يا سادة يا كرام، أيها القراء النبلاء وعشاق الكلمات! دعوني أقدم لكم اليوم عملاً أدبياً فريداً من نوعه، كتاباً دخلتُ صفحاته وأنا أرتجف قليلاً، لكنني خرجت منها وأنا أهتف فرحاً... أو ربما خوفاً، لا أدري تماماً! 😅أتحدث هنا عن الكاتب عبدالله قاسم، كتابه المثير للجدل "عالم الأبواب". هذا الكتاب يا جماعة الخير، هو بمثابة رحلة استكشافية إلى تلك العوالم التي نهرب منها عادةً كهروبنا من الحماة الغاضبة! عالم الجن والشياطين والسحر والأبراج... يا إلهي! يكاد المرء أن يتمتم بآية الكرسي وهو يقرأ! ولكن، مهلاً! قبل أن تهربوا وتختبئوا تحت البطانية، دعوني أخبركم لماذا أعجبني هذا الكتاب على الرغم من كل هذه "الأبواب" المخيفة:أولاً، تنظيم المواضيع فيه كأنه ترتيب أفكاري بعد فنجان قهوة قوي! الكاتب ربط الأمور ببعضها بطريقة سلسة، وكأنها قطع "بزل" اكتملت فجأة. صحيح أن بعض المعلومات قد تكون مألوفة، ولكن طريقة عرضها وتنظيمها أعادت ترتيب "ملفاتي" العقلية المبعثرة.ثانياً، بداية كل فصل أشبه بمسلسل تشويقي قصير! الكاتب يدخلك إلى الموضوع بأسلوب قصصي جذاب، يجعلك تتساءل: "ماذا سيحدث يا ترى؟ هل سيظهر لنا جني الآن؟" (لا تقلقوا، لم يحدث هذا... على حد علمي! )ثالثاً، وهذا الأهم، الكتاب فتح لي نوافذ لم أكن أجرؤ على النظر منها! مثلاً، موضوع الأبراج وعلاقته بالغيب. أنا شخصياً لست من المنجمين ولا أؤمن بقراءة الفنجان، لكنني أصبحت فضولياً لمعرفة طريقة الربط هذه. الهدف ليس قراءة المستقبل طبعاً، فذلك بيد الله وحده، ولكن من باب المعرفة والتوسع في الآفاق. يعني لو صادفتني معلومة عن الأبراج، لن أقول "أعوذ بالله" وأهرب، بل سأقول: "هيا بنا نكتشف!"صحيح أنني كنت أود بعض التفاصيل الإضافية، كأنني أكلت قطعة كيك لذيذة وأردت المزيد! لكن الكاتب ذكر أسبابه، ونحن نحترم ذلك.وبصراحة، بعد الانتهاء من الكتاب، خطر ببالي سؤال وجودي عميق: لماذا نحبس أنفسنا في صناديق ضيقة من الأفكار؟ لماذا لا نقتحم الأبواب المغلقة ونستكشف ما وراءها؟ أليس هذا ما يميزنا كبشر؟ (باستثناء باب غرفة الجيران المزعجين طبعاً! )نقطة أخيرة ولكنها مهمة جداً: يا ليت كل كتاب يحمل معلومات قيمة يرفق في نهايته قائمة بالمصادر والمراجع. حتى إذا أردنا أن نتعمق أكثر، نعرف من أين نبدأ رحلتنا المعرفية. أما عن أسلوب الكتابة، فهو كشرب الماء البارد في يوم صيفي حار! بسيط وسهل وممتع، المعلومات تنساب إلى الذهن بكل سلاسة ودون أي تعقيد. ونصيحة الكاتب بأن نقرأ الكتاب في مكان هادئ ومركز، هي نصيحة ذهبية. هذا الكتاب ليس وجبة سريعة، بل هو وليمة فكرية تحتاج إلى تمهل وتذوق. بعض التفاصيل لمن يرغب بالانطلاق:
عدد الصفحات: 116 صفحة... يعني تقرأه في جلسة واحدة إذا كنت من "أكلة الكتب"!
التصنيف: غير روائي - مغامرات في عوالم أخرى!
دار النشر: سبارك سنة
الإصدار: 2019.
الخلاصة:
كتاب "عالم الأبواب" هو دعوة جريئة لفتح الأبواب الموصدة في عقولنا، واستكشاف عوالم قد تكون مخيفة ولكنها بالتأكيد مثيرة للاهتمام. كتاب يجعلك تفكر، وتتساءل، وربما تضحك قليلاً على مخاوفك القديمة. أنصح به بشدة لكل من يبحث عن جرعة من الفضول والمعرفة، ولكن على مسؤوليته الشخصية إذا ظهر له جني في الليل!