بائعة الحلوى
تأليف
إبراهيم فريد
(تأليف)
تحرّكت ”إسراء“ بنهيجها نحو كرسي وقف قُبالة مجلسه.. وسريعاً نفضت عن يديها الغبار، ثم سحبت فنجانها المعروف.. رشفة تبعتها باثنتين، ثم ألقت بعدهم تساؤلها المجحِف :
— الحرّية!!.. الحرّية هي امتلاكي للخيار بين تنفيذ أمرين.. ألا يمكننا الاعتبار بأن ارتداء الحِجاب مسألة حرّية شخصيّة!!.
— فقط حين تملكين القدرة على ارتداؤه يوماً وخلعه يوماً أو اسبوعاً واسبوعاً، يمكنك الإقرار وقتها بأنها حرّية شخصية.. أنتِ تتمتعين بحرّية كاملة في إختيارك لألوانه، فضلاً عن انتقائك لنوع قماشه، مثلما أفاضل أنا بين أنواع التبغ الأنسب لمزاجي.. يمكنني حجب كافّة الإختيارت عنك وأجعلك تتوهّمين الحرّية عندما أدفعك على اختيار تصرّف، سلّطت أنا الضوء عليه.. صِدقاً، نحن محكومون بالعادات والتقاليد وقد لا يرتقي الحِجاب أن يكون أبعد من ذلك.. كثيراً منّا يَحيا حياته على إيقاعٍ صامتٍ ورغم ذلك يتشدّق طيلة يومه بأنه مسيطر ومتحكّم في تصرّفاته بحرّية.