انا اريد ان تقرا هذه الكتاب
جسم مثالي لرجل مهم > مراجعات رواية جسم مثالي لرجل مهم
مراجعات رواية جسم مثالي لرجل مهم
ماذا كان رأي القرّاء برواية جسم مثالي لرجل مهم؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
جسم مثالي لرجل مهم
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Aliaa Mohamed
نحن هنا أمام رواية تحمل من نار الشهوة ما يستعر بها "ربيع" منذ طفولته، التي تفتحت براعمها على "أم حسين"، الجارة التي أشعلت نار النشوة والشهوة واللهفة في جسد "ربيع" بعدما أتخذ من نافذته موطنًا للتلصص عليها.
وكما يُقال (معظم النار من مستصغر الشرر)، تحولت جذوة الشهوة داخل "ربيع" لتتحول إلى حريق كبير، حيث كانت مادة الإشعال الأساسية هنا كتاب غريب تركه والده قبل وفاته، حيث أقحم بداخله عضوًا لا يمت للبشر بصلة، عضوًا ينتمي إلى الآلهة، عضوًا من نار مستعرة، أشعلت جسد "ربيع" وألقته في أتون شهوة لا نهاية لها.
ثم جاءت "لميس" التي لم تكن على مستوى توقعات "ربيع" ولم تستحق الهبة الإلهية التي ينعم بها وفحولته الرجولية، لتأتي أمامه "سيرين الشام" الفتاة الغامضة التي تلصص عليها عبر شبكة الإنترنت ثم ألقت بها الصدفة أمامه ولكنها صدفة مبتورة لم تكن تحمل من الحظ السعيد أي قدر ولو بسيط.
ولأن "ربيع" كان مدركًا لقيمة ما أجادت عليه الآلهة وعنفوان عضوه السحري، اتحد مع "زيزي" رغم الفوارق بينهما، إلا أن جسدها شكّل مع هبته ثنائيًا فريدًا لا مثيل له، ولكن كما يُقال (الحلو لا يكتمل).
لتظهر من جديد "سيرين الشام" وتشعل في "ربيع" أفكارًا من نوع آخر، لا علاقة لها بـ"آلته السحرية" التي أصابها العطب بسبب جحوده ونكرانه لجميل الآلهة.
ليحين بعد ذلك مشهد النهاية، المواجهة الفانتازية الأسطورية، بين "ربيع" و"سحره"، السحر الذي سيطر على ذهنه وجسده وروحه على مدار سنوات طوال، وحوّل كل ما به إلى مجرد وعاء خادم للرغبة، عبد للشهوة، العضو يأمر فيُطاع، وإلا الغضب هو العقاب.
هنا وهنا فقط يكتشف "ربيع" الخديعة التي وقع بها، عندما تلصص على "عضوه" الذي لم يعد جزءًا منه، تلصص عليه وهو في حالة تيه، بعيدًا عن جسد صاحبه، كالطفل الذي تاه من أمه، كالشيطان الذي حاول إغواء بشريًا فنبذه الأخير، ليُلقى مذمومًا مدحورًا، خاسرًا في معركته، خارجًا منها لا ناقة له ولا جمل.
أقتبس هنا تحديدًا ما جاء على لسان "ربيع" في مشهد التلصص (أدركت أن الخُدْعة كانت بسيطة للغاية. ظننتُ أنني أتقوَّى به، بينما بي يتقوَّى. ظننتُه هديةً لإسعادي، بينما يستنزف حياتي ليبقى. ظننته سلاحي، بينما أنا ذخيرته).
الرواية بها من السحر ما يمس الجسد، يرجه من الرأس وحتى أخمص القدمين، تلقيك في دوامة ما بين الواقع والخيال، لتجد نفسك لا ترى الشعرة التي تفصل بين الحقيقة والمختلق.
الرواية تشعل في رأسك شهوة ولكنها ليست كالتي أصابت "ربيع"، هي شهوة من نوع آخر، يُصاب بها العقل، وحده دون غيره، شهوة أصلها الشك، تدفعك للتفكير، هل "ربيع" هو المختار من الآلهة بالفعل أم أن لوثة الجنس هي من أوهمته بذلك حتى استفاق في النهاية من غفوته التي طالت لسنوات امتصت طفولته وشبابه؟ لا أحد يعلم الحقيقة هنا، ربما السر لا يعرفه سوى العضو السحري.
أحببت الرواية وأحببت شخوصها وجنونها وجموحها، أحببت السرد الأدبي والتاريخي والفانتازي، أحببت اللغة، الفصحى منها والعامية، حيث التنقل الرشيق بينهم في مواضع دقيقة استحقت ذلك.
وفي النهاية أود تحذيرك أيها القارئ، ابتعد عن المنطق تمامًا وأنت تقرأ، وتذكر أن للجنون والعبث اليد العليا هنا.
-
شريف مصطفى
"جسم مثالي لرجل مهم.. ادّعاء الذكورة بين البشر والآلهة"
على مدار حياة البشر عاش الرجل بكثير من الأحوال والتناقضات، واختلفت الأفكار حول الذكورة والرجولة. منذ آلاف السنين والذكورة مقدّسة عند الآلهة في مختلف الحضارات، لكن هل قدسية الذكورة تُغني عن قدسية الرجولة؟ ربما كان المشترك كثيرًا عبر العصور مهما اختلفت الأسباب وظروف الدوافع.
ننتقل في صفحات هذه الرواية من هذا المنطلق إلى صاحبنا "ربيع" ، رجل، ذكر، ربما يعيش وهم الرجولة، أو ربما يعيش وهم الذكورة. نتعرف على حكايته، إن كان من سلالة قدسية أم شخص عادي يتوهّم ما تطمح فيه غريزته.
