جزيرة إلخ إلخ - مينا عادل جيّد
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

جزيرة إلخ إلخ

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

وهى رواية ذات طابع أسطورى تدور أحداثها حول الإجابة عن سؤال حول كيفية إيجاد الإنسان للسعادة فى حياته. تدور أحداث رواية "جزيرة إلخ إلخ" حول جزيرة كل سكانها توائم ملتصقة، فعلى هذه جزيرة التوائم الملتصقة هذه التى تقع فى مكان ما وزمان ما، كل أبطالها يبحثون عن شىء ما، يأخذنا الكاتب عبر أحداث ذات طابع أسطورى مليئة بالسخرية والتشويق وشخصيات لا تنسى نعيش مغامراتهم في البر والبحر ليطرح أسئلة ملحة عن ماهية الوجود الإنساني. والشعور بالوحدة، وكيف يمكن للإنسان أن ينفق عمره بحثًا عن السعادة الكاملة.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3.7 45 تقييم
450 مشاركة

اقتباسات من رواية جزيرة إلخ إلخ

نحن أبناء الجيل الحالي من الطبقة المتأرجحة حصلنا على قدر من التعليم أفضل من آبائنا وتغيّرت أفكارنا عن أفكار جيل آبائنا قرأنا وتمرّدنا وعلى الرغم من ذلك مطلوب منا أن نعيش الحياة بنفس معايير آبائنا أيّ جحيم هذا

مشاركة من antonios nader
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية جزيرة إلخ إلخ

    46

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    3 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2

    بداية احداث الرواية بتكون مع طفو الشاب (التؤام الملتصق) شاب من أسرة متوسطة او متأجرحة كما أطلق عليه راوي العمل (لان العمل في الاساس بيتحكي من راوي سمع او عرف عن الجزيرة دي جزيرة التؤام الملتصقة و نقل الاحداث ) بالاضافة ان الأسرة دي متدنية ورب الاسرة بيكون هو زي قس الكنيسة بتاعت الجزيرة.. وهذا الشاب طفو عنده محل لبيع السكر المسكر كما أطلق عليه الرواي برده 😅 وهو عامتا الرواية فيها حاجات غريبة كتير بالقصد من الكاتب و دا من إيجابياتها، و في يوم بيجي كهل لطفو و يسيب معاه امانة عبارة عن جوال او شوال خيش... و من هنا بتبدء الاحداث في ان طفو بيجبره فضوله علي فتح الشوال و بيخوض رحلة في كشف الشيء الغريب الي جواه

    شيء تشده يشد، تمطه يمط، تتركه يعود كما كان🤔

    (العمل يصلح لمن هم فوق ١٥ سنة)

    طبعا واضح من النبذة أن الرواية غريبة و دا شيء طبيعي لانها بتدور في عالم خيالي، له قوانين و معتقدات مختلفة تماماً عن عالمنا

    وانا للاسف دخلت الرواية معلي سقف توقعاتي..

    لغة العمل كانت جميلة بسيطة مش معقدة و العمل دا اصلا لو كان اتكتب بلغة معقدة كان هيبقي صعب و مش راكب علي الاحداث.

    الحوار كان فصحي.. وحوار الرواية دي غير اي حوار ممكن تقرأه في اي رواية

    حوار له طابع غريب و دا عجبني عشان كان عامل طريقة خاصة بشعب غريب في جزيرة خيالية.

    السرد زي ما قلت كان من منظور الشخص الأول.. راوي خارجي، و كان سلس و معنديش معاه مشكلة

    المشكلة تكمن في ضعف او قلة الوصف.. انا داخل عمل في عالم فنتازي مش موجود علي ارض الواقع ف كنت محتاج وصف دقيق و عميق اكتر من كدا و دا عيب قاتل في الرواية بالنسبة ليا

    و اه العمل يصنف فانتازيا بس من نوع تاني غير الحروب و العوالم بتاعت جورج ر ر مارتين

    شيء مهم في العمل برده لازم أقوله وهو ان العمل في إسقاطات و رمزيات كتير في منها الي كان واضح والي كان عميق بالذات الفصل الثاني بتاع ولي العهد كان ملئ بالرمزيات الي فعلا عجبتني و سبب النجمتين دول اصلا

    من الحاجات الي حبتها برده معتقدات الشعب (الحرام و الحلال) قوانين مختلفة و دي اكتر حاجة بتعجبني في العوالم المخنلفة وهي وضع قوانين خاصة به، بس للاسف لم تستخدم في صالح العمل بشكل كويس

    ادخل بقا في الجوانب الي خلت الرواية كانت عجباني في الاول و بعد كدا كرهتني فيها...

