السياسة بنت كلب.
النبيذة
نبذة عن الرواية
«ذات صباحٍ غائمٍ من أوائل تسعٍ وأربعين، ومن راديو كراتشي النّاطق بالعربيّة، أذاعت تاجي عبد المجيد خبر إعدام الشّيوعيّ العراقيّ يوسف سلمان، المعروف بفهد. صوتُها عميقٌ مُحايدٌ غريبٌ على أذنيها. خلعَت عن حنجرتها رنينَها الطبيعيّ وقرأَت الخبر بدون روحٍ، بنبرةٍ خشنةٍ مثل حبل مشنقة. نفرَت دمعتُها بعد انطفاء الميكروفون. مسحَتها قبل أن تخرج من الاستوديو. التّأثّر شُبهة وشُبهاتها تكفيها. مضت إلى المغسلة وصوبَنتْ كفّيها عدّة مرات من دماء لا تُرى بالعين المجرّدة». ******* ثلاث شخصيات، امرأتان ورجل، لكلّ منها صوتها وقصّتها الخاصّة، تلتقي في روايةٍ يجتمع فيها الحبّ مع الموسيقى، والشّعر مع الجاسوسيّة. تاج الملوك عبد المجيد، الصحافيّة المتحرّرة صاحبة مجلة (الرّحاب) التي رعاها نوري السَّعيد في أربعينيات بغداد. منصور البادي، زميلها الفلسطيني في إذاعة كراتشي الذي هاجر إلى فنزويلّا وأضحى مستشارًا لرئيسها هوغو شافيز. ووديان الملّاح، عازفة الكمان في الأوركسترا السمفونيّة العراقية التي يُثْقِلُ أُذنَيها صممٌ عُوقِبت به لأنّها تمرّدت على نزوات «الأستاذ». سالفةً إثرَ سالفةٍ، تغزل النبيذةُ خيوط الوقائع بمغزل الخيال، حين تحرف مصائر البشر عن مساراتها الطبيعيّة، عابرةً ثمانين عامًا من تاريخ بلد مُعَذِّبٍ ومُعَذَّب.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 376 صفحة
- [ردمك 13] 978-9921-775-54-9
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Farid
رواية النبيذة
كاتبتي لهذه السنة - أنعام كجه جي - ومرة جديدة وروايتها الأشهر "النبيذة"!
النبيذة كلمة قد تعني النبذ أو التخلي! النفي أو الاقصاء! فمن النبيذة في هذه الرواية؟ فالأبطال في هذه الرواية ثلاثة: الصحافية العراقية تاج الملوك والصحفي الفلسطيني منصور البادي والذي جمعتهما قصة حب لم تكتمل - و الشخصية الثالثة والتي ربطت الأحداث ببعض "وديان"! الثلاثة نبذوا من أوطانهم واستؤصلوا منها إما بسبب الهروب كما حدث مع "وديان"، أو التخلي كما هي الحال مع "تاج الملوك"، أو أن الوطن نفسه قد تم اغتصابه كما هي الحال مع "منصور"!
رواية جميلة بلغة عذبة قوية وأسلوب متباين بين الراوي الأول والراوي العليم وبتعبيرات لطيفة رائقة كعادة الكاتبة التي لا تهمل وصف المواقف المختلفة بالرؤية المدققة واللمسة الفكاهية للواقع المظلم الأليم!
رواية سياسية مع خلطة اجتماعية لا يجيدها بهذه الجودة إلا كتاب معدودون!
علمت أن الرواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وهي بالطبع تستحق!
بحثت عن "الرحاب" ووجدت فعلاً صدور مجلة أسبوعية بنفس الإسم في العراق سنة ١٩٤٦ لصاحبتها الآنسة أقدس عبد الحميد وقد تكون كاتبتنا اقتبست الكثير من حياة الآنسة أقدس والتي اتهمت - وياللعجب - بالجاسوسية!!
****
اقتباسات
"أنّّ أكثر النساء قابلية للـحب من تـمتلك موهبة التعبير "
استمعت إليها على منصة "ستوريتيل" والتي أشيد هنا بالراوية المتمكنة "منار مراد" والتي استطاعت أن تنقل المشاعر من الأوراق إلى الآذان بمهارة وحرفية عالية! كما أن الرواية موجودة أيضاً على "أبجد".
"يرث قسم من البشر الثروات عن آبائهم. كما يرثُ قسمٌ آخر أمراضًا وراثية. وكان من نصيب ابن الشيخ أنّـه ورث نفوذًا على العباد. سطوة لـم يعرف كيف يتصرّف فيـها فراح يُبدّدها في فنون الشرّ."