ولأنه شخص شكّاك، يؤمن بدور الشك في الإيمان وفي الحيرة، وفي مبادئ الحياة، استخدم الروائي الحكي الذاتي على لسان "ربيع"؛ فكان موفقًا ومؤثرًا للغاية. ارتبكت مع مفاهيمه وأفكاره، وشاركته في كل ما يراه أو يخشاه، حتى صرتُ شكّاكًا مثله تمامًا.
يسرد النص الروائي حكاية "ربيع" مع أربع نساء مختلفات، اجتمع بهن في ظروف وأماكن مختلفة. بدأ مع "أم حسين" التي رأى في أنوثتها مولد ذكورته الحقيقي، وكانت بداية معرفة اختلافه عن كل الرجال.
بسرد روائي ممتع، وبتافصيل مبهرة، وبلغة بسيطة قريبة من الوجدان نخوض في حياة "ربيع"، وصراعاته بين نفسه وبين "أم حسين" وباقي نسائه، ويظل مؤمنًا بتميّزه خصوصًا بعد السر الذي يعرفه وورثه عن أبيه.
قبل أن يموت أبوه ترك له كتابًا يحوي الكثير من الأسرار، ويربط بين آلهة المصريين القدماء، وذكورتهم المقدّسة، وبين "ربيع" وذكورته. فيعيش ويخوض تجاربه في الحاضر، وبداخله مؤمن أنه مختار لمهمة أعظم، وأنه ربما يندرج من سلالة آلهة ليس البشر العاديين.
لغة النص بديعة وجديدة، مبتكرة إلى حد كبير، أشعر معها كقارئ بقربها رغم عمق التفاصيل والأفكار، وجاء الحوار بين الشخصيات بلهجات عامية تراعي أصول وطبع كل شخصية، يمزج بين نكات مصرية شائعة، وتفاصيل قوية تربط بين الشخصيات. وكنت أتمنى أن تكتب جميع الألفاظ في الحوار كاملة دون استبدالها بنقاط، حتى يبعد أي تشتيت، وخصوصًا أن هذا لا يتفق مع طبيعة وتكوين شخصية "ربيع" الذي يسرد حكايته.
النص يسبح مع القارئ في عالم آخر يمزج بين الواقع والخيال، ربما يتنوع بين رواية سريالية أو واقعية سحرية أو فانتازيا، لكنه نص فوق محدودية الواقع وفي ذات الوقت لا ينفصل عنه؛ فكل ما يواجهه "ربيع" في عالم الخيال يواجهه كل رجل في عالم الواقع.
جاءت نهاية النص بصورة أسطورية، في شيء يشبه جلسة محاكمة لخطايا البشر المتراكمة، وصراعاتها مع شهوة التحكّم والسيطرة، فكانت نهاية بارعة في تفاصيلها، وفي جنونها، وفي التساؤلات التي طرحتها، لتترك القارئ في حالة ذهول من هذا العالم الذي عاش فيه بين صفحات الرواية.
عمل أدبي عبقري، قدّم المتعة الأدبية في أعظم صورها، ومبتكر بلغته وأفكاره وأحداثه، عوامل كثيرة تجعل هذا النص الروائي ملحمة أدبية، تضيف الكثير للفن والأدب والجمال.
-
Ahmed El-Kbeer
*** جسم مثالي لرجل مهم ....
هل الشك يُنبت اليقين؟ أم اليقين مُنبِته ومَنبَته؟ ***
قال "النفري"(1): "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة". ومقصوده: كلما اتسعت رؤية إنسان، صارت عباراته رموزًا، ونصوصه شذرات، تحمل كل إضاءة الحكمة، وكل فلسفة الحياة وفلسفة الروح. وهذا لعَمْري أهم ما يُوصف به "خالد البري"، وأدق ما توصف به "جسم مثالي لرجل مهم"، الصادرة هذا العام، عن دار العين للنشر.
أعلن "البري"، المولود في محافظة سوهاج بالعام 1972م، عن تمرده مبكرًا جدًا، منذ دفعته خسارة منافسة بدنية مع زميل، لضآلة وضعف جسمه وقتها، إلى اعتبار العنف رافد الرجولة الأول؛ "فوجد ضالته في الانضمام للجماعة الإسلامية. كان في ذلك الوقت في المرحلة الإعدادية، وكان عقله قابلًا لامتصاص الأفكار المجلجلة والكلمات التي تدغدغ الحواس".(2)
وزاد في إعلانه بعد تجربة اعتقال قصيرة نسبيًا، أعقبت تخرجه في كلية الطب جامعة أسيوط. بحسب كلام "محمد فتحي يونس": "حيث مثّلت هذه التجربة صدمة حقيقية أجبرته على إعادة النظر، وخلال خمس سنوات تالية انغمس في القراءة، في الأدب والفلسفة والفكر، أعلن في نهايتها تمرده على الأصولية، ثم دوَّن تجربته(3) المثيرة الحبلى بالمسكوت عنه في صفوف حياة الأصوليين، ومشاعر الحب المكبوتة".(4)
هكذا تجربة مثيرة وحُبلى بالأضداد: العنف والرفق، القسوة واللين، الحرية والاعتقال، الأصولية والحداثة، الراديكالية والليبرالية، الشمولية والديموقراطية، سوهاج ولندن... وكذا المتقلقلة بالتدافع الفائر بين فرق آتية من مشارب شتى، ونِحَل ساعية إلى مآرب مختلفة؛ كفيلة - مع إنسان واعي – بتوسيع الرؤية وصقل الحكمة. خاصةً وأنها خروج - حقيقي - من شرنقة محكمة الغلق على من وعلى ما بداخلها، إلى رحابة إنسانية وعقلية ونفسية، منحها له الأدب والفلسفة والفكر. في نفس الوقت تعد تقدمة لانفجار التعابير عن الفلسفة الذاتية، أو كما قال الأستاذ "محمد شعير" في حديثه عن "البري": "وجد في كتابة الرواية الكلمة التي تفجر المعنى"(5).
