#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ:
يحكي لنا "ميسرة صلاح الدين" عبر 230 صفحة، حكاية الحلمِ والأرض، الحلم الذي راود أصحابه في الأساس، مدفوعًا بالحاجة للغذاء والٱمان، وانتهى بقضيةٍ لا تجد قاضيًا ليفصل فيها، ولدماءٍ تجري على الأرض لا في الأبدان.
أول سطور الحكاية خطّها النبي العبراني "إبرام/ إبراهيم" بعد أن أُمر بالخروج من مدينتهِ "حاران" إلى "أرض كنعان"تاركًا خلفه الوثنية وأتباعها، مستقبلًا الجاه والمكانة التي وعدهُ الربُّ بها. مرسخًا في عقله فكرة التضحية من أجل العطاء، والذرف من أجل الحصد، الفكرة التي تؤكدها انصياع النبي بعد ذلك لأوامر ربه في حادثة "الفداء"، والتي ستفسر بعد ذلك الكثير من محركات وفلسفة أبنائه وأتباعه فيما بعد.
تبدأ الصفحات بالترنحُ بنا في أخبار البلد التي عصفت به على مدار قرون -وخاصةً عاصمتها القدس- من هدم كلي ومحارق وطمس، إلى تغيير اسمها على مدار العصور وصولًا ل "أورسالم" في عهد الملك داود -التي ستتخذُ إسرائيل من نجمته رمزًا لدولتها فيما بعد" الذي تحصنت فيه المدينة واستقوت، بإنشائه "المملكة إسرائيل الموحدة" الشمالية- إسرائيل، والتي انتهت على أيدي الٱشوريين، والجنوبية- يهوذا، والتي تماسكت، حتى حادثة "السبي البابلي"، والذي يعدُ فصلًا جديدًا في تاريخ هذه الحكاية.
تأتي بعد ذلك مرحلة غاية في الأهمية في تاريخ أورسالم/ أورشليم، والتي توصِّف حال إسرائيل، منذ وجدت؛ مرحلة الشتات/ Disapora. الذي عاشوه بعد استيلاء الرومان على المدينة وحرقها، وتغيير اسمها لإيليا كابتولينا. لينتشر ما تبقى منهم في أوروبا وٱسيا، مشكلين عبئًا سخيفًا على شعوب البلاد الأصليين، وعلى حكوماتها، وإن كانوا يحيون على حدود بلادهم، كما اعتادوا منذ عهد إبراهيم.
في هذا الوقت بدأوا في تعميق أقدامهم في بلاد شتاتهم، فتميزوا وتفردوا واستغلوا، مما جعلهم فيما بعد حلفًا قويًا سعت بريطانيا في حربها لضمّه إليها، بوعدٍ منها في المقابل على مدّه بالوطن -أرض الميعاد- ودعم حلمه الصهيوني، وقد كان!
التفاصيل كثيرة لا تعد، والحيثيات متشابكة بحيث لا تكفيها مراجعةٌ قاصرة كهذه، الأمر الذي يجعل الكتاب هو ترشيحي الأمثل فيما بعد، لمن يريد قراءةً محيادة عميقة شاملة، للقضيةِ الفلسطينية، دون "حمقة" من الكاتب وهو حقه كعربي، ودون تضليل تاريخيٍ وهو حقنا عليه.
رائع مؤلم، أرشحهُ وبشدة!#ماراثون_القرلءة_مع_بيت_الياسمين
100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ:
تحكي لنا "ميسرة صلاح الدين" عبر 230 صفحة، حكاية الحلمِ والأرض، الحلم الذي راود أصحابه في الأساس، مدفوعًا بالحاجة للغذاء والٱمان، وانتهى بقضيةٍ لا تجد قاضيًا ليفصل فيها، ولدماءٍ تجري على الأرض لا في الأبدان.
أول سطور الحكاية خطّها النبي العبراني "إبرام/ إبراهيم" بعد أن أُمر بالخروج من مدينتهِ "حاران" إلى "أرض كنعان"تاركًا خلفه الوثنية وأتباعها، مستقبلًا الجاه والمكانة التي وعدهُ الربُّ بها. مرسخًا في عقله فكرة التضحية من أجل العطاء، والذرف من أجل الحصد، الفكرة التي تؤكدها انصياع النبي بعد ذلك لأوامر ربه في حادثة "الفداء"، والتي ستفسر بعد ذلك الكثير من محركات وفلسفة أبنائه وأتباعه فيما بعد.
تبدأ الصفحات بالترنحُ بنا في أخبار البلد التي عصفت به على مدار قرون -وخاصةً عاصمتها القدس- من هدم كلي ومحارق وطمس، إلى تغيير اسمها على مدار العصور وصولًا ل "أورسالم" في عهد الملك داود -التي ستتخذُ إسرائيل من نجمته رمزًا لدولتها فيما بعد" الذي تحصنت فيه المدينة واستقوت، بإنشائه "المملكة إسرائيل الموحدة" الشمالية- إسرائيل، والتي انتهت على أيدي الٱشوريين، والجنوبية- يهوذا، والتي تماسكت، حتى حادثة "السبي البابلي"، والذي يعدُ فصلًا جديدًا في تاريخ هذه الحكاية.
تأتي بعد ذلك مرحلة غاية في الأهمية في تاريخ أورسالم/ أورشليم، والتي توصِّف حال إسرائيل، منذ وجدت؛ مرحلة الشتات/ Disapora. الذي عاشوه بعد استيلاء الرومان على المدينة وحرقها، وتغيير اسمها لإيليا كابتولينا. لينتشر ما تبقى منهم في أوروبا وٱسيا، مشكلين عبئًا سخيفًا على شعوب البلاد الأصليين، وعلى حكوماتها، وإن كانوا يحيون على حدود بلادهم، كما اعتادوا منذ عهد إبراهيم.
في هذا الوقت بدأوا في تعميق أقدامهم في بلاد شتاتهم، فتميزوا وتفردوا واستغلوا، مما جعلهم فيما بعد حلفًا قويًا سعت بريطانيا في حربها لضمّه إليها، بوعدٍ منها في المقابل على مدّه بالوطن -أرض الميعاد- ودعم حلمه الصهيوني، وقد كان!
التفاصيل كثيرة لا تعد، والحيثيات متشابكة بحيث لا تكفيها مراجعةٌ قاصرة كهذه، الأمر الذي يجعل الكتاب هو ترشيحي الأمثل فيما بعد، لمن يريد قراءةً محيادة عميقة شاملة، للقضيةِ الفلسطينية، دون "حمقة" من الكاتبة وهو حقها كعربية، ودون تضليل تاريخيٍ وهو حقنا عليه.
رائع مؤلم، أرشحهُ وبشدة!