نهاية سعيدة مجموعة قصصية تحوي بداخلها نوفيلا بعنوان النبوءة، وهذه مراجعتي لها كقارئ وكاتب وليس كناقد:
١- تبدأ المجموعة بقصة عذرًا سيدي، التي تصدمنا بتحول فجائي وغير مبرر للبطل والذي أعقب مجرد سؤال للفتاة التي هي من مريديه والتي اكتشفت زيف ادعاءاته، ولابد أنه سمع هذا الكلام كثيرًا أثناء عمله فما المبرر للتحول هنا؟ لا بد أن يؤسس الكاتب أفضل من ذلك ويهيئ القارئ للحدث. (٢/٥)
٢- ثم يعرج بنا الكاتب على جزيرة نائية (مكانًا) ونهاية الحضارة الحديثة مكانًا، ليحكي لنا القصة الأزلية عن الغريزة البدائية ادى الإنسان؛ إفناء بعضه بعضًا، مهما تقدمت المجتمعات أو كانت بدائية، فالحرب العالمية الرابعة الكبرى لا تفرق كثيرًا عن حرب الخمسة عشر شخصًا الصغرى على الجزيرة.
النهاية متوقعة، والقصة ككل ذكرتني برواية (التفاحة والجمجمة) لمحمد عفيفي والتي تحولت إلى فيلم سينمائي بنفس العنوان. (٤/٥)
٣- ثم موعدنا مع نوفيلا الكتاب، النبوءة، والتي جاءت في سبع فصول من النبوءة ١ إلى النبوءة ٧:
الحوار في النوفيلا عامي (ومبتذل إلى حد ما) لكن ذلك قد يبرره الجو العام للأحداث.
الكلمات الإنجليزية كثيرة وهذا نحيله إلى نوعية الحوار ولا بأس بها إن كان لها ضرورة (لم أرى هنا ضرورة).
العلاقة بين جاسر ومريم لم ترق لي، لكنها تحدث وبررها الكاتب بمشاعر جاسر تجاه مريم، وهنا نتحدث عن علاقة مجتمعية منتشرة، الشاب الذي يرى نفسه أقل من مجبوبته، والمرأة التي تستغله لمآربها لمجرد أنها ترى نفسها أعلى منه قدرًا، رسم الكاتب هذه العلاقة جيدًت، وظهر تأثير ذلك في غباء جاسر في التعامل مع بسمة بحيث أنه يذكر مريم معها أكثر من ذكرها.
النبوءة لم تكن إلا فراسة رجل ذكي يقرأ الأنفس ويعرف كيف يضع يدها على ما ينفعها، لكن في حالة جاسر (الغير سوي) تحول الأمر إلى النقيض.
شكه في ماهر لم يخدعني كقارئ بل جعلني أشك فيه مبكرًا (ضعف في الحبكة)، وذلك لسخافة الطرح، فلمجرد أنه يتغيب في يوم السبت فهو صاحب التفجيرات.
لم أرى مبررًا قويًا لأن يتحول جاسر إلى مجرم يفجر كل شيء (وكأن الموضوع بتلك السهولة) فالدافع هنا لا يبنى عليه حبكة.
(٤,٥/٥)
٤- رغم أن الكاتب استهل قصته بإهداء، إلا أنه أفرد قصة كاملة كإهداء لروح الكاتب المبدع د.أحمد خالد توفيق -رحمه الله- كصانع للأحلام، لفتة طيبة وإهداء مبتكر (٥/٥)
٥- قصة حب محطمة وشاب ثرثار لا يفعل أي شيء سوى الكلام ونهاية متوقعة مع المذياع. (٣/٥)
٦- قتل وأمل وأشياء أخرى، هي أجمل قصص المجموعة وخدعة جميلة من الكاتب والتفاف في الحبكة غير متوفع، لكن الناهية طالت قليلًا.
لي ملاحظة هنا على عنوان الكتاب، لماذا وضع الكاتب عنوانين لقصتين على غلاف كتابه بدلًا من عنوان واحد كما هو متبع؟ ألا يكفي؟
هل الملفوف هو محشي الكرنب؟ (من الأفضل أن يكتب محشي كرنب). (٤,٥/٥)
٧- توقف قصير للاستراحة وابتسامة تفاؤل مع صباح غريب. (٢/٥)
٨- ثم تأتي النهاية السعيدة التي لن تتحقق إلا بإسعاد الآخرين، ونهاية موفقة للمجموعة القصصية التي تحمل نفس العنوان.(٣/٥)
اللغة راقية أدبية بامتياز ساعد على ذلك كون الكاتب شاعرًا، يتخللها بعض الهنات اللغوية البسيطة واللغة العامية في الحوارات.
لا أرى داعيًا لتضمين عنوان فرعي لكل قصة (أو حكمة أو عنوان تفسيري، أو أيا كان مسماه)، وايضًا عنوانين للمجموعة ككل.
المجموعة قدمت لنا كاتب قصص قصيرة لا يستهان به وسيكون رقمًا صعبًا في أدب القصة القصيرة في مصر، وأنصحه ألا يستسلم لتيار الروايات الجارف، ويقدم لنا مزيدًا من المجموعات القصصية، فهو أدب يكاد ينقرض ونحتاج إلى محترفين فيه.
بالتوفيق للكاتب.