لون الغواية
ل هاندي أتايلي
ترجمة محمد عثمان خليفة
تحب الكاتبة لعبة كتابة بسيطة عن الحاضر في الرواية ٢٠٠٦ في إسطنبول، حيث نارين الفتاة التي حضرت حفل في بيت صديقتها المقربة ديزين وإذا بها تلقي وجهًا من ماضيها البعيد "فيرات"، ثم الرجوع بالذاكرة إلى أصل الحكاية في مواتيلي - في ياسليهان عام ٨٦ حيث أسرة نارين، الأب العاطل السكير رجب والذي تزوج بالأم هاتيسه القبيحة طمعًا في مالها وأنجب منها نارين ومحمد وشادية، وباع المنزل الذي أهداهم إياه والد هاتيسه فما كان منه إلا أن ظل يعطيهم المال الذي يسد جوعهم وعند موته ترك كل ميراثه الضخم لأخوة هاتيسه فظل رجب يضربها انتقامًا حتى أودعت المستشفى..
وهكذا نتأرجح بالحكاية بين الحاضر والماضي، الماضي حيث عائلة معدمة مشاكلها لا تحصى، وعندها تركت نارين قريتها عام ٩٢ وأصبحت محامية مجتهدة، أعطت ظهرها لأسرتها وللبلدة التي ولدت فيها، واستقرت في إسطنبول..
ومهما يمر العمر ستظل ذكريات نارين جرحًا لا يندمل كما تقول:
❞ ستجدهم يقولون لك ببساطة وكأنهم امتلكوا حكمة الدنيا: «لا تقلق.. سوف تمر». وما يقولونه صحيح، فهي أيام ما تلبث أن تمر بالفعل، ولكن هذا لن يحدث قبل أن تكون قد انغمست في ظلمتها للنهاية. ❝
تتقابل نارين ثانية مع فيرات، ولكن هذه المرة ليس كحبيب لها بل حبيب لأخت صديقتها، وكلما حاولت الابتعاد يجبرها شئ ما على الاقتراب، فهل سيستمر هذا طويلًا أم أنه يتوجب عليها الابتعاد وبحزم؟!
أصاب المجتمع التركي انهيارًا دينيًا وتناقضات هائلة، فها هي نارين تشرب حتى السكر، ولا يهم أن يكون لها علاقة خارج الزواج، ولكنها حينما تزور مقابر أهلها تقرأ لهم الصمدية والفاتحة مرات مرات وتدعو الله لهم..
#نو_ها