بيت الياسمين - Bait Elyasmin
في بداية الكتاب أوضح العقاد أن فلسفة الغزالي لا يمكن مناقشتها ككل هنا ولا يمكن حصرها والسبيل إلى معرفة فلسفته هي بقراءة مؤلفاته ولكنه هنا لن يتحدث عن فلسفته كأراء ومعتقدات وإنما سيتحدث عنها كملكة فكرية فلسفية لدى إمامنا الجليل.
كما أوضح لنا تعريفات الفلسفة سواء كان يقصد بها إثارة الموضوع مما يستدعي الرد عليه ودحضه وهو ما فعله إمامنا الجليل ولذا كان لا يرى في نفسه فيلسوفاً او كانت الفلسفة بمعناها المعروف لدينا وهي طريقة نظرنا للأمور وتعايشنا مع الواقع وتفكيرنا إزاء المواقف.
نجد أنه في حين ينقسم الأشخاص إلى من يؤمن بالتجربة ويفهمها ويفهم النتائج المحسوسة ومن يؤيد الفكر الرياضي الذي يعمل العقل والذهن هناك فكر أخر تجريدي يتميز به الإمام الفاضل وهو ما يجمع بين الواقع المحسوس والعقلي التخيلي فهو صاحب مبدأ أن الفلسفة لا تنفصل عن التصوف في معناها الأدق وعلى ذلك فقد أجاب عن بعض المعضلات التي حيرت فيها العديد من بينهم أرسطو على أنه كان فلتة من فلتات عصره.
ولقد ناقش الغزالي الفلسفه بالفسلفه والسلاح بالسلاح لذا فهو يعتبر فيلسوف أقوى من غيره من الفلاسفه ولو أنه تصدى لهذه الصناعة بغير أداتها لما وضحت حجته بين الحجج ولا إستطاع أن يكشف بطلانهم ومن أهم المعضلات التي أجاب عنها الغزالي قضية القدم والحدوث، وقضية الخلق وقضية السببية، وقضية البعث، وهي جميعًا محل الخلاف الشديد بين جمهرة الفلاسفة وجمهرة الفقهاء كافة من علماء الدين في كل ملة.
كما أوضح الكتاب موقف الغزالي من العقل، وموقف المعطِّلين للعقل من القائلين بإستلهام الكشف بغير مقدمات من التفكير ويسموا الكشفيين فالكشف عندهم يلغي العقل بينما الغزالي لا فهو يعتمد على عقله في كل اموره ويرى أنه به يرقى من درجة لأعلى بناء على حفظه للآيات وتعاليم دينه التي تقول أن التفكير فريضة على كل مسلم.
وفي النهاية يجيب علينا الكاتب في سؤال طرحه وهو هل كان الغزالي فيلسوفاً؟ أم متصوفاً؟
إقتباسات:
🪴 عرَّف الغزالي أن التصوف هو: (قطع علائق القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود … والهرب من الشواغل والعلائق … وأن يصير القلب إلى حالة يستوي فيها وجود كل شيء وعدمه).
🪴 يقول أرسطو: إن الخلق يحدث من سعي الهيولى إلى الله؛ لأن الهيولى ناقصة تطلب الكمال، ولأن الله كامل لا يسعى إلى غاية وراء كماله، وهو فوق كل غاية.
🪴 ونختتم هذه الكلمة سائلين: هل كان إمامنا رضي الله عنه فيلسوفًا أو متصوفًا؟
فلعلنا نستطيع أن نجيب قائلين: إنه كان قدوةً للفلاسفة، ونموذجًا من نماذج التفكير الرفيع، نتعلم منه أن للفلسفة أداة لا تتم بغير قسط من التصوف؛ لأن التصوف قدرة على انتزاع النفس من المألوف، وتلك قدرة لا يستغني عنها الفيلسوف المفكر ولا الفيلسوف الحكيم
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين