"أنا أُدرك اليوم أنني كُنت في حاجة إلى هذه المحنة وهذه التضحية من أجل أن تُولد في أعماق الرغبة في إنجاب أطفال، وأن أقبل عُنف هذا التكاثر في جسدي، وأتحول بدوري إلى معبر أجيال."
اخترت أن تكون القراءة الأولى لـ"آني إرنو" مع رواية "الحدث" التي تسرد فيها الكاتبة تجربة الحمل في ستينيات القرن الماضي، عندما كان الإجهاض مُجرم قانونياً قبل دينياً، فكيف لطالبة في الجامعة أن تنجو من عار المجتمع والدين والقانون والعائلة؟ في حين أن الكاتبة رسمت صورة للتناقض التام عن من قامت معه بالعلاقة الجسدية، الذي يعيش بعيداً، غير عابئاً بأياً مما حدث، فقط يُريد أن ينتهي ليعود الأمر كما كان عليه.
كلما قرأت عن علاقة المرأة بالحمل والإنجاب، أجد أنني لا أفقه شيئاً، فالعلاقة شديدة التعقيد والحساسية، فكرة أن تُعاني المرأة في كل خطوات الحمل والإنجاب، المعاناة النفسية قبل الجسدية، علاقة المرأة بجسدها، علاقة تختلف مع شكل الجسد، قبل وبعد، الإنجاب بمراحله، علاقة المرأة بالإنجاب كانت دائماً لا يُنظر إليها بشكل جدي، وهذا النوع من الكتابات يُسلط الضوء إليها، ليس فقط من أجل النساء أن تفهم العملية التي تمر بها، ولكن ليفهم الرجال أن الأمر ليس بهين، وأن العملية أعقد مما تبدو.
كتابة جميلة من "آني إرنو" التي حصدت جائزة نوبل للآداب لهذا العام 2022، ولن تكون آخر قراءاتي لها، حيث أنه -والحمد لله- لها كتب عديدة مُترجمة.