#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
هل تتخيل يوماً أن يقف كاتب أمام محكمة ليواجه اتهامات بشأن رواية كتبها !
وإن كان هناك شُبهه فكرية أو دينية يثيرها أي عمل روائي ، أليس من المفترض أن يخرج صاحب الفكر المعاكس بتقويم ما عرض الكاتب من رأي لا يستقيم مع أوضاع المجتمع وعاداته الحياتية أو أعرافة الدينية ؟!.
ثم متي يمكننا القطع بأن هذا الكتاب يحمل بين طياتة إساءة للأخلاق العامة أو تجاوزاً ناحية الدين ! يالها من مصطلحات كبيرة مطاطة تحتاج إلي تأمل شديد في كل حروف النص وتتبع حقيقي لكل معني فيه ، غاية التحقق والتقصي ناحية هكذا تهمة.
نشرت رواية "مدام بوفاري" لـ جوستاف فلوبير مسلسلة فى مجلة "دورية باريس" فيما بين أول أكتوبر و15 ديسمبر 1856. وأدى نشرها إلى إحداث ثورة عارمة فى الأوساط البرجوازية الحاكمة انتهت بتقديم فلوبير مع ناشر الدورية ومديرها وعامل المطبعة بصفتهما شركاء فى الجريمة إلى المحاكمة بتهمة خدش الحياء العام وانتهاك المقدسات.
نظرت القضية محكمة جنح باريس-الدائرة السادسة، واستمرت جلساتها من 31 كانون الثانى إلى 7 فبراير 1857، وما تزال، تعد من بين أشهر المحاكمات الأدبية فى العالم.
إن الكتاب الذي بين يدينا يوثق الواقعة بكل تفاصيلها الكاملة ، من أول الإدانة ومرافعات المدي العام الذي أورد العديد من نصوص الرواية مستشهداً بها علي صحيح الاتهامات التي وجهت لفلوبير.
والظاهر لي أثناء القراءة أن هناك امتداد تاريخي قديم لفكرة الأدب النظيف 😁 لأنه من بين إحدي التهم التي وجهت لفلوبير أنه كتب رواية شهوانية في تفاصيلها.
كنت أظن أني سأكتفي بما ذكر من رواية مدام بوفاري وسأستغني عن قراءتها ، لكن بعد أن برّأت المحكمة فلوبير من كل التهم المنسوبة إليه فإنه من المؤكد أن قراءة الرواية خارج إطار المحاكمة ستكون مغايرة ومختلفة تماماً.
❞ يجيز التاريخ بعض الظنون ولكنه لا يجيز أن نقدمها كحقائق أكيدة. ❝