قاده هذا الثراء الحياتي إلى رؤية شديدة الاتساع، وهو يُفجر على لسان "ربيع" معني الرجولة في وجدان مجتمع شرقي. الرجولة في نظر الشرق: عنف وذكورة. "ربيع" بطل الرواية وراويها، والمُجسَّد على الغلاف أبدع تجسيدًا: رجل، بملامح إله روماني، وجسد طاووس. جسم مثالي أخّاذ، ومُعبِّر، فبما أنه رجل فهو بالضرورة مهم، إن لم يكن إله.
وكان "البري" دقيق الملاحظة، حينما جعل "ربيع" يحكي بدون الفصل بين الرجولة والذكورة، على ما بينهما من تباعد كبير في المعنى والمبنى، بل وعلى الرغم من كون الذكورة في حقيقتها مجرد جزء واحد من الرجولة. بَيْد أن انطلاقته الدرامية من جوف الوجدان الشرقي - الصعيد الجواني بلهجته أصدق تعبير عنه - لا بد له من هذا التداخل، التماذج، لأن واقع الحال يؤكد أشد تأكيد، وبشواهد تترى، على إيمان الشرقيين العميق بأن الرجولة والذكورة سواء بسواء، ومقدار الذكورة هو مقدار الشرف، وكونك مطعون بكبائر الذنوب أهون من طعنك في ذكوريتك، حتى إنه لتكتفي الأدبيات الشعبية بمفردة "ذكر" للتعبير عن الرجولة المطلقة. من هنا يهتم الشرقيون بقياس مستوى الذكورة عند الذكر، شكلًا وموضوعًا، وبمقاييس متعددة ومختلفة، وأي مثلبة في مستوى القياس، مَذَمَّة تلاحق صاحبها حيًا وميتًا. وفي نفس الوقت لا يُولون قياس الرجولة – بأجزاءها الكاملة - الاهتمام ذاته. بالتالي لو وضع "خالد" حدودًا فاصلة؛ لكانت تجميلًا مختلقًا، وتزييفًا مفتعلًا.
تشرَّب "ربيع" واقعه هذا بمفاهيمه كاملةً، الرجولة: عنف وذكورة. ولأننا "نعيش في أولادنا حياة ثانية"(6)؛ جاهد أبوه بوسائل متعددة في التأكيد على هذه المعاني، كتأكيده على أن "الغلط يمكن الاعتذار عنه ومواصلة حياتك، أما الجبن فموت بالحياة". وكإصراره على قتل ربيع للجرو بالبندقية الخرطوش، متجاهلًا طفولته وحداثة سنه. وباعتماد الضرب المبرح أسلوب التربية والتعليم الأنجع والأوحد. وبالفعل صار دليل الصبي على رجولته: "مش طخيت الكلب؟!". وقوي إيمانه بشق التعريف الأول: العنف.
حان الوقت للإيمان بالشق الثاني: الذكورة. والذي لم يُرسِّخه أبوه في وجدان الصبي وحسب؛ مادًا إياه بنظارة مكبرة يتلصص عبرها على جارته وأم صاحبه " أم حسين" في مخدعها. "أم حسين" البحراوية التي تعيش وحيدة بعدما هاجر زوجها طلبًا للرزق، ومداد التعبير الأول عن الذكورة. بل استعمل الأب حكاياته في نسج خصوصية لذكورية "ربيع" وحده، دونًا عن باقي أقرانه من نفس سنه.
أو هكذا فهم الصبي، من أبيه الذي يصفه بالحكّاء العظيم، الحافظ لتواريخ المصريين القدماء واليونان والرومان والآشوريين والفرس. وهو الوصف الذي يسمح لنا بتخيُّل مقدار ما بُث من الحكاء في يقين الولد عن الآلهة المتصارعة، وعن اختصاصهم بعض البشر بقداسة ما، لتنفيذ مهمة ما، لم يحن موعدها بعد، إنقاذًا للكون وتنفيذًا للمشيئة. ويمكننا أيضًا تخيُّل حجم تأثر يافع بهذا الكم من الأساطير، وكيفية رؤيته لنفسه فاعلًا فيها، ومقصودًا بها، وصانعًا لمآلاتها. مُدعمًا كل هذا الخيال بواقع على الأرض، حين اختار "ربيع" من بين أبناءه ليحمل السر، سر سلالة البشر الموعودة، وشعب الآلهة المختار. بذا أصبح يقينًا أنبته الأب، ولم يُنبته الشك.
فلما حانت لحظة عبور "ربيع" من الطفولة إلى اليفوع، لم يقاسي معضلات البلوغ، وتبعاتها التي تنزغ أجساد الصبية غصبًا عنهم، وحسب. ولم يتأرجح التأرجح النفسي المتصارع عليه بين المدارس النفسية الثلاث: "مدرسة "فرويد" التي تمنح الأولوية لـ "إرادة اللذة"، مدرسة "أدلر" التي تمنحها لـ "إرادة المكانة"، مدرسة "فرانكل" التي لا تعارض المدرستين، ولكن تراهما جزءً من رؤية أوسع، هي "إرادة المعنى"، حيث في السعي نحو المعنى المتسامي للحياة، سيحصل الإنسان في الطريق على نصيبه من اللذة ومن تحقيق الذات، على سبيل المكافآت، أو على الأقل، التعويضات"(7). بل زِيد على كل ذلك يقين بألوهية ما في هذا البلوغ، اختصته به آلهة كمت (من أسماء مصر)، وعليه لم تعد مفاهيم الرجولة الخاطئة بقصرها على الذكورية مجرد موروث فقط، بل غلفتّها هالة القداسة.
