❞ لن أسمع صوتها مجدَّداً. إنها هي، وكلماتها ويداها وحركاتها وأسلوبها في الضحك ومشيتها، من كانت توحّد المرأة التي أنا عليها اليوم بالطفلة التي كنتها في السابق. وبموتها فقدتُ آخر رابط بيني وبين العالم الذي جئت منه. ❝
هكذا ختمت آني إرنو كتابتها الصادقة عن أمها..في مزيج من المشاعر المتضاربة لها كابنة بارة تحب أمها وأخرى متحاملة عليها كتبت آني سيرة أمها الذاتية بعد وفاتها في ملجأ للعجزة
❞ يبدو لي الآن أنني أكتب عن والدتي لكي ألدها أنا بدوري. ❝ بعد أن تحولت هي الأخرى من امرأة قوية كافحت لتخرج من حيز الفقر والجهل إلى طفلة همجية ❞ لم أكن أريد أن تعود أمي طفلة صغيرة، إذ لم يكن لها «الحق» في ذلك. ❝
بصدق وشفافية وشجاعة من يقرر أن يخط تفاصيل حياته الشخصية ويسرد سيرته الذاتية مجدولة بسيرة المقربين منه تقص علينا رحلة حياة أمها فاستحقت جائزة نوبل للآداب.
❞ أعرف أنني لا أقدر على العيش دون أن أوحّد عبر الكتابة بين المرأة التي أصبحت معتوهة بتلك القوية والمشرقة التي كانتها في ما مضى. ❝
ربما تكون رحلة حياة تقليدية تنتهي بالمرض والخرف والزهايمر شأنها شأن غيرها لكن تعبير الكاتبة وسردها للتفاصيل الصغيرة والمشاعر والعواطف التي لا نملك معها إلا مسح دمعة تنساب هنا أو هناك ونحن نشهد سقوط امرأة مكافحة من قمة شبابها وحتى أرذل العمر فتشفق عليها ونأمل لتدهور حالها..
أحب السيرة الذاتية وأقدر شجاعة كاتبها في البوح والمشاركة. على المستوى الشخصي فعلتها وأدرك صعوبتها ورهبتها بل وأتعجب ممن يحجم عن قراءتها ففي نهاية الأمر ما هي إلا رواية الحياة على لسان من عاشها؛ ربما رآه الناس لكنه وحده هو من يعرف كيف فعلها ولماذا فعلها. وأرى أن في حياة كل منا تجارب وذكريات تختص بها أيامه ولحظاته وفقط بسردها والإخبار عنها تكتسب ما يميزها عن غيرها حتى وإن تشابهت الملابسات والحكايات..
❞ لا أحد يعلم أنني أكتب عنها. لكنني لا أكتب عنها، بل أشعر بالأحرى أنني أعيش معها في زمن وأماكن حيث ظلت حيّة. ❝