جريمة في خمار
تأليف
فؤاد حسن العلي
(تأليف)
انتهى الدوام الرسمي في المعهد حوالى الساعة الرابعة عصراً وكنت أفضّل أثناء عودتي إلى السكن الجامعي المرور في ذلك الطريق المظلم الرطب الذي يفصل مبنى المعهد عن مقبرة ترتفع عنه بمقدار موت ورهبة، إنّه طريق قلّما سلكه غيري.
إذا رفعت رأسك قليلاً إلى الأعلى تظهر لك شواهد قبور فوق جدار استنادي متداعٍ في مكانٍ سمح لأحد الموتى أن يهرب بقبره قليلاً خارج حلبة يتصارع فيها مع آثامه.
لا أدري إن كان الأمر كذلك أم أنّ رحمةً نزلت عليه وسّعت له مرقده لتخفف من عذابه، لكن أدري أنني مع كل مرور أنا على موعد مع مشهد مسرحي، بطولة جرذ، يتسلل داخل القبر من خلال وكر، يغيب ليظهر عند مرور آخر، لا أدري أهو يتاجر بمحتويات القبر؟ أم أنه يحمل للدفين آخر الأخبار السياسية في العالم؟!