وقائع مسروق بن مسروق

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بالك يا حاج منير، أنا عمري ما فكرت اقرا للمحروس محمد ابنك كلمتين ولا حتي كراسة... لكن تقول ايه الطبع غلاب.. من قيمة يومين كنت باتمشى في حاجة كده عاملة زي المكتبة اسمها أبجد.... لأ يا حاج ابجد هوز حطي كلمن دي غنيوة للست ليلى مراد... انما أبجد حاجة زي المكتبة وجمبها مكتبة تانية أبهة برضه.. مكتبة وهبان... المهم وانا بابص على رصة الكتب كتير كتير.. قوم لقيت كتاب غريب قوي.. قال ايه: حاطط الجلدة القدمانية أكنها علبة سجاير كيلوباترا عادة... عادة يا حاج مش سوبر... فاكرها .. كنا بنحطها في جيبنا واحنا رايحين نقضي مصالحنا عشان لم نعزم بيها ولا حد يدب ايده فيها ويطلع له سيجارة يشربها وتلاتة أربعة جمبهم طفاسة تبقى خسارتنا في الضيق وما نلطمش.... عندك حق كانت سجاير زبالة لا مؤاخذة... السوبر برقبتها .. ولا المالللبورو ولا الكنت..

المهم ياحاج لقيته شايل اسم كليوباترا وكاتب بداله: "وقائع مسروق بن مسروق"... خطه بقى حلو قوي يا حاج.. أنا فاكر زمان وهو صغير كان خطه عاديك ما يتقريش... باضرب عيني لتحت التقيت مكتوب اسمه "محمد منير" انا عقل بالي راح على طول على البرنس منير اللي بيغني "صو يا صو حبيبي حبسوه" ... قالوا لي لأ ده واحد تاني.. قلت يمكن تشابه اسامي زي ما كان الحاج محمود بكر بتاع الكورة بيقول... قالوا لي لأ برضه... لما بحثت واتقصيت لقيته اسم الله على مقامك ابنك... قلت ما بدهاش يا واد با درش لزمًا تفوت على اخوك وعشرة عمرك الحاج منير تفرحه..

الشهادة لله يا حاج أنا اما قريت اللي كاتبه المحروس ابنك اتكيفت قوي واستمخيت... أصله كاتب كل اللي عشناه وعايشينه وهانعيشه كمان وكمان ... زي ما باقولك كده....

الباشا أمين الشرطة اللي عامل زي المنشار طالع واكل نازل واكل.... والحكومة اللى حاطة ايدها في جيوبنا عمال على بطال... وحودة الفلاتي مرشح الحكومة اللي اتمرمطنا في الشوارع ياما عشان ينجح وآخرها الاقى ايد الصول بلال قافشة على قفايا ويقول لي: غور شوف لك تربة تلمك.... ولما اتمسكنا أنا وأبانوب صاحبي في ربع مظاهرة عشان قنبلة انفجرت قدم الكنيسة وخدونا ع القسم وعينك ما تشوف إلا النور لما المأمور شافنا .. طلع كمية أصوات من مناخيره مع زوره... ويا روح امك ... وسيد أمك ... ودين أمك .... وحاجات تانية ليها علاقة بالأم برضه... واتعلقنا من رجلينا واخدنا علقة موت نسيتنا اسامينا...

إن جيت للحق كتاب محترم يا حاج.. بس لي عتاب صغنن عليه .. إزاي ما يجيبش سيرتي وانا عشرة عمر ابوه ما كناش بنتفارق... في التخشيبة سوا ... قدام لجنة الانتخابات ورا بعض لزم... في طابور الزيت والرز ايد واحدة... ملحوقة في الكتاب الجاي بإذن الله....

ايه؟ تقييم ايه يا حاج؟ خللى الطابق مستور... ان جبت لك من الآخر وخلاص كتاب محترم... عايز ايه أكتر من كده..

أسكت... دا جزاتي اني با انورك على عمايل ابنك... ما كانش العشم ...

آه جالك صداع... معلش ... ابعت اجيب لك حبيتين ريفو... يا واد يا عوض...

#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

يُذكر في التاريخ مرات وأحداث لا نهائية عن سرقة هذه البلد ، سرقة تحدث طوال الوقت بشكل مُمنهج وعفوي وبتخطيط وأوقات بعشوائية مُفرطة ، يتناوب الجميع علي السرقة أفراداً وجماعات ، التاريخ لا يغفل ذلك.

وإنما جاءنا شاهد مختلف يُصدق علي هذا التاريخ من واقع اجتماعي معاصر ، مسروق بن مسروق ، هي يوميات ووقائع مواطن مقهور مطحون في دوامة الحياة الاجتماعية في مصر ، مواطن لا يشغل باله بأي شئ سوي أسياسيات الحياة التي يحتاجها كل إنسان ، لكن مسروق أثبت عملياً أن الحياة لن تتركك تحيا بهدوء حتي لو أنت تركتها.

كان مسروق يتعامل مع الحياة بمنتهي اللامبالاة رغم كل مصيبة يقع فيها ، الحكايات مكتوبة بشكل ساخر وطريقة كوميدية رغم ما تحمل القصص من مآسي المواطن الكحيان ، وغير ذلك فهي مغموزة في الواقع السياسي الذي وقعت فيه مصر من بعد ٢٠١١.

بعد الانتهاء من القراءة لن تعرف ستضحك علي طريقة مسروق ولامبالاتة وسطحيتة ، أم ستحزن علي أنه يجسد حال الكثير من مواطني هذه الدولة الذين يُحسبون علي الحياة وهم أبعد الناس عنها ، لا شك أنك ستتعاطف معه وتقضي وقتاً ممتعاً مع حكاياته ، وفي النهاية قضا أحسن من قضا ، وعوضنا علي الله يا مسروق ياخويا.

في البداية لفت انتباهي الغلاف المميز علي شكل علبة السجائر كليوباترا والتى اقول عنها دائما ً سجائر الشعب ولا يتشبث بها المصرين لجودتها لا سمح الله أو حباً في تاريخهم الفرعونى مثلاً لكن لرخصها .

وكان الغلاف أكثر من مناسب لمحتوي الكتاب

ثم اعجبتني المقدمة وحينها أدركت أن هذا الكتاب سيعجبنى

((اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق .. انتمى الى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثبات على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..))

مجموعة المواقف والحكايات التى ذكرها الكتاب تجعلك تشعرك بالحزن حيناً وبالضيق حيناً آخر ربما تضحك أيضاً من حين لآخر لكنه سردها بأسلوب ملئ بالرضا وربما بعض البهجة

ناقش الكاتب خلال الكتاب الكثير من القضايا والكثير من الجمل والكلمات الي نستخدمها دائما ً

مثل :" قضا أخف من قضا"

او:مثل الجملة التى قالها له جده وهو علي سرير الموت "عش واعمل باجتهاد وكأنك مش مسروق.. واعلم أنك فى النهاية حتما مسروق مسروق مسروق".

وبعض القضايا مثل : نظرتنا كمصريين للتاريخ

نظرتنا للشيوخ

وأيضاً فكرة مجانية التعليم الذي أصدق علي كلمة الكاتب بأنها مجرد أكذوبة أطلقها المسئولون.

في النهاية انا استمتعت بكتاب لم تتجاوز صفحاته حاجز المئة وستون صفحة لكنه عميق عميق جداً