    زي ما قلت انا كنت متحمس و انا بادئ في الرواية بس بعد ٥٠٪ بدأت اقول و بعدين الاحداث مملة ممل رهيب رتم بطئ، و راكد مفيش إنطلاقة لقدام

    دا غير ان الكاتب فتح خط (الي هو الفصل الاول) و معرفناش مصيره

    و الفصل التاني يغفر له رمزياته

    و التالت كان أفضلهم من حيث تسلسل الاحداث و هو الي فهمنا الشيء الغريب الي وصفته في الاول جه منين

    لكن برده الرواية خلصت من غير ما نعرف الجسم دا و لا مصدره يمكن بيرمز لشيء الله اعلم

    للاسف كنت متوقع عمل اقوي من كدا، مش معني انك حاطط رمزيات حلوة انك تبوظ احداث العمل و تخليه ممل و بلا هدف

    طب ونبي الي قرأ العمل يقولي ايه الي كان هيحصل لو الشعب كان ناس عادية مش تؤام ملتصق.. ولا حاجة

    الكاتب فعلا بني عالم حلو بس معرفش يستخدمه صح في صالح العمل.

    بيت المساكين من وجة نظري هي الافضل و حبتها جدااا

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    كلٌ يبحث عن سعادته!

    في صحبة ثالث عمل للكاتب مينا عادل جيد، يأخذنا في عالم فانتازي خيالي لجزيرة يقطنها أُناس برأسين، نتعرف على طفو صاحب متجر السكر المسكر بالسوق، وأسرته بجميع أفرادها؛ حيث يقطن في حي الطبقة المتأرجحة، هؤلاء الذين يقطنون الأكواخ الخشبية، ويعيش طفو بصحبة والداه، والده قس الجزيرة ووالدته، وزوجته كنزو وابنته كاتو التي تطمح في ممارسة الطب فيما بعد، والصغير كا.

    ميجو، صياد عجوز يمر بمتجر طفو -الذي بالمناسبة قد اتجه مؤخرًا نحو مجال البحث العلمي ليبحث دراسة أقلقت راحته-

    ليترك ميجو في معيته وعلى سبيل الأمانة، جوال لأن الوقت تأخر وسيمر فيما بعد ليأخده، ولشهامة طفو لا يرد له طلبه واحتفظ بالجوال وظل منتظرًا قدوم العجوز، إلا أنه لم يأت!

    هل شهامة طفو تنفي فضوله!!

    هل فضوله سيُشبع بعدما يرى ما بالجوال، عذرًا، أقصد بعدما يرى ما بالصندوق الخشبي الذي على شكل رأس جمل وما يرقد بداخله على قماش أحمر !

    خرج طفو بحثًا عن سعادته وعن فضوله

    وطالت رحلة بحثه عن ماهية كنزه الأثير الذي له لون كلون أطراف القمر، ذاك الشئ الذي تشده يُشَد، تمطه يـُمط، تتركه يعود كما كان، مثلما خرج ميجو قبل خمسين لفة للشموس ليأتي بمهر زوزو وأشعار من رحم المعاناة تتحاكى بها صبايا الجزيرة وأهلها.

    حتى في الجيل الأحدث! لم يقف الحال عند ميجو وطفو بل امتد لولي العهد ابن حاكم السماء بحثًا عن حب حياته في أحياء الجزيرة باختلاف المستويات الاجتماعية لسكانها.

    رواية أظهرت موهبة مينا في الحكي، والتي يسهل لمسها في كل مرة تقرأ عمل من أعماله.

    رغم بساطتها وفكرتها الفانتازية إلا أنها لم تخلو من إسقاطات إجتماعية، دينية وحتى سياسية.

    رواية استمتعت بها كسالف تجاربي مع أعماله.

    رواية كما رسمت على شفاهي بسمات، أيضًا أشعرتني بالأسف تجاه زوزو وميجو وإلام آل حبهما.

    رواية من ٢١٦ صفحة، تزخر بالخيال المفعم بصخب الواقع وإسقاطاته.

