رواية من الأدب الرومانسي الإجتماعي، تحمل في طياتها عدة ثيمات، لكن ثيمتها الاساسية تدور حول خوف الفقد، فقد الأمان، فقد الحرية، فقد التحكم في مصائرنا، وفقد الحبيب، الحبيب قد يكون زوج أو ابن أو حلم، فقدت هالة زوجها وفقدت معه حريتها في استئناف حياتها كما تريد وأجبرت على الزواج من أخو زوجها. فقد الأب ابنه وظنت الأرملة أنه يتحكم بمصيرها ومصير أولادها ليحافظ على ميراث ابنه إلى أن تكشفت حقيقته المغايرة للظن في النهاية. فقد طارق حرية اختياره لحياته بتحكم والده فيه فتزوج من فتاة ظن أنه يحبها فقط ليستعيد السيطرة على حياته.
بتقدم الأحداث يتكشف أن كل من الأبطال يبحث عن شيء هو بين يديه من الأساس، وأن ما ظنه فقد هو نفسه ما فيه سعادته.
القصة تجذبك لقرائتها لمعرفة النهاية والتي جاءت متوقعة، لكن مع ذلك لم تكن قرائتها مملة.
المميزات:
الكاتبة أخذت رسالة من بريد الجمعة في الأهرام (كما ذكرت) وهي رسائل لا تتخطى صفحة أو اثنتين، وحولتها إلى رواية كاملة بشخوص حية ووقائع متتابعة، وهي قدرة كبيرة على الحكي والسرد وخلق غابة عوالم من بذرة صغيرة.
وصف المشاعر صادق جعلني أتفاعل معها وأفرح لفرح الشخوص وأحزن لحزنهم، وأنا الذي لا أفضل هذا النوع الأدبي لكن وجدتني أكملها للنهاية.
رغم كون السرد راوي عليم، إلا أنه كان من داخل الشخوص، فجعلني أرى الأحداث من وجهة نظرهم.
العيوب:
في بعض الأحيان كانت يشوب السرد الإطالة من حيث الوصف والحوارات فيما لا طائل من وراءه.
النهاية متوقعة (وإن كانت واقعية) لكنها كانت مفاجئة وسهلة، على طريقة الأفلام العربية القديمة.
وفي النهاية أقول، كون الرواية هي أول أعمال الكاتبة فهذا يوشي بموهبة لا شك بها وذائقة أدبية جيدة، وأتمنى أن أقرأ المزيد للكاتبة.