تطور السياسة الأمريكية في منطقة الخليج العربي 1941 - 1947
تأليف
خليل علي مراد
(تأليف)
تحظى منطقة الخليج باهتمام عالمي بسبب احتياطيها الهائل من النفط، المصدر الرئيس للطاقة حتى الوقت الحاضر. وتأتي امريكا، في ضوء كونها أكبر دولة مستهلكة للنفط، واستيرادها لكميات كبيرة من هذه المادة في طليعة الدول المهتمة بالمنطقة. ولقد حاولت الولايات المتحدة وما تزال الحفاظ على نفوذها ودورها في الخليج لضمان استمرار تدفق النفط إليها والى حلفاءها. والى وقت قريب جداً كانت الولايات المتحدة تحتفظ بعدد من القوات العسكرية المهمة في إيران والمملكة العربية السعودية والبحرين.
نتيجة لهذه الاهمية التي تتمتع بها المنطقة بالنسبة لأمريكا، والدور الذي تلعبه هناك، صدر عدد هائل من الدراسات الاكاديمية والكتب العامة عن مصالح امريكا وسياستها في الخليج، إلا ان معظم هذه الدراسات كرست لفترة الستينيات والسبعينيات دون اهتمام بالسياسة الامريكية خلال الاربعينيات.
ولأجل تغطية هذا النقص، ولأهمية هذه الفترة التي اهملها الباحثون وخطورتها، فقد اختار المؤلف موضوع السياسة الامريكية في منطقة الخليج العربي بين سنة 1941 و 1947 لدراسته هذه محاولاً إبراز اهمية هذه المرحلة في تاريخ منطقة الخليج مستنداً على اسباب عديدة لاختيار هذه الحقبة الزمنية.
إن سنة 1941 التي يبدأ بها الكتاب شهدت احداثاً مهمة تمثلت في حركة الكيلاني في العراق (نيسان-مايس) والاحتلال البريطاني السوفييتي لإيران (آب 1941) ودخول الولايات المتحدة الحرب الى جانب الحلفاء ضد المحور (كانون الاول 1941) اما سنة 1941 التي ينتهي عندها الكتاب فقد شهدت صدور ما عرف بـ "مبدأ ترومان" وانتهاء فصل المواجهة الامريكية السوفيتية في إيران عندما رفض البرلمان الإيراني، المصادقة على اتفاقية النفط السوفيتية - الايرانية كما جرت خلالها المحادثات الامريكية - البريطانية السرية المعروفة باسم " محادثات البنتاغون " بهدف تنسيق سياسة الدولتين في منطقة الشرق الاوسط.