"يـحبّون النساء ويرسمونـهنّ وتتلوّث قمصانـهم بالزيت. يـنحتون الطيـن ويزجّجونـه ويفخّرونـه. يوزّعون القصائد الـمنفلتة من قيود القوافي. وبيـن شطحة وشطحة، يتغزّل أحدهم بـها. ولو جمعت كلّ الأشعار التي أُلقيَتْ على حافّات تنّورتـها لأصبح لديـها ديوان كامل."
"لـم أتصوّر أنّنـي سأعيش مع يوسف موقفًا مثل هذا. كنّا في حرير الخطوبة. جديديـن على الـهموم. حاولنا أن نحتـمي في قوقعة. القوقعة في بحر هائج. البحر يجرف بلدًا. البلد يتقهقر. الـحزب يداري. الـحروب تترى. مؤامرات ومشانق. جيش شعبيّ وجيش نظاميّ. فدائيو القائد. جماعات إسلاميّة مُعارضة. شعب يبتلع لسانـه. عشائر تـهزج في الجنوب. مُستشارون يُكرّشون في الشمال. قصائد مديـح ومُعلّقات. أصدقاء القائد رتبة جديدة. حفلة زارٍ جماعية والكلّ يطوّح برأسه يميـنًا ويسارًا. تلوّث شامل يغلّف الفضاء. تـختنق الأنفاس. تتصدّع قوقعتنا مثل قشرة بيضة. يصيبنا الشرار مهما تـحصنّا. لا حِصن يصمد في البلاد. لا رجل يـنجو ولا امرأة. "
"سرّ العَظَمة كثيرًا ما يكون في البساطة، حيث لا تُغنـي خلّب الـمظاهر عن سحر الجوهر."
#فريديات
#كاتب_السنة_٢٠٢٤
-
BookHunter MُHَMَD
لا أعرف من كانت الغريقة بيننا و المحتاجة لطوق نجاة. لا أحد يدري في أي منعطف ينتظره القدر. قطعت سنوات عجافا في أرض التيه فلم يلح لي وجه أليف و لا حتى سراب. كانت هوايتي أن أحفظ الماضي و أهرب منه. مفتاح أقرر إخفاؤه في درج ما و أنا أعرف أنني سأنسى أين دسسته. أدور و أبحث بدون جدوى. سعيدة بضياعه.
يقول التعريف بالرواية أنها لامرأتان و رجل. عفوا أنا لم أرى أي رجل. فقط امرأتان. احداهما تأتي من بعيد جدا. من أعماق الماضي السحيق. تمشي الهوين بخطى ثابتة واثقة و دائما للأمام لا تعبأ بالجثث المتساقطة حولها بفعل سحرها و غموضها و تألقها. و أما الأخرى فجثة هامدة ذهبت روحها منذ مدة طويلة تاركة جسدا لم يستسلم للموت و لم يعد يعرف طعم الحياة. جسدا يتقهقر إلى الخلف و يهوي من علٍ لا يمنعه من السقوط التام إلا المرأة الأخرى التي تتمسك بأهداب الحياة و تأبى أن تفارق أعتابها بغير انجازٍ ما.
أعدت ملف رسائلها إلى الصندوق. دفعته بقدمي إلى مخبأه. مصيدة لم أكن مستعدة لها. لكنني. مثل تينة ناضجة متشققة. سقطت وحدي في شراك الحكاية. لم أعد أملك نفسي إزاء تاج الملوك.
الجميل في الرواية أننا نركب آلة الزمن مع انعام الكجه جي لرؤية العراق في أفول حقبته الملكية تارة و في أفول نجم صدام حسين تارة أخرى و كأنها تقارن بين عهدين لم يتشابه فيهما أي شيء إلا المعدن النبيل للشعب العراقي و سوء الحظ الذي لازمه منذ ما سموه بالاستقلال و حتى تاريخنا الحاضر.
و لكن الأسوء هو التشتت بين الروايات و الأزمنة و الرواية بضمير الغائب مرة و الحاضر مرة و بصوت راوٍ مجهول مرة و معلوم مرة بحيث غاب النظام و كاد أن يسقط كما سقط في العراق مرارا خلال تلك الفترات.
كنت أخشى عيونا تراقبني. ضغط الهلع على روحي. أنا أخاف. أنت تخاف. أنتِ تخافين. هم يخافون. نتظاهر كلنا بالشجاعة و نسخر من رعدة الجبان. و كلنا يرتعد تحت جلده. و يقلق على نفسه و أحبابه. يدور في حلقة زار تهيمن على البلد.