اقتباسات من رواية الجراد الأصفر (الجزء الثاني)

تدخل الضابط صديق ماتسوي والذي كان مرتبك بعض الشيء بسبب ما يحدث، كان يريد أن ينهي ذلك الأمر سريعًا حتى لا يتطور أكثر من ذلك، لم يجد أمامه سوى الكارت الأخير الذي يكمن في الصوت المرتفع والأمر بتنفيذ الأوامر،

الوضع داخل الزنزانة لا يجعلك تشعر بالليل أو النهار! أنت كمن لبث في بطن الحوت لا ترى حولك سوى الظلام الدامس، لكن لم يشغل الأمر أحدًا من الأسرى الذين يغطون في النوم العميق بسبب ما يسري في أجسادهم من تعب ناموا كما لم يناموا

هنا أصبح الحياة تقاس بالسنتيمتر، ثمانية أمتار وأحدى عشر متر هي مساحة الزنزانة التي مُلقى فيها لي يونج بصحبة ستة آخرين فتتأزق الزنزانة بحملها وتصير لا تُحتمل، أنفاس تحتاج إلى أكسجين وزفير يحتاج للخروج وهواء جديد ليقلب هذا وذاك لكن فقط جدران كتبت بالدماء

خرج سون هو قاصدًا محطة القطار، كان الشتاء عنيفًا بالشكل الذي حول كل شيء حوله إلى اللون الأبيض، كانت أقدامه تنغرس في أكوام الجليد الهشة والمرتفعة عن الأرض والتي تعيق حركة السير بشكل مبالغ فيه، كان لا يفكر إلا في خدمة وطنه وبلاده

لا حجة مقبولة تجاه غضب عجوز أو دموع طفل، هل تتذكر هذا المثل الشعبي أم أن عملك في الوحدة جعلك تنسى كل شيء، نحن هنا لا نساعد على أنزال دموع الطفل فقط بل أننا نجعله يصرخ ويصرخ من الألم.

أُجبر كل يوم على مشاهدة مجموعة من الأطفال وهم يموتون بأسوأ الميتات بشاعة دون سبب وكل هذا من أجل طبيب مخبول كل هذا من أجل إرضاء المجنون شيروايشي ‫ انتفض الضابط حينما استمع إلى ذلك الكلام يخرج من فم صديقه.

قضمة الصقيع « واحدة من أبشع التجارب إذا قُرنت بالإنسانية وأمَّا إذا قُرنت بباقي تجارب الوحدة فهي نعيم كامل لا يشُبه نقصان ‫ « ماتسوي « ذلك الضابط الطبيب لدى الجيش الإمبراطوري الياباني والذي يعمل في الوحدة ٧٣١ لم يذق طعم النوم منذ ثلاثة أيام.

كل دقيقة تمر على السجين في المعتقل يحاولون فيها كسر عزيمته ونفسه وكرامته، يحولوه إلى قطعة لدنة من الصلصال يشكلوها كيفما شاءوا .

قضاء حاجتهم يكون بمواعيد ثابتة دون الالتفات إلى الحاجة لذلك والويل كل الويل لمن يتبول على نفسه، يتقدمون به ويهبوه إلى زبانية العذاب المتعطشة لكسر حاجز الملل ليضربوه ويجلدوه ويفعلوا به الأفاعيل ليعود إلى زملائه حاملاً كمًا من الرسائل الصامتة تتلخص في العلامات .....