عسكرة الخليج: الوجود العسكري الأمريكي في الخليج
تأليف
مصطفى الشمري
(تأليف)
ان الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق مجموعة من المهام من خلال تواجدها العسكري في منطقة الخليج العربي أبرزها، أولا: ضمان الانفراد الأمريكي على سائر الفاعلين الدوليين من خلال إحكام سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية، بعد أن خدمتها مجموعة من المتغيرات الدولية والإقليمية ولعل أبرزها تفكك الاتحاد السوفيتي وحرب الخليج الثانية في عام 1991، ثانيا: ضمان أمن إسرائيل والذي يعد هدفا ستراتيجيا بحد ذاته، ومن اجل ذلك سعت الولايات المتحدة إلى تقديم جميع أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لهذا الكيان، فضلا عن تحجيم النظم والحركات المعادية للكيان الصهيوني من هذه المنطقة وخارجها لاسيما بعد إن تطورت العلاقة بينهما إلى التزام عقائدي أصولي قائم على نصوص توراتية، ثالثا: حماية النظم الحليفة الموالية للسياسة الأمريكية من التهديد الداخلي والخارجي بهدف حماية مصالحها الحيوية في هذه المنطقة، وفي إطار الحرب الأمريكية على ما تسميه بـ(الإرهاب) وظفت هذه النظم بالشكل الذي يخدم ستراتيجيتها الأمنية الجديدة، رابعا: مواجهة النظم الثورية المعادية للهيمنة الأمريكية وهي العراق وإيران، ومن اجل ذلك سعت الولايات المتحدة إلى استغلال الخلافات الحدودية والأيديولوجية بين الطرفين لتشعل حربا بينهما دامت ثماني سنوات، وبعد ذلك استغلت الولايات المتحدة دخول القوات العراقية إلى الكويت في 2/8/1990 ودفعت باتجاه الحرب مستغلة تداعيات الوضع الدولي والعربي لتحولها من أزمة عربية إلى مواجهة عالمية وكان الهدف من ذلك واضح وصريح ألا وهو تدمير البنية التحتية العراقية وليس تحرير الكويت ومرورا بالحصار الاقتصادي اللاإنساني على الشعب العراقي وبكل ما رافقه من قرارات جائرة سعت الإدارة الأمريكية من ورائها إلى إلحاق الإذلال السياسي بهذا البلد، واستخدام اللجنة الدولية الخاصة بنزع أسلحة العراق لأغراض تجسسية بحتة لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وباعتراف من بعض اعضائها، وانتهاء بالاحتلال العسكري تحت ذرائع واهية لا تمت إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي بأية صلة، علما إن إيران غير بعيدة عن التوجهات الأمريكية العدوانية لتطبق عليها نفس الطريقة التي جرت مع العراق من خلال ربطها بـ (الإرهاب) وتطوير أسلحة الدمار الشامل وغيرها، خامسا: مواجهة الصحوة الإسلامية، فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي سعت الولايات المتحدة إلى إيجاد عدو جديد تضمن من خلاله استمرار هيمنتها على حلفائها، فكان هذا العدو هو الإسلام والمسلمين، وتحت شعار حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية شنت الولايات المتحدة حربا على الإسلام بعد أن ألصقت به صفات عديدة أبرزها (الإرهاب) و(الأصولية) و(التطرف) وغيرها، من هنا جاء وجودها العسكري في منطقة الخليج العربي لتحقيق كل ما تقدم.