عندما أقرأ عبارة أدب جريمة على غلاف رواية ما ، فتساورنى الشكوك فى أنى سأقرأ رواية مكررة وأحداث لا مفاجأت فيها. أعترف أن هذا كان ما فى مخيلتى وأنا أقرأ هذه الرواية لكن بعد عدة فصول وجدت أنى منجذب للأحداث وأرغب فى قراءة المزيد وصولا للنهاية لمعرفة من الجاني الحقيقى. ربما بسبب أسلوبها البسيط والساخر أحيانا والفصول القصيرة التى لا تعتمد على الحشو بهدف المط الذى لا داعى له.
الرواية ليست فقط أدب جريمة بل أستطيع تصنيفها كأدب نفسي أيضا. معاناة البطلة المنبوذة من الجميع منذ طفولتها لانها دميمه ثم زواجها تنفيذا لتعليمات العائلة وحماية للميراث من الضياع ، ثم معايشتها جريمة قتل بشعة - وكانت هى المتهمة الأولى فيها - قضت على الباقى من سلامها النفسي وتحولت لبقايا انسان. هذا الجزء النفسي هو ما جذبني أكثر من موضوع الجريمة التى تدور حولها الرواية.
بالنسبة للجزء الجنائي فى الرواية فهو جذاب وملىء بالشكوك تجاه كل الأشخاص المتوقع قيامهم بجريمة القتل - وإن كان هذا تقليديا نظرا لطبيعة روايات الجريمة من نوعية "من الجاني" - حتى تنجلى الحقيقة عن القاتل الحقيقى فى نهاية الأحداث. شىء مشابه لما نقرأه فى روايات الجريمة الغربية لكن بمفردات وتفاصيل مصرية صميمة.
عموما هذه أول تجربة لى مع الكاتبة وبالتأكيد يحتاج الأمر لقراءة المزيد من أعمالها مستقبلا.