"اليوم، في القرن 21، ما زال اكتشافه المُقارن بين الحمير وبني البشر صحيحاً تماماً؛ رغم أن الأوساط العلمية لم تُشكك فعلاً في أي لحظة من مصداقية بحوثه، فإنه لم تُكتشف بعد الطريقة التي تسمح بتفادي أن تستمر الأحلام الفظيعة في خلق حالات تفكير غريبة، بل يمكن أن تنتج عنها إيديولوجيات ضارة بالإنسانية."
تتكون المجموعة القصصية "مشهد عائلي مع شبح" للكاتبة الاسبانية "خوليا أوتشوا" من 50 قصة قصيرة، ولا تجعل عدد القصص يجعلك تظن أن المجموعة ضخمة الحجم، فالكتاب كله عأقل من 190 صفحة، ويرجع ذلك لأن القصص ذات حجم قصير، أحياناً تطول إلى 3 صفحات كحد أقصى على ما أظن، وأحياناً تقصر حتى تصبح سطور، ربما لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة.
في الحقيقة، أنا دُهشت مراراً وتكراراً من القصص، أحياناً كنت أفهم المغزى، وأحياناً لا، ولكن المتعة والغرائبية لا تزال حاضرة، تكتب "خوليا" بسريالية وعبث، ولكنه عبث مفهوم، في أغلب الأوقات، تنتقد كل شيء وتتكلم عن كل شيء، بخفة ظل رهيبة، أحياناً كنت أشعر أنها تكتب بعض الفقرات وهي تضحك، لأنني بمجرد الانتهاء منها ضحكت من السخرية، وعند السخرية فهي قامت بالسخرية من أشياء عديدة، كان أبرزها السياسة والنزعة الوطنية، والاهتمامات التي أصبحت تجعل البشر يقتنوا ويشتروا أشياء لا قيمة لها في حياتهم.
المُقدمة المكتوبة بواسطة "آنخليس إنثينار" مهمة جداً، فقراءتها قبل المجموعة ستجعلك تفهم ما أنت مُقدم عليه، وقراءتها بعد المجموعة ستجعلك تستنبط بعض الأشياء التي سقطت منك أثناء القراءة.
مجموعة غريبة وساخرة، ومجنونة، وأظن أنها لن تكون آخر قراءة لي مع الكاتبة "خوليا أوتشوا".