نبدأ المراجعة هنا بالتعرف على الرواية وهي العمل الفائز بجائزة دولة فلسطين غسان كنفاني عام ٢٠٢١ وده طبعا تكريم وحاجة تخليك متأكد إنها رواية مختلفة ومهمة.
وخلونا نتكلم اولا عن الغلاف ودلالاته الكتير وكلمة الظهر اللي كانت اخر مقطع من مشهد البداية في الرواية واللي كان حلو جدا لكن في اعتقادي كان في أفضل.
ويلا بينا وبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ الرواية وفي أول صفحة معانا اعتراف البطل بصوت ولسان الراوي أنه ارتكب جريمة قتل أثناء هروبه من جهة ما وكمان هو مش عارف مين المقتول.
ومع الفصل التاني والتالت والرابع تكتشف انك في رواية من نوع أدبي صعب جدا ومقرأتش زيه كتير بصراحة الرواية جاية بصوت واحد بس على لسان البطل وهو نفسه الراوي اللي بنشوف كل الأحداث من خلاله ومش بس كده تخيل بقى أن الرواية وصوت الراوي كذاب ووحيد ومريض بالهلع والفزع والخوف وكمان عنده هواجس وجنون وإضطرابات عقل.
تخيل يا مان تعيش رواية كاملة مع مريض نفسي في مرحلة متقدمة ونشوف كل اللي بيشوفه وتحس كل احاسيسه.
وكأن كل ده مش كفاية مع صوت الراوي الوحيد لأ خد عندك كمان إن الراوي هنا كمان عنده فصام. يعني ساعات بيشوف نفسه حد تاني او حاجة تانية وده معناه اننا بنقرأ أو بنسمع صوته وهو بيحكي بصوت تاني. ومن وسط كل الهيصة والهوليلة والجنان ده تلاقي نفسك قادر تطلع بقصة وحبكة وتفاصيل.
كل فصل انت بتكون مش عارف ايه الحقيقي وايه الوهم وتعيش الأحداث تتعاطف مع البطل وساعات تلعن أبوه وتكرهه.
من الاخر الرواية عبارة عن تجربة تعايش مع الجنون نفسه.
المشكلة انك متقدرش تسيب الرواية وأو تفصل منها أو تشعر بالملل هتسحبك وتسحلك وهتفضل مركز مع التفاصيل والحل فعلا في التفاصيل وفي شوية رمزيات ودلالات وحركات مدهشة.
دلوقتي نيجي للكلام عن اللغة.
نقول ايه ولا ايه عن اللغة.
يالهوي عالطعامة واللذاذة أقسم بالله.
السرد كان بالعربية الفصحى الواضحة البسيطة غير المتكلفة والحوار كان بالعامية المصرية وطبعا كان السرد رائع مذهل حقيقي خصوصا في فصول المرايا والعصاية وبجد حبيت السرد جدا وعشت معاه جدا جدا.
تعالوا بقى نتكلم عن الشخصيات في الرواية ودي كانت مش كتير لكن مركزة ومفصلة وعجبني جدا قرار الكاتبة في موضوع اسم البطل وعجبني أفكار طريقة رسم الشخصيات من خلال الأفعال والوصف غير المتكلفة لدرجة أنك بترسم الشخصية قبل ما بترسم ملامحها.
بصراحة أنا مبهور وعندي كم تساؤلات واستفسارات وأسئلة كتير جدا لكن هخليها لوقت نقاش أن شاء الله مع الكاتبة.
ولو هنتكلم عن النهاية فهي كمان كانت متوقعة جدا وبسيطة وعادلة ومرضية جدا.
بصراحة ربنا انا مبسوط جدا جدا بالتجربة دي ومتخمس للمزيد من أعمال الكاتبة وقريبا أن شاء الله.
ونيجي هنا في النهاية للسلبيات وبصراحة الحاجة الوحيدة اللي معجبتنيش هو استخدام بعض الألفاظ والتصريح ببعض المشاهد والوصف الحسي الجريء واللي كان غير مناسب من وجهة نظري.
الرواية مش مناسبة لفئة الناشئين واليافعين لكن أنصح بها وبشدة.
#أحمدمجدي