كيف يتم اغتيال رئيس الدولة بهذه البساطة؟
شاب في أوائل العشرينيات يقرر منفردا اغتيال السادات فتجتمع له كل الأسباب والظروف لتسهيل مهمته بكل بدون تعب ولا مخاطرة تذكر؟
كيف تتم عملية كهذه بدون أن تنكشف من أي جهة أمنية؟ وهي كما يوضح الكتاب من خلال وثائق التحقيقات الأمنية والصحفية وتفريغ جلسات المحاكمة، تمت بتخطيط شبه فردي من خالد الاسلامبولي، الذي نجح ببساطة شديدة فيما عجزت عنه تنظيمات بكاملها.
هل من الممكن أن يتم أمر كهذا بهذه البساطة؟ أم أنه توجد حقيقة أخرى ولم تعلن عن أيادي خفية كانت وراء أول عملية اغتيال لرأس الدولة في مصر؟
مع أن الكتاب يهتم فقط بعرض الحقائق كما هي، ولكنه يثير تساؤلات في ذهني عن حقيقة ما حدث.
لو وضعت جانبا نظرية المؤامرة، فيبقى لدي احتمالين آخرين لتفسير نجاح خالد في تنفيذ مخططه، الأول هو اطمئنان الأجهزة الأمنية لقوتها وسيطرتها على الموقف مع التنظيمات الكبيرة أدى الى حالة من 'الغرور' سمحت لخطة بسيطة شبه مرتجلة من بضعة شباب أن تمر من بين أياديهم. الاحتمال الثاني هو حالة من 'التراخي' وعدم الاهتمام بتأمين الرئيس كنوع من المشاركة السلبية من أجهزة الأمن.
الكتاب منفردا يحكي واقعة الاغتيال، ولكن لفهم أكثر عن الأسباب والدوافع يقرأ بعده كتب 'قنابل ومصاحف' و 'الهجرة الى العنف' كثلاثية للكاتب عادل حمودة تتناول تنظيمات التكفير من أول طرح بذرتها في أرض مصر، كيف نشأت وكبرت الى أن طرحت ثمرتها باغتيال السادات.
محمد متولي