رأى "ربيع" في نفسه الاختلاف مبكرًا، واعتقد في مجرد بلوغه الرجولة الكاملة، ونبت في نفسه اليقين، بدون أدنى شك، بقداسة جسده، ودور ذكوريته المستقبلي في تنفيذ المشيئة الإلهية وإنقاذ سلالة اختصتها الآلهة بإصلاح ما أفسدته صراعاتهم (أي الآلهة)، وهو الفهم المؤكد بسِر أبيه الذي حمله "ربيع" وحده. سر شعب "العزارنة".
وعلى الرغم من انتقال "ربيع" إلى بيئة مختلفة المفاهيم تمامًا عما نشأ عليه، إلى لندن، إلا أن يقينه ظل قويًا، لم يهتز، في تأكيد واضح من "البري" على صعوبة فكاك الإنسان مما يعتقده ويؤمن به من أفكار وأيدلوجيات، وحتى أساطير، لمجرد تغيير موقعه. بل إيمانه في صدره، يرتحل معه أينما ارتحل، ويحل أينما حَلَّ.
هكذا صارت كل امرأة في حياة ربيع أداة لتنفيذ المهمة المقدسة المرتقبة. ولم يعد يرى من أناثي (جمع أنثى) حياته سوى جسد وفرج، وعاء تناسل. أصبح يعيش لذكوريته، نافضًا من عقله أنها مجرد جزء من الرجولة، وأنها ما وجدت في بني آدم إلا لدور حياتي واحد، لكنها ليست الحياة. صار "ربيع" كمن يعيش ليأكل لا يأكل ليعيش.
أسطورة مدعومة بسر عظيم، ومغلفة بهالة قداسة، ومثبته في كتاب؛ لن تنقشع من تلقاء نفسها، لن ينبت شك في يقينيتها بمحاضرات مواعظ وعبر، أو تنظير زاعق على فضائيات، لا يعرف كيف يفرق بين الحقيقة الأحق وما دخل عليها من أباطيل حتى أصبح جزء منها.
هكذا يقين يحتاج إلى صدمة مدوية، صدمات، تضربه في مقتله، وتجِزّ له أطرافه.
... لكن ما الذي يقدر على الضرب والتقطيع؟! على قشع هالة قداسة وتفتيتها ذرّ تتطاير في الهواء؟!
لا شئ سوى العقل والعلم..
العلم؛ الذي افتقده "ربيع" تمامًا. بسذاجة فادحة لم يستطع حساب عدد الأيام بين تاريخ وتاريخ، معادلة حسابية بسيطة وساذجة، كشفت عن عوار أسطورته، وزيف قداسته. فهل تمنح الآلهة قداستها للجهلة؟! هل تكلف المهاطيل بمهمات كونية؟!... فمن باب أولى منحها العلماء، صائغي النواميس الكبرى، المزلزلة لحركة الحياة، المجددة لأفكار البشر عن أنفسهم، وعن كوكبهم.
العقل؛ الذي غيَّبه "ربيع" تمامًا، خلف سرديات واهية من شخص ساذج، لم يكلف نفسه تدقيق مروياته، النظر فيها، مقابلتها، تحقيقها... قدم فيها النقل على العقل. غباء. متحصنًا خلف سلطة تصديق أكتسبها من أبويته للطفل، ومتذرعًا بطالما حُكيت فقد حدثت... فمن باب أولى يحوذها الأذكياء، المتمرسين في التدقيق والمراجعة.
ولكي يترائ لـ "ربيع" عقله الفارغ وجهله المُطبِق؛ كان لا بد من واقع يموج بصخب، بعنف. استكانة الواقع بشرًا وجمادات أمام المعتقدات صاحبة التصديق المتوارث، يشي ببقاء الوهم على ما هو عليه، ويُنذر بتضخيم الأسطورة زورًا وكذبًا.
هكذا؛ ماج واقعه موجًا: لم تحثو "لميس" الخطى إلى محراب قضيبه مُتبتلة، بل كفرت بأنعُمه. لم تخِر "زيزي" صرعًا لما تراءت لها ذكوريته المعجزة، بل استقر جبلها الأنثوي عند عادية الذكورة، "ربيع" مجرد ذكر عادي، ولكونه عادي تركته غير عابئة حين لم تصل لمبتغاها منه، الإنجاب، تركته، هكذا ببساطة، جمعت أغراضها ورحلت، ولما لا، ما هو عادي، مثله مليارات ذكور آخرين. كما لم تتلهف "سيرين الشام" أو "زينب منصور" – أيًا ما كان اسمها الحقيقي – إلى سره المقدس، تلميحًا أو تصريحًا، بل حاولت مرارًا إفهامه أن في الدنيا شؤون أسمى للحديث عنها، مشكلات أولى بالمعالجة... أن للأنثى كيان، رأي، اختيار... أنها يمكن أن تكون منهلًا للتزود، وليس مجرد وعاء قذف.
ماجت دنيا "ربيع"، الصعيدي العربي الشرقي، موجًا بأطنان من تفاهته في سوق الذكور... وظلت تصرخ أثناء مباراة اعتزاله أوهامه: القاضية ممكن يا "ربيع". القاضية ممكن... فأعجلته الحياة فعلًا بالقاضية... أنت عقيم يا "ربيع"... عقيم... لا نسل مرجو لك... منك... أنت زَبد يا "ربيع" في بحر الحياة... مجرد زَبد... شكله جميل على صفحة الماء... لكنه يذهب جُفاءً، "وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"(8).
صدماته هذه؛ في ضعف علمه ووهن عقله وحقيقة واقعه، أنبتت في اليقين الشك، فصار اليقين مُنبتًا ومَنبتًا؛ وبعض الشك ليس إثمًا كما نتصور، فقد أعاد له الشك نظرته الموضوعية في كل ما اعتقد وتيقن. فخلع عباءة الخادم، بعد سنين انبرى خلالها في تمجيد سيده، العمل لأجله، عبادته، تقدسيه. سنين بدأت وهو مجرد صبي، يلتمس ماء بلوغه طريقًا للخروج من جسده. جسده العادي، اللاأسطوري، اللامهم.
