يتحدث الكتاب عن ظهور الشعر العربي منذ بدايته الشفوية في العصر الجاهلي معتمدًا على الصيغ السماعية مرورًا بالتعديلات التي حدثت مع انتشار الكتابة وتجديد الصيغ المستمر، ثم يركز قسمه الأكبر على محاولات إحياء الشعر العربي في العصر الحديث من البارودي وأحمد شوقي وحتى شعراء الحداثة الذين كانوا أكثر من أساء للشعر والذائقة العربية إذ كتبوا شعرًا مصطنعًا بلغة متعالية وحمولات أيديولوجية ثم مرحلة الشفوية والشفوية المضادة، ذاكرًا تجربتين مختلفتين: محمد الماغوط ورياض الصالح الحسين.
لقد كانت سوريا مليئة بالشعراء الذي كتبوا شعرًا شفويًا قد يصل عددهم لخمسمئة شاعر في أواخر القرن الماضي ولكنهم أغرقوا في الثرثرة والكلام اليومي مبتعدين عن اللغة بحسب الكتاب.
ويختم بأن الشعرية ستستمر في كثير من الكتابات، وسنقرؤها في الرواية والقصة والكتابات الأدبية، لكن القصيدة ذهبت إلى غير رجعة أو هذا ما يبدو على الأقل.