#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
هي فترة دقيقة وحساسة جداً في تاريخ المسلمين ، البعض يهرب من الحديث فيها مخافة أن يتفوة بما لا يجوز أن يُقال في حق من شهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من صحابته.
لم أتوقع من عنوان الكتاب أن يكون موضوعة فتنة القتال بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتحديداً عن موقعة الجمل ، لكن عندما يريد الكاتب استدعاء تلك الفترة بأحداثها الصعبة وتفاصيلها التي تكون صعبةً علي النفس فلابد من فائدة ترجو وراء هذا الاستدعاء ينالها القارئ.
أوضح الكاتب بدايةً أن مقام الحديث هنا تاريخي وليس له علاقه بالدين ، هو ليس مقاماً لتزكية هذا الصحابي علي الاخر أو هذه الفئة علي الأُخري وقد قطع صريح القرآن الكريم هذا الجدل بقولة تعالي " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " حتي وإن أوقع عليهم النص القتال فإنه لم ينف عن أحد منهم الإيمان.
وقد ذكر الكاتب أيضاً أنه مادُمنا بشراً فإن فعل الصواب والخطأ وارد الحدوث في حقنا جميعاً ، وكذا في حق حضرة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
خرجت ام المؤمنين عائشه رضي الله عنها مسافرة من مكة إلي المدينة ، تجهزت القافله واستعد المرافقين وخرجوا إلي بداية الطريق ، هبّت عاصفة شديدة ومُفاجئة جعلتهم يتوقفون مخافة التيه في براح الصحراء.
هدأت العاصفة وظهر وفد قادم من بعيد ، كانوا يحملون معهم خبر بداية الفاجعة ، قُتل الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه ، سمعت أمنا بهذا الخبر صكت وجهها وقالت وهي تردد قتل والله مظلوما والله لأطلبن بدمه وظلت ترددها وقررت العودة إلي مكة علي الفور ، ومن هنا كانت البداية.
الكتاب عبارة عن رؤية تاريخية سياسة لما حدث بعد مقتل سيدنا عثمان بن عفان وحتي موقعة الجمل التي سالت فيها دماء المسلمين بين بعضهم البعض ، الرواية في أغلب الوقت كانت بين تفاصيل السيدة عائشة رضي الله عنها وانتقلت منها إلي باقي الصحابة رضوان الله عليهم حسب ترتيب الأحداث.
الفتنة بتفاصيلها وأحداثها من باعثات الألم ، استدعاء الأحداث ومحاولة تخيل المشاهد أثناء القراءة صعب ، صعب جدا أن تتابع وضعاً كهذا أو حتي تقرأ عنه ، وبينما انقسم الناس إلي فريقين قبل أن يتحولوا إلي جيشين ، فثمة فريق ثالت ترك الدنيا بما فيها وذهب في أقاصي الجبال معتزلاً حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا فيه وفي خلقه أجمعين.
❞ والكلُّ لا يرضى أو يرتضي إلا بما يهوى وهو أمر جبل الناس عليه، ❝
❞ إن بكاء الرجال فاق النساء ونواح النساء كان مدويا يفطر القلوب ويدمع العيون وعلا الاستغفار في الأفواه، حتى إن آخر الناس المرافقين للحرب تحولوا بعدما انخرطوا في البكاء مع البكائين والكل ينادي يا ألله، وكان مشهدًا بكائيًا موجعًا ومؤلمًا حزينًا علي ما وصل إليه وفيه المسلمون ❝
❞ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب. وقد جعلنا الله أخوانا وحرم علينا أموالنا ودماءنا ❝