عرف "ربيع" قدر الذكورة في الحياة: أداة استمتاع، لا أداة بقاء. وأبصر ولا شك قدر الرجولة ككل.
أذكر جيدًا كيف أنهيت قراءة رواية جسد مثالي لرجل مهم، وظللت جامدًا مكاني، مصدومًا، قلبي يخفق بسرعة، أتنفس بصعوبة... ليس لأني صارعت مع "ربيع" صراعه فقط، ولكن لأني انتزعت منه اليقين بالذكورة، ووضعت مكانه (أياقين) متعددة، لأساطير فكرية مختلفة، مما تُطبق على أنفاس مجتمعات الشرق، سواءً تلك المتواترة عبر "بيقولوا"، أو مما شُحنت بها الكتب، فشحنتها بعد ذلك أفواه إلى الوجدان الشرقي العام.
جرّب معي؛ انزع هذه وضع تلك، ثم عالجها بالعلم والعقل، ولا تقدم معها المنقول على المعقول، وسترى بنفسك تداعيها السهل.
قالوا: للكتابة سببان: اليأس أو الانتقام(9). أيًا ما كانت أسباب "خالد البري" لكتابة هذه الرواية، يأسًا من الشرقيين، أم انتقامًا منهم، المهم أنه كتبها برؤية واسعة، وبعبارات حملت كل إضاءة الحكمة. ووصل بواقعية الطرح إلى الحافة الخطرة، على حد تعبير الروائي العراقي "محمد خضير".
---------------
-- (1) محمد بن عبدالجبار بن الحسن، من علماء التصوّف في القرن الرابع الهجرى، متوفى 354هـ.
(2) بتصرف: إبراهيم عبدالمعطي، لا أطيق كتابي الأول، مقال صحفي، جريدة الوفد، 16 ديسمبر 2010م.
(3) يقصد كتاب "خالد البري": الدنيا أجمل من الجنة: سيرة أصولي مصري سابق.
(4) إبراهيم عبدالمعطي، مصدر سابق.
(5) المصدر السابق.
(6) دوستويفسكي، حلم العمّ، ترجمة: بدر شكري.
(7) بتصرف: فيكتور فرانكل، الإنسان يبحث عن المعنى، ترجمة: د/ طلعت منصور.
(8) سورة الرعد، آية 17.
(9) إليزابيث هاردويك، روائية وصحفية أمريكية، متوفّاه 2007م.
#جسم_مثالي_لرجل_مهم
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"جسم مثالي لرجل مهم.....حقيقة الجرم الصغير"
لمن قرأ ثلاثية الأمالي لشيخ الحكائين الكاتب خيري شلبي وما فرده الراوي "المعلم حسن أبو ضب" يستمتع بحكاياته ذات المزيج بين السرد التقريري بالفصحى والتعقيب أو إضافة لزمات الهوية "بهارات الحكاية" من تأثر من خلفيات دينية أو اجتماعية حتى اللكنة فنسمع مثلا حسن يقول على أسيوط "سيوط" أو جملة "تحلف اليمين يا بوي" كتوكيد للحدث وهكذا، لكن ما العلاقة بالرواية؟
-ببساطة تتشابه ثلاثية الأمالي مع تلك الرواية في نفس النقطة وهي لعبة استدعاء الذاكرة، والتي توازن فكرة أو مجموعة أفكار كبيرة وثقيلة، وتضعنا أمام حكاية يجمع فيها الشامي على المغربي كما يقول المثل، ليصعد بها إيقاع السرد- ويستطيع فيها كذلك أن يلقي باسقاطات فيزداد الأمر غموضا وربما فيها بعض التشتت-حتى يفك ما التبس على القارئ في النهاية ويكون-باختلاف الثلاثية طبعا-لا حاجة لتلك العجينة أو الفرشة لوضوح الفكرة.
--دولاب الهامستر الحكيم
-ومن نقطة أخرى يتشابه مجمل حكاية عم حسن التي لخصته أغنية المسلسل المقتبس منه "جربتها وشربت من كاسها...ودرستها من ساسها لراسها" مع ربيع بطل الرواية بنقطة وحيدة ننتقل بها لصلب الرواية، وهي المعرفة بعد تجربة، والتي تعلي من قيمة المرء وتضعه حتى بين نفسه في مقام مختلف عن العامة يصل لكونه ظل الإله ذاته، وهي التي جعلت ربيع يستغرب من نداء زيزي "يا عادي" أو خوفه من أن كل ما رآه محض تخيل، وهنا نسأل سؤالا، كيف صار في مقامه هذا، ولماذا صار أصلا
-والكيفية بسيطة غالبا، وهي موضحة في كتاب البطل بألف وجه للكاتب الأمريكي جوزيف كامبيل، والذي يبدأ من بطل يستجيب لنداء "حكايات الأب"، يمضي مذعنا لها، يمضي في طريقه مضببا "تضبيش" غير متضح المعالم، يكتفي بتلمس مساعدات فوق العادة تسير مع مقصده رغم مخالفتها هواه "فضيحة شحاتة الحليل، أو الخالة تناظر أو إسماعيل أو عمر"، وأمام ذلك يصطدم بعتبات يظن أنها تمام الفكرة وبها حل المعضلة ولكنها تبتلعه بسبب تضبيشه "عدم الخبرة"، تعيد تشكيله وتميت ما بغشامته التي انتهت واقتضت حتى تسويها للشكل البسيط المقبول "حديثه مع زينب" وتحيي فكرة الطريق باعتبارها رسالته الوحيدة
-منها نعرف فكرة لماذا، فأمام عينه يرى نفسه مراحل مجزأة، وما تعلمه يشبه ما يراه الهامستر على الدولاب "كان لا يعرف حتى صار متمرسا ومعتادا، وذلك يعطيه بعض الحق-ميزة عن الهامستر- في أن يجلس ويقول مثل أبو هيبة "محمود عبد العزيز- في مسلسل جبل الحلال بصوت هادئ "كلنا متنا كذا مرة وكل مرة بنبكي" باعتبار البكاء ليس حصرا على العين طبعا
--ريبوزيشن+ري براندينج= جرم لعالم أكبر
-تدفعنا فكرة التضبيش عند ربيع للوقوف أمام فكرة الزمن عند الكاتب، وأصدقكم القول في الكتابة الأولى للمراجعة اهتممت بالأصل الأول لفكرة الميثولوجيا عند كامبيل وتوائمها مع الرواية أو التكامل النهائي الذي ترمز لمبلغ العلم وفهم السر والوصول لمرتبة إلهية عالية كما يفرض كامبيل، بيد أن ذلك لا يأتي بجديد إلا بتصور آخر مخالف للمنطق
