ساحر بني أمية
محمود أيمن
دار إبهار
"إنه باحث من أصول يهودية ويعلم فقط بأمر ظهور المقبرة في أماكن عدة، ومن ضمنها فلسطين ومصر.. لذلك يريدون وضع بعض المتعلقات التي تخصهم فهم بلا هوية أو تاريخ، ويريدون صنع واحد مزيف كما يحاولون دائما"
كتب لافكرافت عن شاعر عربي غامض.. ترى هل كان نتاج خيال كاتب موهوم.. أم أن للقصة جذور حقيقية؟
مقبرة تظهر وتختفي كالوهم.. ومخطوط يرفض أن يمسه غير مالكه.. يجد سراج نفسه في وسط كل هذا الجنون.. لا يفهم شيئًا.. من طيب ومن شرير؟ من يسعى لأمنه ومن يسعى لهلاكه؟ لا يعلم.. وتبدأ المغامرة.
الرواية مجملًا حلوة جدا كعمل أول للكاتب.. وبما إنه العمل الأول مش هكون قاسية أوي في حكمي على الأخطاء.. لأن أغلبيتها طبيعية في أي عمل أول.. المهم التطور بعدين.
الحبكة: كانت جميلة جدا.. الإعتماد على التاريخ، والأدب في بناء الأحداث كان جميل.. إدخال قصص حقيقة زي قصة لافكرافت تسند الحبكة حاجة حلوة ومش سهلة.. النهاية كانت جميلة.
السرد والحوار: مجملًا جيد بالنسبة لعمل أول.. في شوية أخطاء بيقع فيها أغلب الكتاب الشباب في الأول.. زي إعطاء أهمية مبالغة لوصف شكل الشخصيات أكتر من نفسيتهم وشخصيتهم.. الوصف المبالغ للأماكن حتى لو مش هتفيدنا في الحبكة بعد كدة.. محاولة شرح كل حاجة.. بتكون نابعة من خوف الكاتب إن القارئ ميفهمش.. زي مثلا "محافظة الأقصر في صعيد مصر" طب ما كل الناس عارفة أن محافظة الأقصر في صعيد مصر.. مفيش حد بيتكلم في الحقيقة هيقول الجملة دي بالشكل دة.. إلا لو كان عايش في أستراليا مثلا.. الوصف والاهتمام بالحاجات دي بيجي على حساب حاجات تاني أهم.. زي شخصية الأبطال، مشاعرهم، دواخلهم، وتعقيداتهم.. فتطلع لك في الأخر الشخصيات سطحية جدا.. من بُعد واحد.. فتفقد القدرة على التعاطف معاهم.. يبقى بالنسبة لك الفعل الطيب كالشرير.
الحوار جميل.. ضاف كتير للأحداث وكان محرك جيد.. دي حاجة جميلة
اللغة: جميلة.. ويطلع منها الأحلى مع قليل من التدريب مستقبلًا، لأن بردو أغلب اللي فيها أخطاء شائعة جدا.. زي استخدام حرف (ل) كتير اللي بيصر بعض الكتاب على حشره في كل كلمة لسبب أجهله زي "ليظهر.. ليضرب.. ليهشم" دول في نفس الجملة.
واستخدام لحروف جر كتير واسماء إشارة كتير أوي.. وتكرار لنفس الكلمة كذا مرة في الفقرة الواحدة زي "توقف لحظات للتفكير كيف سيفتح (ذلك) القفل، ذهب سريعا (لذلك) العجوز في جوار البيت وأحضر شيئا حديديا ليحطم به (ذلك) القفل."
في كلمات حاسة أنه مش مكانها يعني زي "قالت وهي تمقته بنظرات استغراب" هي ليه هتمقته.. بمعني أصح ليه هتكرهه.. يمقت يعني يكره أو يغضب.. اعتقد إن قصده كان "ترمقه" "ترمقه بنظرات استغراب" معناها أدق.
أما بقى الخطأ الذي لا يمكن اغتفاره وهو الخطأ النحوي الكارثي اللي تكرر أكتر من مرة بأكتر من شكل في أكتر من مكان.. الحديث عن الاثنين بصيغة الجمع زي مشهد سراج ولورين "نهضوا لإكمال وجهتهم.. أشرقت الشمس عليهما أصابهم ظمأ شديد".
طبعا كلامي دة لا يعني بالضرورة إن الرواية وحشة.. نهائي.. الرواية جميلة جدا جدا ومحققة نجاح حتى الآن جيد جدا.. والكاتب شخص طموح وواعد جدا.. اتمنى يستفيد بأي شكل من الملاحظات الخفيفة دي.. ويطور من نفسه أكتر لأن هذا القلم يستحق الكثير.. في كتاب كتير بيستغلوا قوة أسلوبهم في التغطية على فقر إبداعهم.. فحرام يكون كاتب عنده إبداع ويظلمه بغلطات زي دي.. وواجب القارئ أنه يلفت نظر الكاتب.. وانتظروني في ريفيو للعمل الثاني للكاتب
#ريفيوهات_كلاوديا
#فنجان_قهوة_وكتاب
#مسابقة_تحدي_إبهار_وفنجان_قهوة