كتبت في مراجعتي السابقة عن أدب الرحلات وكيف يمكن لكل قارئ ان يصنع عالمه الخاص بخوض رحلات مختلفة من كتاب إلى آخر و من رواية إلى أخرى ، ومنذ قليل قمت برحلة حقيقية وهي واحدة ضمن رحلات جوليفر Gulliver's Travels ، جاليفر ذلك الشخصية الخيالية المعروفة التي كتب عنها المؤلف الإنجليزي جوناثان سويفت وتعتبر هذه القصة من اشهر اعماله ترجمها عنه كامل كيلاني رحمه الله ، تروي القصة حكاية لومويل جوليفر وهو طبيب إنجليزي بارد الأعصاب ، والتي خرج من احشائها العديد من الأعمال الفنية كان أخرها عام 2010.
تنقسم القصة إلى أربع أجزاء منهم رحلته الى الجزيرة الطيارة و التي عرفت إنها الجزء الثالث و لم يجعلني هذا اتراجع عن قراري في استكمال الكتاب
تدور أحداث هذا الجزء من أغسطس 1706 والى 16 أبريل 1710 والتي تبدأ من إنجلترا لسان جورج - تولكين - بالنيارب - الجزيرة الطيارة - مالدونادا - لوجناج - جزيرة السحرة - مالدونادا - لوجناج - ناجازاكي - أمستردام وتنتهي لدى دون في إنجلترا.
❞ وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ زُرْتُ الْجَامِعَةَ؛ فَرَأَيْتُ الْعَجَبَ الْعُجَابَ، وَلَقِيتُ فِيهَا عَالِمًا مِنْ عُلَمَائِهَا أَشْعَثَ الشَّعْرِ، أَغْبَرَ الْوَجْهِ، فَحَدَّثَنِي أَنَّه ظَلَّ ثَمَانِيَ سَنَوَاتٍ يُفَكِّرُ فِي الِاهْتِدَاءِ إِلَى طَرِيقَةٍ يَحْجِزُ بِهَا أَشِعَّةَ الشَّمْسِ فِي أَوَانٍ مُقْفَلَةٍ؛ لِيُخْرِجَهَا مَتَى قَلَّتِ الْحَرَارَةُ، وَرَأَيْتُهُ يَسْبَحُ فِي عَالَمٍ مِنَ الْخَيَالِ بِلَا جَدْوَى. ❝
يظن البعض ان القصة مناسبة للأطفال فحسب و لكن في المقدمة التي خطها كامل كيلاني بنفسه ذكر ❞ وسترى — كُلَّما تقدَّمتْ بِك السِّنُّ — معانِي جدِيدةً لمْ يكُنْ لك بِها عهْدٌ. ❝
فمثلا حين سمع جلفر عن المخلدون يولد منهم مصادفة و ظن خاطئا إنهم منعمون يحيا كل منهم في رفاهية و ثراء ليس له حدود حتى إنه تمنى لو أصبح واحدا منهم و تخيل ماذا كان ليفعل في حياته إن كان فعلا منهم .. حتى واجهه أهل المدينة بالحقيقة و رأى منهم نصب عينيه وحالهم المثير للشفقة اعترف بخطأه عندما تمنى إن يصبح مثلهم
فكم منا ينظر للاخر ظاهريا فحسب دون أن يدر بالباطن الذي ربما يحمل من الشقاء و المعاناة ما لن يتحمله هو نفسه ويظل في التمني الذي يكاد يصل للحسد
رحلة تستحق التجربة
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين