مذكرات المخرج الكبير " صلاح ابوسيف "، وهى مذكرات غير مكتملة للاسف، وقد قدمها عادل حمودة بصورة صادقة، فهى تنقل جانب هام من حياة ابوسيف على لسانه، وهى حياة الفقر الاولى، أو مرحلة التكوين، وكيف شكل كل عنصر من حياته عقليته، والتى قدمها على الشاشة الكبيرة، من الشدة فى التربية والخوف، الى عالم الحارة العجيب، ثم الانتقال إلى عالم ارحب، ممثل فى سينمات عماد الدين، ومجلات وكتب السينما، ثم عمله باحد مصانع الغزل فى المحلة، ومنه انتقل الى ستوديو مصر، للعمل مونتير، الى الحصول على فرصة اخراج اول فيلم وهكذا..
واللافت فى هذه المذكرت، هو الرمز، والذى لعب دور هام، فيما قدمه، وهو انعكاس لما مثله فى مخيلته طول حياته، وقد اوضح دور الرمز فى أفلامه، وانها لغة عالمية وقد وضح ذلك فى فيلم "القاهرة ٣٠" قرون محجوب عبدالدايم، وفى فيلم ريا وسكينة ومشهد قتل الغازية وهو من ابرع مشاهد السينما على الاطلاق، وهناك فيلم شباب امراة وهو فى الاصلى تجربة صلاح أبو سيف الشخصية، وهى قصته وقد حدثت له فى باريس.
ويستمر ابوسيف، فى مناقشة افلامه وتوضيح قصتها، واختياره للسينارست وكاتب الحوار، وهنا هو يؤكد ان المخرج هو رقم واحد وليس النجم.. العمل يبدأ من المخرج وبعده ياتى الجميع. لذلك كان صلاح ابوسيف رقم واحد فى كل افلامه، وهو رقم صعب المحافظة عليه.