-ففي التجربة الأولى "رع وجب ونوت" كان الزمن لا شيء أصلا، تشكل بوجود رع ثم تشكلت المفاهيم على أساس التجريب "صحيح أو معيب"، والتي نبع منها فكرة التفوق والتحايل "جيهوتي مع نوت" ، ومع نسبية الزمن التي شرحها أبو ربيع بفكرة الرائحة وفضلا أن الزمن غير مؤثر في تولد، فيصاغ الزمن هنا بشكل أقرب لشبه المنحرف، يتحرك ليصل لزاوية معينة ويغير من بعض لمساته على حسبها "ري براندينج كفكرة ست والحقاو خاسوت أو تصور ربيع لأبو رشيد" وهنا نرى أن فكرة تصارع الآلهة في جسم واحد "والتي هي هي فكرة التصارع السياسي أثنائها" وتساقط الرمال من ربيع وتصادم البرق عند التحام زيزي وربيع منطقيا جدا، هي إعادة توظيف للأحداث لا أكثر، فلا بأس من جملة التاريخ يعيد نفسه لأن ليس لها جناية بشرية هنا
--والكدبة ليها قانون وروايح "درب الحكواتي"
-بعكس فكرة حكواتي المقاهي والسير الهلالية والتي تؤرخ لدراسة اجتماعية، فالحكايات هنا المتمثلة في أبو ربيع ولميس غريبة ولها فلسفة، فأبو ربيع يشرح نسبية الزمن ببساطة التقلية وكذا جملته " لو مش حقيقية هتتحكي ليه" وهي تشير لما ذكرناه عن الأصل الواحد للميثولوجيا، ولميس-تشبه في هزليتها وجانبها العقلاني بديمة في مأساة السيد مطر- وحكاياتها المتتابعة والمتفرعة المتصلة، والتي تشير أيضا لفكرة الريبراندينج "إعادة التسويق" حيث تصارع فكرة أبو ربيع في نسج الحكايا، وتضع للكذب منطقية في الحكي وإن كان للاشيء
--المهابة الدافعة
-قد يظن البعض أن تضبيش ربيع هو لعبة حرة، لا ليس بنسبة كبيرة طبعا، فهو في ذلك لديه دليله "تجاذب السالب والموجب والعاشق والمعشوق"، وإن كان كما سقط آدم حين اشتهى ولم تصل الروح لقدمه-كما نسمع- فهو يسعى به لقيمته، يستحضر به غياب أبو حسين ويوائمه مع عضو عزير الذهبي مثلا، وتسير كل أمور ربيع به وبالشعور الذي يصل للقدسية تجاهه، وهذا هو مبرر انقطاع الأحداث فجأة وتلخصها بينه وبين ما كان يشعره بالقيمة.
-
Shimaa Muhamad
هل يختزل إظهار الرجولة في مسمى او شيء أو فعل يقوم به المرء؟ هل سنظل نعيش في مجتمع رغم تطوره الا انه تربى على عادات وتقاليد لا نستطيع أن نحيد عنها والا سنسمي ناشذين عن عاداتنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها.. هل يحق للصبي ان يبكي؟ لا واذا صار رجلا هل يبكي هل ينفس عن مابداخله بأن يجهش بالبكاء ولا سيما عند فقد حبيب أو صاحب!! لا لايحق له البكاء.. يتعرض للضرب والتعذيب والإهانة ويقولون له الرجل لا يبكي واذا بكى صار كالأنثي الضعيفة.. وهذة اهانة لذكورته ورجولته علي حد سواء.. تأثير التربية الخاطئة سيظل ثابتاومرسخاً في عقولنا حتى وان وصلنا لمناصب عالية وتطورت عصرية وفكرية.. اذا ضربت صديقك صرت أقوى منه واذا ضربت اخواتك البنات صرت رجل البيت الذي يعتمد فأنت السند والضهر لأبويك.. عكازهم الذي سيستندون عليه حاضراًومستقبلاً.. أما الفتيات فتلك ضيوف في بيوت اهاليهن حتى يأتيهن الرجال وستخرب بيت ابيها بسبب تكاليف عرسها اما الذكر فهو يعمر بيت ابيه!! الرجل الذي اختزله الكاتب في الدور الذكوري ذو الأفكار الغير متزنة من تصرفات وميول غير سوية.. كيف لمراهق ان يفكر في مايفكر فيه الرجال تجاه النساء؟!! هل نشأ في بيئة غير سوية؟!! حتى سولت له نفسه ان يثبت ذكورته للنساء اللواتي في عمر امه بطريقة تنأ لها النفس البشرية.. هل سيقتصر على من في عمر امه فقط لا.. سيظل ميوله تجاة النساء ميول غرائزية غير سوية يصورها الكاتب بطريقة( الأدب الأيروتيكي) وهو الأدب المستخدم فيه الفاظ نابية وتعبيرات تثير غرائز المتلقي وهذا الأدب لااستصيغه على الأطلاق مثله مثل رواية (الخبز الحافي) السيرة الذاتية لمحمدشكري.. فالأدب لايتفق عليه الجميع هناك من يستصيغه ويألف جميع الكتابات والبعض لا يتفق معه.. هناك طرق خاطئة استخدمها البطل لإثبات ذكورته للبطلات الرواية الثلاث بطرق غير مقبولة منهن انتهت قبل أن تبدأ.. ومنهن من كانت بالنسبة له منافسة شرسة لإثبات فحولته بالنسبة اليها عن سابقية من الرجال التي كانت البطلة على علاقة بهم!! هناك اسهاب كبير من الكاتب في وصف امر في الرجل لإثبات رجولته وهذا أراه غير لائق.. ففكر الكاتب حصره في هذا الأمر ولم يلتفت لصفات وأفعال من شيم الرجال.. الا ان حدث امر للبطل غير مجري حياته تاثراً بحياة ابيه والقصص والحكايات التي كانت يرويها له عن الإلهة.. فظن البطل انه من نسل العزارنة!! وان الآلهة اثروا على رجولته بطريقة مقدسة.. في تفكيره العقيم.. ظن ان عدم إظهار ذكورته ضعف ولكنه لبعض النساء كان تعبيراًمنه عن احترامهن وتقديريهن حتى وهو يعمل لديهن فلقد شاهدنا تغييرات في حياته ونظراته المختلفة للمرأة في جميع المراحل التي مر بها داخل مصر وخارجها ولكن سيظل تفكيره لم يتغير.. ماتغير هو تأثير الإلهة المقدسة عليه.. ظننت للحظات انه تغير وانه من انتقاله من مصر لأوروبا سيشعر ومع تقدمه في العمر ونضوجه هي الحب والونس والصداقة واستمتاعه بحكي أحدهن القصص له ومرافقتها له ولكنه اثبت لي العكس.. ولكن ستظل الصراعات الداخلية والتساؤلات الأخيرة كفيلة بتغير احداث الرواية شيء ما عن التركيز على نقطة ثابته
