" أنا السارق والفقراء الضحية ؟ كلنا نسرق هذا البلد كل يوم. أنا أسرق قطعاً كبيرة وهم يسرقون قطعاً صغيرة ، ونحن الاثنين متساويان فى قاموس المجرمين ".
" الكرامة يا سلمى مثل مواسم السنة. وحتى يأتي موسم الكرامة فلا بد من الصبر ".
أهم اقتباسين من الرواية يلخصون مضمونها ورسالتها. كعادتها دائماً تُشَرح الدكتورة الريم الشخصية المصرية والمجتمع بشكل عام وتخوض بكل جرأة فى تعرية وكشف العورات الاجتماعية والسياسية والدينية التى يتعامى عنها المجتمع أو يحاول تغطيتها دائماً اما بغطاء ديني أو هيبة اجتماعية أو نفوذ وسلطة.
القبطان مراد ، الدكتور حازم والفلاحة أسماء. كل منهم يمارس الفساد على طريقته الخاصة وبما يخدم أهدافه. والمبررات دائماً موجودة وجاهزة عند الطلب. هذا يسعى إلى اشباع رغباته وشهواته ولكل شىء ثمن دائماً ويريد بناء مقبرة فاخرة يدخلها الضوء لأنه يخشى الظلام !! ، وأخر عالم منفصل عن المجتمع يسعى إلى تخليد اسمه فى التاريخ ببناء مقبرة فى شكل صرح معماري فريد وفى طريقه لهذا لا بد أن يكون هناك فساد من نوع ما والفلاحة التى تطبق مبدأ معروف - اللى له ظهر ما ينضربش على بطنه - وتسعى بكل الطرق لتحقيقه وضمان مستقبل باهر لأبنائها حتى لو أهدرت كرامتها تحت أقدام كل من هَب ودَب.
شخصيات من طبقات اجتماعية مختلفة لكن يجمعهم شىء واحد مهم. الفساد واستخدام كل الوسائل - مشروعة أو غير مشروعة - لتحقيق الغاية المطلوبة. هى رواية عن الفساد فى المجتمع المصري. الكل فاسد بلا استثناء. هناك من يُجمل الوضع ويُقَسم الفساد إلى حميد وأخر خبيث !!! والمبررات جاهزة دائماً وأبداً.
من الذى نجح فى النهاية وحقق غايته على حساب الأخرين ؟ الفائز هو الذى ما زال أمامه مستقبل ليحقق طموحاته - دون النظر لطريقة تحقيقها - وليس لمن انتهى زمنه أو من يحيا فى برج عاجي بعيداً. الخلاصة الفساد مُستمر دائماً ولن ينتهى بنهاية شخص ما أو فترة زمنية معينة. طالما هناك مستقبل فهناك دائماً وأبداً فساد.