في البدءِ، جذبني العنوان، فالذات ثَوْبٌ تتشابك خيوطه شيئا فشيئا يوما بعد يوم. وفي الختام، شدّتني لحظات الجنون المختبئة في أحلام طبيب-أديب راوح في كتابه هذا المنشور عن دار إبييدي بين السيرة الذاتية والرواية. وبين هذا الفصل وذاك، بين طنطا وباريس، وبين الطبّ والسينما، فاجأني ثراء حياة الأستاذ عادل أسعد الميري حتّى خُيّل لي أنّ حياتي هذه، إن كُتِبت، لن تساوي فصلا واحد من فصول رحلة الأستاذ عادل بين الكتب وشوارع لندن.
يعتبر "خيوط أقمشة الذات"، بالإضافة لكونه سيرة مكتوبة بسلاسة ولغة سليمة، مرجعا عظيما بالنسبة للمهتمّين بالأدب والفنون، إذ يذكر فيه الكاتب عدّة أعمال أدبية أثّرت في تكوينه دون أن يهمل الإجابة على أسئلة من قبيل:" كيف حدث هذا الأثر ولِمَ هذا العمل أو هذا الكاتب تحديدا؟ ". يفكّك النسيج المجتمعي المصري، فيتطرق إلى مسألة تغييب الأقباط عن الحياة العامة، ومهاجمة المسيحيين باعتبارهم أقليّة دينيّة، ويتجاوز ذلك مشيرا أيضا إلى نظرة الرجل المصري/العربي المهينة/السلطوية إلى الجسد الأنثوي...
يروي أيضا حكايات تتجاوز بيته وعائلته، فيقصّ علينا أحداثاً أستغرب كيف ظلّت ذاكرته تحتفظ بها وتكتبها.