اقتباسات من كتاب قراءة للعقل المصري

⁠‫■ هل شعرت مرة بحاجتك للذهاب إلى طبيب نفسي؟

⁠‫إلى الآن لم يحدث.

⁠‫■ لو حدث، لمن ستذهب؟

⁠‫إلى ابني الدكتور طارق عكاشه.

⁠‫■ ألن تخجل منه؟

⁠‫لا أخجل من أي عرض نفسي.

من الشخصية التي تمنيت علاجها ولم يحدث؟

⁠‫الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، إذ لا يمكن لإنسان عاقل أن يرتكب هذه الحروب، ونفس الأمر مع أسامة بن لادن، إذ تمنيت علاجه من أفكاره السلفية المتطرفة.

⁠‫■ والحكام العرب، ألم تتمنَّ أن تعالج أحدًا

كلمة «مجنون» لا توجد في قاموس الطب النفسي، وذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات، وصفًا للأنبياء عندما أتوا بأشياء لم يتعود عليها المجتمع، فلم ترد على أنها مرض، و«جنَّ الشيء» يعني اختفى واستتر، وكلمة «جنين» تعني مستتر، و«المجنون» هو الذي

وقد كُرمت في الخارج قبل تكريمي في مصر، حيث تم اختياري أول رئيس للأطباء النفسيين في العالم من خارج أوروبا وأمريكا، ورؤساء جمعيات الطب النفسي في العالم

قال لي الدكتور أحمد عكاشه على هامش حواري معه إن خبيرًا نفسيًّا أمريكيًّا حكى له أن الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر جنَّد لمدة عام كامل عددًا من خبراء النفس لدراسة شخصيتي الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيجين

إذن، أين تكمن معاناة الطبيب النفسي؟

⁠‫معاناة الطبيب النفسي تكمن في رؤيته مَن حوله على حقيقتهم وليس في الصورة الاجتماعية التي يبدون عليها.

وأين الهدف الذي يلتف حوله الشباب؟

⁠‫غاب الهدف الذي يمتص حماس الشباب، فلا يستطيع الشاب الزواج الآن إلا في سن متأخرة، ويعاني البطالة ويتعاطى المخدرات. وخلي بالك أن المخدرات تؤدي بنسبة ٧٠٪ إلى عدم عمل الفص الجبهي، لذلك فإن معظم الجرائم

⁠‫أسعد شعوب العالم هي الدنمارك، والسبب أن توقعاتهم للحياة متواضعة، بينما في مصر ستجد البواب عنده دِش ثم ستكتشف عدم تناسب أحلام أولاده مع إمكانياتهم. والدِّش نقل المصريين إلى عالم آخر مليء بالتطلعات الاستهلاكية.

⁠‫كل فعل يمكن أن تتوقعه، يكفي أن تعرف أنه لا يوجد مخلوق يقتل أحدًا من فصيلته سوى الإنسان، فالحيوان لا يقتل من فصيلته.

إن السلطة والقوة مرضان لهما البريق والسيطرة، بل أحيانًا شهوة السلطة تتفوق على مشاعر الأبوة والأمومة، وكم من روايات في التاريخ تخلص فيها الأب أو الابن من الآخر في سبيل شهوة السلطة المطلقة.

ولكي نعود بالشخصية العربية إلى سابق عهدها، وجب علينا محاربة بؤر الفساد، وتحديد السلطة، والابتعاد عن أن تكون السلطة الممنوحة مطلقة، لكي تعود كرامة المواطن العربي إلى ما كانت عليه من رفعة وعزة.

بالمنصب الذي يؤمن له هذه السلطة المطلقة. وإذا طبقنا هذه المقالة على الوضع الراهن في كثير من البلدان العربية، فسنجد أن السلطة المطلقة والإذعان القهري لأفراد الشعب والفجوة المتسعة بين الشعب والسلطة القهرية، أدت إلى حالة من اللامبالاة والتبلد والخنوع

أن غياب الهدف العام والهدف القومي وغياب القدوة يجعل الإنسان غير قادر على التضحية، ومن ثَمَّ يكون فرديًّا وبما أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش فرديًّا دون الانتماء لمجموعة، إذن يجب أن يهرب من هذا الواقع الأليم، فإذا تعرض لبعض الجماعات فسيهرب من واقعه ودنياه وحياته باحثاً عن الأخرة أو عن الجنة. وإذا مر بهؤلاء الذين يدمنون المخدرات فسوف يدمن كنوع أيضاً من الهروب