اقتباسات من رواية نساء في قطار الجاسوسية

وكتاب «أنا… قال الجاسوس»

التركيب النفسي للإنسان في مثل ظروفها مع قليل من التفكير والإمعان يدفع المرء، عند نقطة ضعف بعينها، إلى الإتيان بما لم يكن يحلم به

إن نظرة سريعة على عدد أجهزة المخابرات الرسمية في عالم اليوم، سوف تنبئنا بأنها بعدد الدول فوق سطح الأرض، الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وهي أجهزة تتفاوت قدراتها بتفاوت قدرات الدول وعراقتها في هذا النشاط

ذلك أن الجاسوسية في عالم اليوم، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كل الأنشطة الإنسانية فوق سطح هذا الكوكب. وهي في تطورها يومًا بعد يوم، مع تطور العالم وأساليبه ووسائله وإدارته. ومع تشابك المصالح وامتدادها من دولة إلى أخرى ومن قارة الى قارة

«ولماذا لم تذكري ذلك من قبل؟!».

⁠‫«إن المرأة التي أحبت يومًا، ليس من السهل عليها أن ترسل بمن أحبت إلى الموت!».

بدا حديث الفتاة منطقيًّا إلى أقصى درجة… غير أن للمنطق في هذا العالم وجوهًا كثيرة… بل ربما كان المنطق دليلًا على أن صاحبه يخفي قصة محبوكة… لهذا، وكأمر روتيني بحت، كان لابد من إعادة تفتيش الفتاة مرة أخرى.

وبكل تأكيد، فليس صحيحًا تمامًا أن آلة الحرب الألمانية فقط هي ذلك الوحش الذي يخشاه الجيران… وربما كان أقرب إلى الصواب أن تقول: إن الإنسان الألماني بما جبل عليه من إحساس غامر بالتفوق على الآخرين وقدرة فذة على الابتكار والاحتمال… هو ما يخشاه الاخرون قبل اي شي اخر

وكالعادة… كان لابد من نهاية لتلك المرأة الغريبة… ولم يكن ممكنًا أن تأتي النهاية إلا من خلالها، من خلال ذلك الإحساس الرهيب بالسعادة لمجرد رؤية الآخرين وهم يتعذبون…

( وعندما كانت تزور مواقع هذا الخط الحصين، كانت حريصة على ألا تزور المكان الواحد أكثر من مرة واحدة حتى لا تلفت الأنظار إليها، وكان هذا دليلًا على حدة ذكائها وذاكرتها معًا… ثم كانت مهارتها اللغوية شيئًا له قيمته.)

( أن حكمًا آخر بالإعدام سوف يصدر عليها من الألمان هذه المرة… ذلك أن الخطأ الذي وقعت فيه لم يكن ليغتفر، وزلة لسان من عميل له أهميته ليست بالخطأ الذي يمكن التجاوز عنه.)

كان هتلر ديكتاتورًا، وكان سفاحًا… هذا حق، لكن الذي لا يذكره الناس الآن هو أنه كان زعيمًا لا يبارى، كان إذا ما خطب أرهفت الآذان لسماع كلماته، وكان يقود ألمانيا إلى حيث المجد بعد أن هزمت في الحرب العالمية الأولى وكانت هزيمتها نكراء ، لذلك، فلم يكن غريبًا أن تسحر مبادئه شباب أوربا.

ومهما قلبَّنا الأمر وأمعنا فيه الفكر فلسوف نصل إلى طريق مسدود… وإذا بقوانين العلم تنهار أمام واقع تصرخ كل مكوناته بأن للقواعد استثناءات عديدة…

«أبدًا سيدي الكولونيل… فقط، لقد تذكرت أن كل جانب هو الصحيح بالنسبة لمن يقفون فيه!!».

⁠‫«إنه يرى أن ابنة ماتا هاري جديرة بأمها».

⁠‫ها هو الشبح يطل عليها من جديد… ها هي ذكرى أمها تعود مرة أخرى كي تفرض عليها ما لا تريد… أدركت باندا ماكلويد أن لا سبيل إلى المقاومة، لقد حاولت في البداية ولم تستطع

⁠‫«في مثل تلك الأمور يصبح الوصول إلى الهدف من أقصر الطرق هو أسلم السبل!».

خاصة أن اليابانيين راحوا يشجعون جنودهم على الاختلاط بالفتيات الإندونيسيات تحت زعم أنهم جميعًا آسيويون، وأن اليابان إنما اجتاحت الجزر الإندونيسية كي تحررها من المستعمر الأوروبي الدخيل…

ففي مدينة صغيرة مثل باتافيا يتمتع فيها الاستعماريون البيض بكل المميزات والخبرات، ويجلسون فوق قمة المجتمع… تصبح رغباتهم أوامر، ويصبح الانتساب إليهم نوعًا من الشرف…

مجتمع كان يتكون من سادة هم الذين يستعمرون البلاد، وعبيدهم أصحاب البلاد الأصليين… وفيما بين هؤلاء وأولئك، كان ثمة مكان لهؤلاء المخلطين، مكان لا لون له، يقبلهم البعض من هؤلاء أو أولئك، ويرفضهم الآخرون…

أن الجاسوسية نشاط إنساني دائب ودائم لم يكف عن الحركة والتطور ومواكبة الصعود البشري في مدارج الحضارة مواكبة تلتصق به التصاقًا عضويًّا.

وإذا كانت بعض النظريات تقول إن التجسس وجد مع وجود الإنسان على سطح الأرض، وحتى قبل تكوين المجتمعات، فإن أصحاب هذه النظرية يردونها إلى تلك الحياة التي عاشها الإنسان الأول عندما كان يشرع في اصطياد فريسة يتبلغ بها هو وأسرته او قبيلته