الحقيقة دائماً لها أكثر من وجه وزاوية. كل شخص يراها طبقاً لأهوائه ومصالحه ووجهة نظره للأمور بصفة عامة.
أما الحقيقة المجردة فهى مكروهه جداً. لابد من الالتفاف وتجميل الصورة حتى نقنع أنفسنا بها ونتقبلها. هذا هو ملخص هذا العمل الأدبي باختصار.
(مؤمن) مرشد سياحي يستقبل الأفواج السياحية ويأخذهم فى جولات فى الأقصر وأسوان. هو يقوم بدوره ببراعة ، كيف ؟ باختصار هو يحكى تاريخ مصر طبقاً لهوى السائح وما يرغب فى سماعه. هو يعمل بطريقة ما يطلبه المستمعون.
(علياء) زميلة جديدة له فى العمل لكنها تعمل بطريقة مختلفة. هى واضحة ومباشرة وصريحة !!. طبعاً هذا مرفوض تماماً ويجلب لها المشاكل دائماً.
هناك أيضاً (محمود) و (سمير) أصدقاء (مؤمن) وهناك (أمجد) منافس وعدو (مؤمن) فى المهنة وأيضاً عائلة (مؤمن) وعائلة (علياء).
ينقسم الكتاب إلى باب يتعلق بالرحلات وباب أخر عن زوايا الحقيقة.
فى باب الرحلات نعيش ثلاث رحلات سياحية ونرى كيف يتصرف (مؤمن) وصدامه مع (علياء) على طول الخط. طبعاً كلاهما مختلف عن الأخر فى رؤيته لكيفية وطريقة العمل. هو يتلون على حسب مزاج السائح وهى تريد نقل الحقيقة وعدم المشاركة فى هكذا خداع من وجهة نظرها.
الجزء الأهم فى الكتاب هو الباب الثانى بلا شك ، باب زوايا الحقيقة. لنقل هو باب يعرض طريقة كل شخصيات العمل فى البحث عن والوصول للحقيقة.
قدمت الكاتبة أربع زوايا مختلفة للحقيقة. سنعرف خلفيات أكثر عن مؤمن وعلياء وباقى شخصيات العمل. كل واحد منهم يظن أنه يملك الحقيقة والباقى على خطأ. سنكتشف أن للحقيقة وجوه وزوايا متعددة بالطبع.
الكتاب بالطبع لا يخلو من الإسقاطات بمختلف أنواعها ويحمل رسائل بين السطور كعادة الكاتبة دائماً.
فى رأيي الشخصي هذا العمل - وإن كنت أرى أنه ليس أفضل ما كتبت د. ريم - يحمل فلسفة معينة تتعلق بكيفية رؤيتنا ونظرتنا للحقائق المحيطة بنا وكيف نتعايش معها أو نُطوعها لما يخدم مصالحنا.
الحقيقة دائماً لها وجوه وزوايا متعددة أو هكذا نُقنع أنفسنا حتى يمكننا التعايش خاصة فى مجتمعاتنا التى تكره الحقيقة العارية والمجردة.