بمناسبة اليوم العالمي للمرأة اليوم
المصادف 8 / 3 / 2024
أقدم لكم هذا الكتاب الرائع 👇
"هنرييتا لاكس" هذه المرأة السوداء الفقيرة التي غيرت مجرى تاريخ الطب دون علمها، حيث أخذ الأطباء خزعات من نسيج عنق رحمها وحاولوا زرع هذه الخلايا، وعلى خلاف المتوقع ومع فشل التجاوب السابقة نمت هذه الخلايا وتكاثرت، مما أدى دوراً حيوياً في تطوير لقاح شلل الأطفال وكشف أسرار مرض السرطان والفيروسات، وساعدت في الإخصاب داخل المختبر والاستنساخ ورسم خرائط الجينات، ماتت لاكس بعد 8 أشهر ودفنت في قبر منسي، ومن خلال تحقيقات الكاتبة المتخصصة في العلوم والطب "ريبيكا سكلوت" التي دامت 11 عاماً من البحث والتحريات، سنتعرف على حياة مُعمّدة بالألم والاضطهاد.
الكتاب ليس مجرد سيرة حياة، بل نقد للعلم الذي بتجاهل بعض الأخلاقيات، ويعالج أول دراسة حالة لا أخلاقية مسجلة في البحث الطبي، وربطها مع التاريخ المظلم للتجارب على الأمريكيين السود.
ساعدت الزراعة المبكرة للخلايا وتكنولوجيا الاستنساخ التي طُوّرت باستخدام خلايا هنرييتا في تحقيق العديد من القفزات اللاحقة التي تتطلب القدرة على ضمان زراعة خلايا مفردة في وسط الزرع، بما في ذلك عزل الخلايا الجذعية واستنساخ حيوانات كاملة والتخصيب في المختبر. في هذه الأثناء، وباعتبارها الخلية البشرية القياسية في معظم المختبرات، استخدمت خلايا هنرييتا أيضاً في الأبحاث التي من شأنها أن تعزز المجال الجديد لعلم الوراثة البشرية.
لطالما اعتقد الباحثون أن الخلايا البشرية تحتوي على ثمانية وأربعين كروموسوماً، وهي خيوط من الحمض النووي داخل الخلايا تحمل جميع معلوماتنا الجينية. لكن الكروموسومات تتكتل معاً، مما يجعل من المستحيل إحصاء العدد الدقيق. ثم في عام ١٩٥٣، قام عالم جينات في تكساس عن طريق الخطأ بخلط السائل الخطأ مع خلايا هنرييتا وعدد من الخلايا الأخرى، واتضح أنه كان خطأ موفقاً. تضخمت الكروموسومات داخل الخلايا وانتشرت، وللمرة الأولى، تمكن العلماء من رؤية كل منها بوضوح. كان هذا الاكتشاف العرضي هو الأول من بين العديد من التطورات التي من شأنها أن تسمح لباحثين اثنين من إسبانيا والسويد باكتشاف أن الخلايا البشرية الطبيعية تحتوي على ستة وأربعين كروموسوماً.