#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
من القراءات التي فُزت بها من هذه المسابقة هي كتابات سلامة موسي ، ولكن هالني نقد صديقتي إسراء عادل بالأمس لكتابة ( المرأه ليست لعبة الرجل ) وهي بالطبع حُرة فيما تري وتنتقد ، لكني توجهت علي الفور إلي قراءة الكتاب لأعاين أوجه هذا النقد.
سلامة موسي كتب في عام ١٩٥٦ وذكر تعداد الطلبة من الإناث في الكليات والمدارس الثانوية مُستبشراً بخروجهم إلي المجتمع عاملين فيه بعقول دارسة ، يأمل منهم الإفادة والنفع وإعمال العلم في المجتمع للسمو به.
الرجل يكتب فرحاً بأن نموذج المرأه المحبوسة خلف الجدران طوال حياتها لا تشاهد الشارع إلا من خلف المشربية سيختفي ، ذلك النموذج الذي لا يليق أبداً بإنسان مقدرتة النفسية والجسدية والعقلية أكبر بكثير من أن يُخلد في المطبخ ويضيع ساعات يومة يكوي ويغسل ويصنع الطعام !.
الرجل ينفي تماماً عن أن الانثي خُلقت لأجل هذا فقط وإنه استعمال لا يليق بسمو منزلتها الحقيقية في الحياة.
ثم يخاطب المرأة أن تختار رجلها جيداً وتتعرف عليه علي مهل وأن لا تقتصر في حياتها علي الانقطاع التام للزواج والبيت وأن تمارس حياة مجتمعية تُعينها علي العيش إن طلقها زوجها أو تركها بالموت.
وغير هذا فقد ذكر الكاتب أهمية أن نحتك بالآخر ونتعامل معه في إطار المجتمع ، وإلا من أين سنأتي بالخبرة الحياتية اللازمة لتقويمنا وتعلمنا ومن ثم نورثها لمن بعدنا.
وغير أن الكتاب بالأساس هو مجموعة مقالات متفرقة كتبها الأستاذ سلامة موسي ، لكنها تؤدي إلي نفس الفكرة وتوافق الطرح وتُتممة ، فقد تعرض عبر كتابته لوضع المرأة في عصر رجل الكهف ، ثم قارن بينها وبين الأجنبية التي تعمل وتنتج وتؤثر في المجتمع وتنال فرص أفضل.
هو يتعرض لحال المرأة في ماضيه وحاضرة ويتمني لها مُستقبل أفضل بكثير من الماضي والحاضر ، يتمني أن تصير المرأة وزيرة ونائبة برلمانية ومديرة وسفيرة وقاضية بل ورئيسة محكمة ، وليته يحيا معنا حتي يُبصر أن ما كان يرجوه في زمنه أصبح واقعاً ملموساً في عصرنا الحالي ، إذ لا فرق بين الرجل والمرأة سوي بالكفاءة فقط.
عزيزتي إسراء لا يمكن للمرأة أن تكون لعبة في يد الرجل ، وإن كان هناك سيدات في عصرنا وزماننا لا قناعة لهم سوي أن المرأة جُبلت علي الطهي والخلفة وتربية الأولاد وأن هذا دورها في الحياة ، بل من الناس من يأصل لهذا الرأي تأصيلاً دينياً يرجع به إلي زوجات الصحابة والأنبياء ولا يدري وهو يسوق تلك الاستدلالات أن الزمان غير الزمان وأن الأوضاع اختلفت عن سابقتها.
⭐⭐⭐⭐.
اقتباسات:-
❞ إن غايتنا في هذه الدنيا أن نكبر وننضج ولا يمكن ذلك للمرأة إذا كنا نحبسها في البيت ونعطِّل ذكاءها ونلغي شخصيتها. ❝
❞ أعظم ما يكسبنا الكرامة الذاتية بحيث نصمد للحوادث ونتغلب على الصعوبات، هو إحساسنا بأننا ننتج وأن لنا قدرة على أن ننفع ونخدم، وأن لنا براعة أو مهارة في عمل معين، ولنا نشاط نؤديه ونُسرُّ به. ❝
❞ وليس الاختلاط هنا للتفرج وإنما هو للإنتاج والخدمة؛ وعندئذٍ تتفاعل المرأة بالمجتمع، فينمو ذكاؤها بالتدريب وتكبر شخصيتها بالمسئولية وتزداد بصيرة في الدنيا وحكمة في العيش. ❝