اقتباسات من كتاب حديث السكون

هل المعاناة ضروريّة حقًا. نعم ولا. إذا لم تُعاني كما يجب فلن يكون لديك عمق بوصفك كائنًا بشريًّا، ولن يكون هناك تواضع أو عطف، ولم تكن لتستمع إلى الآن. إنَّ تشقّقات المعاناة تقوم بفتح قشرة الأنا المزيفة، ثمّ تصل إلى النقطة التي تكون فيها قد تمَّت غايتها. إنّ المعاناة ضروريّة إلى أن تدرك أنَّها غير ضروريّة.

إنَّ الموت ليس خللاً أو الحادثة الأكثر إفزاعًا من بين جميع الأحداث مثلما جعلتك تصدّق الثقافة الحديثة، بل الشيء الأكثر طبيعيّة في العالم، غير المنفصل عن نقيضه الآخر الذي هو الولادة، والطبيعي مثله تمامًا. ذكّر نفسك بهذا عندما تجلس مع شخصٍ على وشك الموت. إنَّ حضورك عند موت شخصٍ ما كشاهدٍ ورفيق هو فعل يتّسم بالامتياز العظيم والقدسيّة.

تخلق الأفكار والمفاهيم عائقًا مزيّفًا، انفصالاً بين الكائنات البشريّة. لا يكون تفاعلك عندها متجذّرًا في الوجود، بل ذا أساسٍ ذهني. من دون العوائق التصوّريّة، يكون الحب حاضرًا على نحوٍ طبيعي في كلّ التفاعلات البشريّة.

كم هو من الرائع أن تذهب أبعد من الرغبة والخوف في علاقاتك، إنَّ الحب لا يرغب ولا يخاف من أيّ شيء.

أعني بذلك أنَّك لم تعُد تطلب أن يقوم ذلك الموقف، الشخص، المكان، أو الحدث بإرضائك أو جعلك سعيدًا، ويتمّ السماح لطبيعتها الزائلة والناقصة أن تكون.

‫ المعجزة هي أنَّك عندما لم تعُد تضع مطالب مستحيلة عليها، عندها يُصبح كلّ موقف، شخص، مكان، ليس فقط باعثًا على الرضا، بل متناسقًا أكثر، وأكثر سلامًا.

يخلط معظم الناس الآن مع ما يحدث في الآن، ولكنّ هذا ليس ما هو عليه الأمر. إنّ الآن أعمق ممّا يحدث فيه. إنَّه المساحة التي تحدث فيها الأشياء.

‫ من أجل ذلك لا تخلط محتوى هذه اللحظة مع الآن. إنَّ الآن أعمق من أي محتوى يظهر فيه.

إنَّ انقسام الحياة إلى ماضي، حاضر، ومستقبل هو أمر من صنع الذهن، كما أنَّه في نهاية المطاف شيء وهمي.

‫ إنَّ الماضي والحاضر هي أشكال الفكر، وأفكار تجريدية ذهنية. يُمكن تذكر الماضي الآن فقط. إنَّ ما تتذكّره هو حدث حصل في الآن وأنت تتذكّره الآن. كما أنّ المستقبل عندما يأتي يكون هو الآن. إذًا فالأمر الوحيد الحقيقي، والأمر الوحيد الكائن دائمًا، هو الآن.

أنت لستَ الشخص الغاضب أو الحزين أو الخائف، والملل أو الغضب أو الحزن أو الخوف ليست «مشاعرك»، فهي ليست شخصيّة.

من خلال التخلّي عن مقاومتك الداخلية للضجّة، والسماح لها أن تكون كما هي، يأخذك هذا القبول أيضًا إلى عالم السلام الداخلي، الذي هو السكون.