    إليكم القليل ممَ أعجبني:

    ❞ حطّم اللهُ أسوار القصور التي تفصل الحكام عن شعوبهم، أسوار القصور التي لا تسمح إلا للتقارير المنمقة بالدخول من أبوابها لتوهم الحاكم بأن شعبه سعيد ومطيع، والشعب عمره ما كان مطيعا، ولا عمره كان سعيدا. ❝

    ❞ الفتيات كما تعلمون، حتى لو أحبّت لا تقول، وإن رغبت في قول نعم قالت لا، وإن رضيت عن عرض تجعله ماسخًا بالثقل واصطناع الأدب، وإن كانت ذات أفكار حرة تصطنع المغالاة في التدين لكي تجعل من نفسها عروسا ممتازة، وإن كانت ذكية تصطنع الغباء لتستدرّ الأكثر والأكثر من صراحة العاشق. المرأة هي المرأة في دنيانا وفي جزيرة التوأم الملتصقة. ❝

    ‏❞ وأي فتاة في الدنيا، وكل الدنيا، وكلنا، ولا يوجد أي استثناء، نعلم أن النظرات الأولى الشقية تلك تعني كلّ شيء، ولكن ماذا في يدينا لنفعله؟ لا شيء طبعًا، هكذا هي كل حبيبة، صعبة في كل البدايات، تعطي الأمل شبرًا، وتأخذ الأمل بعدها أربعة وعشرين قيراطًا، سامح الله نساء جزيرة التوائم الملتصقة، والنساء عمومًا في كل الدنيا. ❝

    ‏فضلًا عن أشعار ميجو التي ألفها برأسه اليمنى، لتلحنها الرأس اليسرى، فيعزفها بفميه على آلة البشكور الموسيقية خاصته!

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية بديعة… عشقت أسلوبها الساخر والمتميز والمُفصّل تفصيلًا على موضوعها السيريالي… استمتعت جدًا بها وأحيي مينا عادل على هذه الرواية الجميلة…

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    محمود عبد الشكور «جزيرة إلخ إلخ».. لعبة العبث والسخرية

    فى هذه الرواية مزيج مدهش من العبث والسخرية، من بساطة الحواديت، ومن إعادة تأمل علاقة الإنسان بعالمه وبطموحه، وبأفكار صغيرة وكبيرة تثقل حياته، وتجعلها رحلة بحث، تطرح أسئلة، دون أن تقدم إجابات.

    «جزيرة إلخ إلخ»، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، لمؤلفها مينا عادل جيد، تبتعد عن الواقع، لتعود إليه، فرغم سردها الخيالى، ورغم الجزيرة التى ينتمى سكانها جميعا إلى التوائم الملتصقة، فإننا نرى من خلال حبكتها التى تدور حول مادة غامضة مرنة، كل مفردات العلاقات الإنسانية.

    تختبر الحدوتة حضور الدين، والعلم، والخرافة، والحب، والفن، مثلما تعكس أحلام الطبقات الاجتماعية، وتتأمل حيرة لا تنتهى، تسكن العقول والقلوب.

    منح هذا الشكل حرية أكبر فى قراءة العالم، كما أن تلك الطريقة الساخرة فى السرد كانت مناسبة أيضا فى التخفيف من هذا المأزق الوجودى المأساوى فى جوهره، فلا يوجد وصول على الإطلاق، والتفاصيل الصغيرة، وربما التافهة أيضا، تبتلع الجهد والطاقة، والمادة الغامضة التى يدور حولها البحث، والتى تدخلنا من حكاية إلى حكاية إلى حكاية، تحمل معنى مفتوحا ومرنا، وتترك مساحة لكل قارئ، لكى يشكلها كيفما أراد، ووفقا لحكايته هو، وكأن هذه الكتلة المطاطية، يعاد تكوينها كما نريد، على اختلاف السعى والحلم والطموح.

    ثلاث حكايات متداخلة، يرويها «سارد عليم»، يزعم طوال الوقت أنه يروى الحقيقة، ويكسر دوما توقعات القارئ، تحت هذا الادعاء بالإخلاص لما وقع فعلا، وهذه الثقة المدعاة تثير بدورها مزيدا من السخرية، خصوصا أن الأحداث غريبة، والبناء بأكمله أقرب إلى حواديت بسيطة، تذكرنا بالشكل الأقدم للرواية، بالحكواتى الذى يخاطب القارئ، وبمغامرات «دون كيخوته» وتابعه «سانشو بانثا»، وبتلك العناوين البسيطة لكل مرحلة من المغامرة، وبفكرة توليد حكاية من أخرى، بل ويبدو لنا، رغم أننا سنعود فى النهاية إلى قصة العجوز صاحب الجوال، أن الرحلة بلا نهاية، وأن المادة التى يبحثون عن سرها قد تظهر فى مكان جديد، فتولد منها رحلات وحكايات جديدة. «البحث» هو تيمة القصص الثلاث، وكل بطل لقصة يبحث عن شىء يخصه، ويثير اهتمامه: بطل القصة الأولى طفو وتلميذه بوتو يبحثان عن سر هذه المادة المطاطية، طلبا للمجد العلمى، وبطل القصة الثانية ولى عهد الجزيرة، يبحث عن الحب، وبطل القصة الثالثة العجوز ميجو، يبحث عن الفن، وهذا البحث يأخذ دائما شكلا عبثيا ومضحكا.

