً لأنك وافقتَ حيث كان يجبُ أن ترفض!

كثيراً ما نبذلُ الحُب لأشخاص، نهتمُ، ونُراسلُ، ونُهدي فلا نجد صدىً،

⁠‫ثم إذا ما رحلنا، جاؤوا يبحثون عنا أولئك الذين كُنا أمامَ أنظارِهم طوال الوقت!

أسوأ شعورٍ يمكن أن يعيشه الإنسان هو النَّدم،

⁠‫الندم الذي لا ينتجُ عن كون المرء سيئاً،

⁠‫وإنما عن كونه جيداً أكثر مما ينبغي!

⁠‫صدقني، أن تندم على نفسك هو شعور مرير جداً،

⁠‫أن تندم لأنّكَ تمسَّكتَ أكثر مما يجب،

⁠‫في حين كان عليكَ أن تُفلتَ

‫ لا تخدعنَّكم المظاهر، الناسُ صناديقُ مُغلقة.

‫ فلا تحكموا على الصندوقِ فإنَّ فيه ما لا ترون!

فلا حقٌّ أعلى من التوحيد، ومع ذلك قال الله تعالى لنبيه ﷺ:

‫ ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾!

‫ الحق الذي لا يُقدَّمُ على طبقٍ من اللطف لا يستمعُ إليه أحد!

لا يتأثَّرُ بالفراقِ إلا أهل النفوس الكريمة، ‫ ألا ترى أنك لو ربطتَ حماراً مع فرس، ‫ ثم فرَّقتَ بينهما… ‫ فإن الحمار لا يتأثر، ولكن الفرس يُكثر الحنين! ‫ فلا تتعجبْ ممن هانتْ عليه عِشرتُكَ، ‫ ولا ممن طاب له هجرك بعد وصال ، هكذا هم الناس : خيول وحمير

عقلُ المرء يجري على لسانه!

حدثَ زلزالٌ في مصر في عهدِ المُعِزِّ الفاطمي، فقالَ الناس: هذا غضبٌ من الله!

‫ ولكن شاعر المُعِزِّ قال له:

‫ ما زُلزِلتْ مصرُ من كيدٍ ألمَّ بها

لكنها رقَصَتْ من عدلكم طرباً

إذا ما اشتدَّ حصار الأيام،

‫ وأخذتَ بالأسباب ولكن الفتح تأخر،

‫ فأصلِحْ قلبكَ، وارفعْ سبابتك إلى السماء،

‫ كل تعقيدات الدنيا حلها في السماء!

ما أجمل أن يكونَ المرءُ عند حُسنِ ظنِّ الناسِ به،

⁠‫أن يكونَ بحجمِ تلكَ الصورة المرسومة له في العقل،

الإنسانُ يبوحُ بجرحه حين يأمن لا حين يُحققُ معه!

"نزع فتيل الأشياء القابلة للانفجار"...

‫ أيسر من لملمة الخراب الذي يُحدثه الانفجار💥

من قضى حياته ينظرُ إلى ما في أيدي الناس،

‫ فلن يجدَ وقتاً لينظر إلى ما جعلَ اللهُ في يده،

‫ وسيعيشُ وطعم الحرمانِ مُر في فمه وقلبه!

الجفاف العاطفي مقتل، مقتل بالمعنى الحرفيِّ للكلمة،

‫ كلنا فينا جوع للحُب، ونتضوَّرُ انتظاراً له،

‫ لهذا إن لم نجده اخترعناه!

‫ أو بتعبير أدق توهَّمناه!

‫ نحن حين نعيشُ جفافاً عاطفياً،

‫ نكون فرائس سهلة لأولئك الذين يبحثون عن العلاقات العابرة،

‫ يُريدون أن يضجعوكَ أرضاً، ويذبحوكَ،

‫ فإذا انتفضتَ اتهموكَ أن سكينهم آذتهم لأنكَ لم تكُنْ ذبيحاً مُسالِماً!

‫ لا تخدعنَّكم المظاهر، الناسُ صناديقُ مُغلقة.

‫ فلا تحكموا على الصندوقِ فإنَّ فيه ما لا ترون!

‫ والناسُ كالكُتبِ فيهم ما لا يُمكن معرفته بالنظرِ إلى

‫ من لانَ للناس ألانَ اللهُ له قلوب الناس!

‫ ومن قضى حوائجَ الناسِ قضى الله له حوائجه على أيسرِ السُّبُل!

عندما يأتيكَ إنسان في حاجةٍ فاعلمْ أنه طلبها من الله أولاً،

‫ فأرشده سُبحانه إليك، وجعلكَ سبباً في إجابةِ الدعاء،

‫ فلا تنظُرْ في شأنِ من تقضي حاجته فقط،

‫ وإنَّما في الذي أراد أن يتكرمَ عليكَ ويجعلكَ سبباً في قضاءِ حوائجِ الناس!