لا توجد مناقشة مثمرة بين اثنين كلاهما متصلب الرأي.
دفتر أمي
نبذة عن الرواية
أول صفحة من دفتر أمي تبدو صفحة عادية جدًا، ولا تبدو مطلقًا كغطاء لبئر أسود، يحوي الفضائح والحقائق.. وينتفخ بقنابل موقوتة، وقصص وأحزان، الدفتر الذي تعفن بالإهمال، نجا بأعجوبة من الحشرات أن تأكل صفحاته، هو على عكس منسأة النبي، أكلتها دابة الأرض لتكشف الحقيقة، أما هنا، فلم تقربها كي أعود إليها وفقًا لإلحاح أمي في المنام، وعلى الرغم من أنه ظل ملقى بلا اهتمام في ركن أمي بجوار كنبتها، لم يقربه أبي، ولم يفتحه مرة، وهكذا عاش هو الآخر بجوار كنز من الصور والأسرار، لا يدري عنها شيئًا، ولا يهتم بحرقها، كي لا يفتحه ابنه ذات يوم، كان الدفتر يكسوه الغبار، وربما قد تنبت على غلافه الأعشاب والطحالب لو وجد طريقه إلى حديقة بلكونتنا التي تحولت لمقلب قمامة للجيران، إلا أن العشب لم ينم على ورقة غلاف الدفتر الكارتونية، على الرغم من أن حياة طويلة عريضة من الذكريات والقصص كانت تعيش داخل أوراقه.عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 256 صفحة
- [ردمك 13] 9789776892330
- منشورات إبييدي
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ماجد رمضان
رواية “دفتر أمي” للكاتب الروائي وجدي الكومي أول رواية اقرائها للكاتب ،
وتدور الرواية على لسان الرواي عبر رسائل إليكترونية يكتبها الراوي إلى حبيبته السويسرية باللغة العربية، دون أن يكلف نفسه عناء إرسالها لأنها لا تقرأ العربية.
وعبر تلك الرسائل، يصف الراوي رعايته لأبيه أثناء مرضه أو شيخوخته، حتى وإن كان يفعل ذلك ممتعضاً تارة، ومشفقاً تارة أخرى، وغاضباً على الدوام.
مبررا امتعاضه وغضبه كما قال في إحدى الرسائل :
” ببساطة لأن أبي محاني ياكارو.. محا شخصيتى.. حكم البيت بالحديد والنار، بالإرهاب، يرهبنا لنخشاه، يرهبنا لنستمع له، ويرهبنا ليستمتع بسيطرته المطلقة وجبروته الهائل”.
يكثف الابن حكاياته عن مرض والده، وأدويته، وقسطرته، وعملياته الجراحية، بمنتهى التفصيل المؤلم،
عاقدا مقارنة بين حال الأب العملاق الذي كان ملاكماً في شبابه، عن ذلك الصوت الهادر، والقبضة العنيفة التي طالت الابن والأم في مواقف متعددة، متسائلا أين ذهب كل هذا ليحل محله ذلك الجسد الضعيف الواهن الذي لا يقوى حتى على الذهاب الى حمامه بنفسه، أو حتى تغيير ملابسه بنفسه. كيف تتبدل الأدوار هكذا بمنتهى البساطة، ليعيد الابن نفس ما فعله الأب معه في طفولته، تحميمه، تغيير قسطرته البولية ومساعدته في قضاء حاجته و تغيير ملابسه. يغدو الابن هنا أباً، ويصبح الأب طفلاً بلا حيلة أمام المرض.
( إنهم يتحولون للأطفال حينما يكبرون ، ولكن كيف نصبر على الأطفال ولا نصبر على الكبار حينما يصبحون أطفالا ).
وموضوع الرواية جديد من نوعه ،فريد في شاكلته ،استطاع الكاتب ان ينقله بحرفية شديدة
ولكن هناك بعض الملاحظات لو تم الأخذ بها لكان النص أفضل :
-المشاهد بينه وبين أبيه مكتوبة بحرفية شديدة ، ولكنه وقع في فخ التكرار والإعادة بنفس الوصف والكلمات .
-استخدم الكاتب في بعض المشاهد لغة عارية حادة خادشة للحياء كان من الممكن الاستغناء عنها
-الأمور الطبيبة كان يفضل مراجعتها مع احد الاطباء حتى لايكون هناك اخطاء علمية او تعارض وتداخل بين المعلومات والأمراض :
-ذكر الكاتب ان أمه ماتت بسبب سرطان القولون، وسبق ذكر انها أصيبت بسرطان البنكرياس
-ذكر الكاتب ان أباه أصيب بمرض باركنسون ولم يذكر من أعراضه. غير بطء الحركة ، وبقية الاعراض تتوافق أكثر مع مضاعفات أمراض الشيخوخة
-ذكر الكاتب ان الطبيب شخص مرض والده بباركنسون فور الاطلاع على الأشعة المقطعية وهذا غير صحيح فلا يتم تشخيص مرض باركنسون بالأشعة
-ذكر ان والده كان يشكو من التبول اللإرادي مع أنه كان مركب قسطرة بولية وهذا غير صحيح، فتسريب البول من القسطرة لايسمى تبول لا إرادي
-ذكر الكاتب أن تمدد مثانة أبيه ضغطت على رئته وهذا غير صحيح علميا
وعموما ،تسير الرواية في خط يتصاعد ببطء شديد وتكرار ممل في بعض المشاهد ، حتى نصل إلى الثلث الأخير من الرواية فنلهث وراء الابن وهو يكشف السر الوحيد في حياته وحياة أبيه وأمه، الذي لو يتم اكتشافه لما كان له تأثير على أحداث الرواية .
في النهاية نحن أمام رواية تمتلئ بالمشاعر المتناقضةبالكرا
هية والحب،بالاقتراب والبعد بالرضوخ والاستسلام والتمرد.