حكايا من أروقة المحروسة من أزمنة مضت!
٢٠٠ صفحة أفردها لنا الكاتب محمود إمام في الجزء الثاني من كتابه رحلة مع حواديت المحروسة وأبنية شكلت معالمها قديمًا وظروف بناءها ورجال كان لهم أثرًا كبيرًا إما سلبيًا أو إيجابيًا.
بدأ كتابه بفضائل مصر المحروسة ثم أخذنا لنتجول بصحبته لنتعرف على منطقة اثر النبي والأسبلة وتاريخ وظروف بناءها حين أورد حكاياته عن ثمانية أسبلة مميزة وسرة القاهرة وما ضمته من أماكن كحي الأزبكية والأوبرا وميدان التحرير وما طاله من تغييرات على مر السنون.
والإخشيد محمد بن طغج وحكايته في مصر وحكايات عن طقوس الفاطميين في الاحتفال بالأعياد والصلوات المقامة وقتئذ.
وحكاية جامع أولاد عنان وما آل إليه.
وفي حكايته عن جوهر اللالا لن أخفي عليكم أنني ضبطت نفسي أدندن من كلمات أوبريت الليلة الكبيرة لچاهين " صيتي من القلعة للقلعة.. لسويقة اللالا لالا لالا :)، لكن كم حزنت لمصير ذاك الرجل القدير.
حكاية تعقب الأخرى لنصل إلى حكاية الغوري والزنكلوني التي تتصدر الغلاف وقد وقعت أحداثها في عهد المماليك، تحديدا أيام الغوري، كان بطليها قاضي وعشيقة، نور الدين المشالي وفاطمة زوجة القاضي غرس الدين خليل، تنقلب الأحوال مرارًا ليضع السلطان الغوري نهايتها!
لم تنتهي الحكايات بعد، فالكتاب يحوي بين دفتيه الكثير وكأنه صندوق الدنيا بشخصياته ومواقعه وأزمنته.
ستجد الطامع والخاين، وستتعرف على سفيرة فوق العادة.
النبراوي وقصة صعوده ونبوغه الفائق بسبب عربة البطيخ والصفقة التي لم تتم!
وحكاية البارون إمبان وقصره وحكاية حي بُني ليصبح باريس الشرق. وعراقة فندق شيبرد وكل ما مر به إلى أن آل إلى مكانه الحالي بجوار فندق سميراميس.
والورداني وتفاصيل اغتياله لبطرس غالي رئيس الوزارء.
ويختم الكاتب كتابه وحكاياته بحكاية المقريزي عمدة المؤرخين ثم أعقبها بذكره للمراجع والمصادر التي اعتمد عليها لتحرير كتابه وحكاياته.
الكتاب من ٢٠٠ صفحة كما أسلفت القول، سلس للغاية، يعيبه امتزاج العامية بالفصحى!
لكن إن وضعنا في اعتبار أن سهولة وسلاسة الأسلوب قد تجذب القراء من اليافعين والشباب فتعتبر مزية لا عيب،
لكن على المستوى الشخصي كنت أفضل أن يكتب بفصحى سلسة معبرة.