❞ ليت الإنسان كالأشجار، لديها الأمل دائمًا في جديد قادم. ساعتها الكونية تخبرها أنه سيتأخر فترةً لا بأس بها، لبقية الخريف ثم الشتاء، لكنه سيأتي. سيأتي يومًا ربيع. وتعود إلى الشباب مرة أخرى❝
#أبجد
#جسم_مثالي_لرجل_مهم
-
Koky M. Gaber
اسم الكتاب: جسم مثالي لرجل مهم
اسم الكاتب: خالد البري
دار النشر: دار العين للنشر
سنة الاصدار: 2022
اللغة: سرد والحوار عامية
عدد الصفحات: 295
التقيم: ⭐⭐⭐⭐
❞ ‘تفتكر الشجاعة إنك تنفذ الأمر، ولَّا الشجاعة إنك ما تنفذش؟’، ❝
❞ الغلط يمكن الاعتذار عنه ومواصلة حياتك، أما الجبن فموت بالحياة. ❝
❞ المبالغة في التفاصيل مقتل الأكاذيب. إن أردت تمرير رواية فلا تبالغ في تكرارها، لا تجعلها تتقلب في أذهان البشر، فهذا كفيل بأن تتحول إلى خَصْم لهم.
تسرد لنا الرواية عن (ربيع) ومعني الرجولة في المجتمع الشرقي
وكان (ربيع) يحكي بدون الفصل بين الذكورة والرجولة وهما يوجد بينهما تباعد كبير في المعنى وان الذكورة هي مجرد جزء من اجزاء الرجولة
وكان والده يحثه علي العنف وكانة من وجهة نظره شجاعه وليست جبن وانها من الرجولة عندما اصر علي انه يقتل ربيع الجرو بالبندقية الخرطوش ولم يعمل اعتبارا لطفولته و ورأي والده ان الضرب المبرح أسلوب التربية والتعليم وقوي إيمانه بالعنف وبدأ ربيع رحلته مبكرا عندما اشتعلت شهوته وتبرعمت علي ام حسين جارتهم الذي كان يتلصص عليها في مخدعها من نافذة غرفته التي توجد في شقته الخالية بالطابق الثاني وقبل وفاة والده سرد له سر الاسطورة الالهية الذي ينتمي اليها والذي استمروا فيها جيل الي جيل في اختيار وريث لهما وبث من الحكاء عن الاسطورة الآلهية المتصارعة عبر العصور والذي تأكده منها ربيع ف الكتاب الذي تركه له والده بعد الوفاة اليقين في ربيع لتنفيذ مهمة ما لم يكن وقتها ولكن لحماية عقيدتهم الذين ينتمون اليه هو وبعض البشر الغير عاديين في قرية العزارنة واصبح عنده يقين ورؤيته لنفسه واحد من الاساطير الالهية
رأى ربيع في نفسه الاختلاف مبكرًا واعتقد في مجرد بلوغه الرجولة ونبت في نفسه اليقين بدون أدنى شك بقداسة جسده ودور ذكوريته المستقبلي في تنفيذ المشيئة الإلهية وإنقاذ سلالة اختصتها الآلهة بإصلاح ما أفسدته صراعاتهم وهو الذي فهمه بسر أبيه الذي حمله ربيع وحده سر شعب العزارنة الذين كانت تحميهم التعابين
وعلى الرغم من انتقال ربيع إلى بيئة مختلفة المفاهيم عن ماكان موجود فيها وهي لندن إلا أن يقينه ظل قويًا بالاسطورة الذي اخبره عنها والده صارت كل امرأة في حياة ربيع أداة لتنفيذ المهمة المقدسة مثل لميس وسرين الشام وزيزي الي ان اكتشف انه عقيم وعندماعادت أفكاره إلى عقله كجمهورِ فرَّقه الخوف وأعاده الاطمئنان حين تبادل موقعَه للمراقبةورأه من حيث لا يراه لا يستطيع أن يُبقي نفسه منتصبًا ولو لنصف ساعة متواصلة، أدركه أن الخُدْعة كانت بسيطة للغاية ظن أنه يتقوى به بينما به يتقوى. ظنه هديةً لإسعاده، بينما يستنزف حياته ليبقى ظنه سلاحه ، بينما هو ذخيرته. كان فأر تجارب يظن المعمل في خدمته. تضخَّم إذ سهره الليلَ يناجيه، وعندما فاق من افكاره علي المسافة بين الحياة والموت نسيجًا معقدًا ولكن من خيوط دقيقة. ينتسل واحدٌ منها فيأتي على النسيج كله. أراحه التسليم لهذه الفكرة. تنوَّر عقله وزال منه الخوف
#جسم_مثالي_لرجل_مهم
-
enamili nezha
رواية: جسم مثالي لرجل مهم
الكاتب: خالد البري
دار النشر: دار العين للنشر
تحمست كثيرا لقراءة هذه الرواية وكان لدي فضول كبير لاستكشاف خباياها أولا لعنوانها المثير للانتباه وأيضا تصميم الغلاف
يقال أننا نحتاج إلى الجرأة في نقل الواقع لكننا لا نحتاج إلى التفاصيل
وهذا بالضبط ما لم يعجبني في معالجة الأفكار التي طرحتها الرواية؛ المباشرة في وصف بعض المشاهد أحسست أنها فجة جعلتني بصراحة أنفر من متابعة قراءتها وتوقفت أكثر من مرة قبل أن أقرر إكمالها للنهاية،
سوف يتفق معي البعض وسوف يعارضني البعض الآخر لكن في النهاية لكل منا رؤيته وذائقته الأدبية.