    لغز المادة المطاطية الغامضة يربط بين الحكايات، ويصنع سؤالا، يعاد طرحه فى كل قصة، وكل حكاية لا تنتهى إلى غاية، بل إننا أقرب ما نكون إلى الدوران فى عالم من السراب، ولكن هناك حالة من الهوس بالبحث، مهما تكلفت كل شخصية، من جهد ومشقة.

    وعندما تؤسس الجزيرة كلها على فكرة التوائم الملتصقة، وعلى شخصيات تتمتع برأسين، لا برأس واحد، وعندما تفكر رأس أحيانا، بعكس تفكير الرأس الأخرى، فإن المعركة تبدو فى داخل الإنسان، وليست خارجه، فى صراعه الداخلى مع أفكاره، وليست مع العالم وحده. ورغم مشقة هذا الصراع الداخلى، فإنه أيضا عنوان الحلم والحرية، فى ألحانه تتجسد هذه الحرية الكاملة، وينطلق الحوار الداخلى بشكل علنى وصريح، دون خوف أو اتهام بالهرطقة.

    وبينما يعتبر العلم أمرا خطيرا وعظيما، فإن دراسات العالم طفو تأخذه إلى تفاهات عجيبة، وبينما يبدو الحب قيمة عظيمة، فإن بحث ولى العهد عن عروس، برفقة ابنه طفو، يبدو هزليا وربما مهينا، وبينما يبدو ميجو مهووسا بالشعر والموسيقى والغناء، فإنه يفقد فى النهاية كل شىء، بعد أن سحقه قطار الزمن.

    الأحلام دوما كبيرة، وكلها تستحق المغامرة، ولكن الشخصيات تتوه، وتضل الطريق، والجدية سرعان ما تتحول إلى عبث، لا يمكن السيطرة عليه، ولا يصنع أرضا يمكن الوقوف عليها.

    هنا أفكار لامعة حقا تثير التأمل، وتكشف عن مأساة فى قلب المهزلة، وهنا أيضا طموح سردى، كان يمكن أن يكون أكثر إحكاما، وأقل استطرادا فى الحوارات والمناظرات، التى كان يمكن دمجها بشكل أقوى أفضل فى ثنايا الحواديت. ورغم التسليم بأن هذه الحوارات هى قلب المعنى، فإن نجاحها كان يجب أن يتم من خلال الرحلة المشوقة، كما تجمدت خطوط كان يمكن أن تستغل بشكل أفضل، مثل علاقة ولى العهد بابنة طفو فى الحدوتة الثانية، والتى كان يمكن أن تتطور، وتدفع الأحداث إلى الأمام.

    لكن المغامرة ظلت طريفة حتى النهاية، وظل هذا الجوال الغامض، الذى حمله العجوز إلى الجزيرة، هو السؤال واللغز الدائم، وهو عنوان الجد والهزل معا، وهو أيضا معنى الحكاية. لا يريح الإنسان ولا يستريح، لا يقنع بالفوز بالحبيبة، فيبحث عن الفن، يريد أن يعرف كل شىء، ويقتله الفضول، يريد عالما تحكمه القوانين العلمية، ولكنه يبحث أيضا عن غموض الخرافة والنجوم، يرى الغرابة فيمن يختلف عنه، ويحلم بما فوق القدرة والطاقة.

    لا تستطيع أن تطرد عن خاطرك فكرة «عبثية الرحلة» على طريقة دون كيخوتة وسانشوا بانثا، وأنت تقرأ عن مغامرات طفو وبوتو، ويمكنك أن ترى تقاطعا بين لغز المادة المطاطية، وبين هاجس وفكرة البحث عن المعرفة عبر العصور.

    وإذا كان الإنسان ذو الرأسين يستغرب وجود إنسان ذى رأس واحدة، فإن الغرابة ليست فى الشكل، وإنما فى طبيعة الإنسان نفسه، أى إن اللغز ليس خارجنا، وإنما فى هذه التناقضات الداخلية، وفى هذا السعى الغامض وراء شىء ما لا نعرفه، لا نستطيع أن نبلغه، ولا يمكننا أن نترك البحث عنه.

    يقول السارد إن حكايته مأخوذة من نسخة لمؤلف قديم، ولكنها فى الواقع حكاية كل أوان:

    إنها قصة رأس الإنسان، عدوة ما تجهل، فما بالك لو كان للإنسان رأسان تجهلان؟

    إنها قصتنا، وقصة طفو، وميجو، وولى العهد، وغيرهم.. إلخ.. إلخ.

    جريدة الشروف - السبت 23 ديسمبر 2023 - 8:00 م

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق