(( أنتم الآن خارج سجلات التاريخ ورفعت عنكم أقلام المؤرخين.. فاستعدوا.. فأنتم مقبلون على كشف أهم أسرار الملكة (كليوباترا).. ملكة مصر.))
هكذا تبدأ الرواية زنوبيا.. فانتازيا تاريخية ومزيج بين الحاضر والماضي ومزيج بين أكثر نوعين مصنفين في رأيي الجرائم والتحقيقات والفانتازيا والأساطير التاريخية.. كان اختيار موفق وصارت من مفضلاتي.. الرواية كانت مشوقة جدا لدرجة إني أجبرت نفسي على تركها حتى لا أنتهي منها في جلسة واحدة 😅
تبدأ الرواية باكتشاف لصناديق أثرية بداخلها تماثيل غريبة متقنة الصنع لحد مخيف داخل صخرة في وسط البحر! وحدوث جرائم قتل ولكن الجثث حالتها غريبة وغامضة.. لينطلق المقدم (إياد) في مهمة سرية من الدكتور (أميرة) لكشف أسرار هذة التماثيل والتوابيت والصخرة ولاكتشاف القاتل وراء الجرائم الغريبة..
سلسة تحقيقات ودورات بين الماضي والحاضر بطريقة سلسلة ومشوقة وتحبس الأنفاس.. رغم إن الحبكة لم تكن بتلك القوة..
الماضي أحداثه كانت تدور أغلبها في ممكلة تدْمر القديمة أثناء حكم الملك أذينة برفقة زوجته الملكة القوية الحكيمة المحاربة والفاتنة (زنوبيا).. شخصية لم أسمع عنها من قبل ولكن سعدت بالتعرف عليها ولو من الجانب الأسطوري أعجبت بها وبقوتها.. ومن الواضح ان فيه روايات وأساطير عن إن زنوبيا تكون حفيدة لكيلوباترا السابعة واستغلتها هنا الكاتبة بطريقة ذكية..
الصراعات والدسائس والخلافات السياسية بين الروم والفرس وكفة الميزان التي تتأرجح بين القوة والضعف تباعًا.. ومن ثم خلاف الروم مع مملكة تدمر والملك والملكة وما آل إليه هذا الأمر..
أما الحاضر فكان خليط من تحقيقات جنائية وتاريخية مشتركة بين إياد وأميرة.. الشخصيات المهنية التي تسعى لتحقيق الإنجاز والنجاح فيما كلف لها رغم مايواجهونه في حياتهم الخاصة..
عجبني الجزء الاجتماعي الخاص بحياة البطلين..
نموذج زوح أميرة الزوج المختل الخائن المُعنِف الذي يسعى لهدم زوجته الناجحة بكل الطرق وأبشعها وبعد كل انفجار يطلب السماح متلاعبًا ومستغلًا مشاعر الضحية في زوجته..
ونموذج زوجة إياد الزوجة المريضة نفسيًا لدرجة الجنون والسيكوباتية.. الزوجة التي تسعى لمصلحتها المادية وراحتها.. مريضة ومتلاعبة بحياة أبناءها فقط للضغط على زوجها.. صورة مستفزة للأنانية والمرض النفسي والعنف والاستغلال..
في النهاية الرواية كانت خليط مميز من الأحداث المتسارعة التي لا يتخللها ملل ولكن أحداث نهاية الرواي جاءت غير مقنعة بالنسبة لي قليلًا.. وفي نفس الوقت مُرضية إلى حد ما..
كانت قراءة ممتعة وأول قراءة للكاتبة والأكيد ليست الأخيرة 👀