من أجمل ما فى كتب السيرة الذاتية إنها تطلعنا على التفاصيل وخلجات النفوس وسلوكيات الأنام التى لن يطلعنا عليها علم الاجتماع ولا كتب التاريخ
فنبحر فى تفاصيل الإماكن ودقات القلوب ونشعر بالصدق والواقعية
فنرى تاريخ وأشخاص وأماكن وأفكار منظومة متكاملة تلامس شغاف القلوب وتؤثر فى النفوس.
كتب العقاد كتابه “أنا” عن سيرته الذاتية تناول فى شقه الأول بلدته ونشأته وبعدها تكلم عن الأفكار وهو يعتبر كنز ثمين للاستفاده من فكر العقاد وقلمه
بدأ العقاد كتابه بقول :
“الكاتب الأمريكي «وندل هولمز» يقول: إن الإنسان – كل إنسان بلا استثناء – إنما هو ثلاثة أشخاص في صورة واحدة. الإنسان كما خلقه الله .. الإنسان كما يراه الناس .. والإنسان كما يرى هو نفسه . فمَن من هؤلاء الأشخاص الثلاثة هو المقصود بعباس العقاد؟!
ومن قال إنني أعرف هؤلاء الأشخاص الثلاثة معرفة تحقيق أو معرفة تقريب؟!
من قال إنني أعرف عباس العقاد كما خلقه الله؟
ومن قال إنني أعرف عباس العقاد كما يراه الناس؟
ومن قال إنني أعرف عباس العقاد كما أراه، وأنا لا أراه على حال واحدة كل يوم؟
هذه هي الصعوبة الأولى، ولا أتحدث عن غيرها من الصعوبات”انتهى
ولذلك نراه يتكلم عن نفسه كما رأها هو وليس كما يراها الآخرون
يذكر فيها إن الناس يرونه متكبر وبه جفاء ولكن نفسه تميل الى اللين والتواضع
ما يميز العقاد حقا هو عزة النفس والإباء ولذلك اعتبره الناس تكبر
فيقول عن نفسه:
“إنني لا أزعم أنني مفرط في التواضع.
ولكنني أعلم علم اليقين أنني لم أعامل إنسانا قط معاملة صغير أو حقير، إلا أن يكون جزاء له علي سوء أدب.
وأعلم علم اليقين أنني أمقت الغطرسة علي خلق الله؛ ولهذا أحارب كل دكتاتور بما أستطيع، ولو لم تكن بيني وبينه صلة مكان أو زمان، كما حاربت هتلر ونابليون وآخرين.
وأنا لا أزعم أنني مفرط في الرقة و اللين.
ولكنني أعلم علم اليقين أنني أجازف بحياتي،
ولا أصبر علي منظر مؤلم أو علي شكاية ضعيف.
فعندما كنت في سجن مصر رجوت من الطبيب أن يختار لي وقتا للرياضة غير الوقت الذي تنصب فيه آلة الجلد لعقوبة المسجونين.
فدُهش الطبيب، ظن أنه يسمع نادرة من نوادر الأعاجيب …
وقال لي في صراحة: ما كنت أتخيل أن أسمع مثل هذا الطلب من العقاد “الجبار”
وعندها نُقل العقاد الى المستشفى وقد كان يظن إنها أفضل من الزنزانة المظلمة لم يستطع أن يسمع آنات وصراخ المرضي وتأثر جدا وانتظر الصباح ليطلب العودة الى الزنزانة
يقول إنه كان يحب أمه حبًا جمًاويلتصق بها وعندما ماتت لم يستطع أبدًا أن يدخل غرفتها لدكى لا تقتله الأحزان
وكذلك صديقه المازني عندما مات كان يتجنب العقاد الشوارع التى مشى فيها معه .
عندما شاهد العقاد أول فيلم أجنبي بكي بكاءًا شديدًا فقد كان يحكي عن طفل فقد أمه وكان عرضة للإهمال حتى مات ،ولم يستطع العقاد النوم فى ليلته هذه
وأخذ يصب الماء الدافئ على رأسه
ثلاث مرات فهو يستعين بصب الماء الدافئ على رأسه ليبعد الأفكار السوداء عن رأسه
ولد العقاد فى محافظة أسوان ونشأ بها ثم انتقل الى القاهرة
لماذا سمي العقاد بهذا الأسم؟
يقول العقاد إن جد جده كان يعمل فى المحلة الكبرى فى الحرير ولذلك سمي العقاد أى يعقد الحرير
والمرة القادمةإن شاء الله سنرى هل كان عباس العقاد فعلًا يحب العزلة ؟!
#سؤال_للمناقشة
****