ونعود إلى أفكار الرواية:
- مع بداية الرواية تبدأ رحلتنا مع ربيع الذي يحكي لنا قصته أو سيرته الجنسية منذ طفولته وحتى مرحلة الشباب وعلاقاته بالنساء الأربعة اللواتي مررن بحياته وتأثير كل واحدة منهن عليه،
ربيع الذي حمله والده سر عائلته المقدس السر الذي جعله يعتبر نفسه وجسده مقدسا حاملا لسر الآلهة متوهما أنه المختار لحمل إرثهم فسعى بدوره لحماية ذلك الجسد المقدس والاهتمام به بل وتقديسه،
هنا نجد أنفسنا أمام فكرة سيطرة الشهوات والرغبات على الإنسان ولا يقتصر الأمر على شهوة الجسد بل يمكن أيضا أن ينطبق على شهوة السلطة؛ الثروة؛ المال؛ القوة ... عندما يصبح الناس عبيدا لشهواتهم يمجدونها ويقدسونها بل ويعبدونها حتى تكبر وتتعاظم وتصبح وحشا من الصعب السيطرة عليه وقد تكون سببا في الهلاك؛ ربيع كان نموذجا لعبيد الشهوة الذي يقدسها دون تفكير وكل ما يشغل باله أنها هي من تجعل منه شخصا مهما استثنائيا فيعيش حياته خائفا من ضياع الميزة التي تميزه عن باقي البشر دون أن ينتبه أنه هو من جعلها بتلك الأهمية التي يراها عليها.
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا: فكرة أخرى طرحتها الرواية وهي الموروثات التي تكبر مع الإنسان فيصدقها ويؤمن بها دون أن يمعن التفكير في مدى صدقها
ربيع كان يستقبل كل ما يزرعه والده بعقله على أنه من المسلمات التي لا تقبل النقاش أو حتى الشك حتى وإن كانت تلك الموروثات خاطئة وحين تتجذر الأفكار في الوجدان يصعب تغييرها حتى لو تغيرت البيئة المحيطة فربيع انتقل من بلده إلى بلد آخر بثقافة مختلفة وبيئة مختلفة لكنه رغم ذلك لم يتخلَ عن معتقداته
- ربيع عاش مع وهم أنه مختار من الآلهة لحمل السر المقدس بعد أن اختاره والده دونا عن بقية إخوته ليخبره بسر العائلة وعليه بدوره اختيار شريكته التي ستحمل معه عبء إتمام المهمة ليورثها بدوره حين يحين الوقت للوريث المختار، كان تلقيه عدة صفعات أولها عقمه وثانيها عجزه عن حل مسألة رياضية بسيطة كان كافيا لزرع الشك بداخله وربما لمحاولة فهم كل ما يعيشه ويدور حوله
الجزء الأخير من الرواية كان بالنسبة لي أفضل من بدايتها مليئا بالأفكار والصراعات والتساؤلات، لغة الرواية بسيطة سلسة دون تعقيدات وإن كانت تحمل بين أسطرها معان أكثر من تلك التي جسدتها الحروف.
-
ElDoNz
للاسف مقدرتش اقراها كامله
شدتني في الاول جدااااا و خصوصا لجراءة الفكرة و الطرح .
مشهد الهجوم علي ام حسين .... كان ملحمي
لحد ما وصلت ل "كتاب أبي"، مليت جدا جدا و حسيت انه محشور و ممطوط بزيادة و قفلني اني اكمله
معرفش بقي كان ممكن يتقسم خلال فصول الرواية او يختصر شويه هو كان غير موفق في مكانه و اسلوبه
اضطريت بعد تلتين الجزء ده و اللي قريتهم بمنتهي الصعوبة اني افوت الباقي منه عشان اعرف اكمل و مهمنيش تاثيره الباقي علي الرواية
و هعبر بكلمات الكاتب محمد سعيد احجيوج
اعجبني تطرقها الهوس الذكوري بالفحولة وكيف يصل الأمر إلى تقديس وعبادة العضو الذكري وكل هذا في إطار يلمح إلى الفصام عن الواقع والهلاوس المرضية.
و تاني هي شويه +١٨ و فكرتني كتير ب ام ميمي 🤭🤭
السابق | 1 | التالي |