فى كتابه "أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى"، للباحث النابه كريم جمال، يقدم اطروحة بديعة، وسيرة جديدة، فهو يقدم وجه اخر لام كلثوم، فهى مؤسسة وطنية، تحدت الزمن والانكسار، لتقدم على عمل كببر، يكتب اسمها بحروف من نور، فهذه السيدة تتقدم طابور العظماء.. سيدة بلغت من العمر الكثير، هزيمة يونيو جعلتها تترنح، وكادت ان تنتهى اسطورتها، ولكن كان لتدابير الزمن رأيا آخر من بدروم منزلها، قررت ام كلثوم وبارادة قوية، ان تبدا حفلتها والتى عرفت بالمجهود الحربى، سلسلة من الحفلات، داخل مصر وخارجها، وكان اشهرها زيارة باريس والغناء على مسرح الاولمبيا.. يقدم "كريم جمال" انشودة شجية تجعل دموعك قريبة، وقلبك يخفق مع تصفيق المعجبين مع انتهاء كل وصلة.. فهو وصلات فى عشق الوطن.
هذا الكتاب، من امتع الكتب التى قراءتها، واقربها إلى القلب، فقد كتب بعشق غير عادى، وهذا مع الحفاظ على التوثيق، ليعطى درسا بليغا لمن اراد التصدى لمثل هذه الكتابات والتى تعتمد على الارشيف، الكتاب به مجهود غير عادى ومثابرة على البحث، وتتبع لكل التفاصيل بشكل مذهل، وكتب بلغة ادبية، كأنك تقرأ رواية.. لا استطيع فى كلمات قليلة ان اعطيه حقه.. فهذا الكتاب يستحق الإشادة والقراءة، والشكر الجزيل لمن تصدى له واخرج لنا هذه التحفة الجميلة.