لقد استفاد اليهود من اضطهادهم القديم من الدول القديمة التي احتلت المنطقة، ومن اضطهادهم الحديث في أوروبا الذي وصل إلى ذروته إبان الحكم النازي لألمانيا. والتقت رغبتهم في إقامة وطن لهم مع رغبة الدول الاستعمارية في إضعاف المنطقة.
100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ
نبذة عن الكتاب
هذا كتاب جديد في مادته وتحليله ورؤاه. يعود بنا إلى تاريخ العبرانيين، كما رأوه هم في كتبهم الدينية وتراثهم الشعبي، ويعرض كيف تمكنت منهم هذه الرؤى عبر التاريخ وحتى العصر الحديث حين التقت مع الرؤى السياسية للدول الأوربية، وخصوصا إنجلترا التي كانت لها حسابات سياسية في تقسيم المنطقة، ووجدت في تراث العبرانيين الديني والأدبي والشعبي معينا لها، فانصاعت إليه وحققت آمال اليهود التي مشت معهم عبر التاريخ الروحي، دون اعتبار لتاريخ العرب المادي أو الروحي أيضا. وهكذا، للمرة الأولى، سيجد القارئ نفسه أمام الإرهاصات الأولى لكل ما بات معروفا عن المؤامرة في العصر الحديث، التي لم تكن أكثر من نصوص دينية وفولكلورية وأدبية. ثم يعرف كيف كسب التاريخ الوهمي لليهود وصار واقعا،ولم يكسب التاريخ الحقيقي للعرب. هذا هو سؤال الكتاب وإجابته. وهذه هي اللحظة المناسبة للمعرفة ولو مرت مئة عام. وربما لهذا السبب. " مئة عاما على وعد بلفور" كما يقول المؤلف، هو قصة يجب أن نقرأها بعناية، ليس لغرض إلا اكتساب العلم، فاتحين عقولنا وقلوبنا للتساؤلات التي لعلها تكون دليلا لنا في فهم أنفسنا والعالم من حولنا، وطبيعة العلاقة مع الآخر في المنطقة.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 208 صفحة
- [ردمك 13] 97897764021099
- بيت الياسمين للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب 100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ
مشاركة من نُهي
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
دنيا محمد نجيب
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ:
يحكي لنا "ميسرة صلاح الدين" عبر 230 صفحة، حكاية الحلمِ والأرض، الحلم الذي راود أصحابه في الأساس، مدفوعًا بالحاجة للغذاء والٱمان، وانتهى بقضيةٍ لا تجد قاضيًا ليفصل فيها، ولدماءٍ تجري على الأرض لا في الأبدان.
أول سطور الحكاية خطّها النبي العبراني "إبرام/ إبراهيم" بعد أن أُمر بالخروج من مدينتهِ "حاران" إلى "أرض كنعان"تاركًا خلفه الوثنية وأتباعها، مستقبلًا الجاه والمكانة التي وعدهُ الربُّ بها. مرسخًا في عقله فكرة التضحية من أجل العطاء، والذرف من أجل الحصد، الفكرة التي تؤكدها انصياع النبي بعد ذلك لأوامر ربه في حادثة "الفداء"، والتي ستفسر بعد ذلك الكثير من محركات وفلسفة أبنائه وأتباعه فيما بعد.
تبدأ الصفحات بالترنحُ بنا في أخبار البلد التي عصفت به على مدار قرون -وخاصةً عاصمتها القدس- من هدم كلي ومحارق وطمس، إلى تغيير اسمها على مدار العصور وصولًا ل "أورسالم" في عهد الملك داود -التي ستتخذُ إسرائيل من نجمته رمزًا لدولتها فيما بعد" الذي تحصنت فيه المدينة واستقوت، بإنشائه "المملكة إسرائيل الموحدة" الشمالية- إسرائيل، والتي انتهت على أيدي الٱشوريين، والجنوبية- يهوذا، والتي تماسكت، حتى حادثة "السبي البابلي"، والذي يعدُ فصلًا جديدًا في تاريخ هذه الحكاية.
تأتي بعد ذلك مرحلة غاية في الأهمية في تاريخ أورسالم/ أورشليم، والتي توصِّف حال إسرائيل، منذ وجدت؛ مرحلة الشتات/ Disapora. الذي عاشوه بعد استيلاء الرومان على المدينة وحرقها، وتغيير اسمها لإيليا كابتولينا. لينتشر ما تبقى منهم في أوروبا وٱسيا، مشكلين عبئًا سخيفًا على شعوب البلاد الأصليين، وعلى حكوماتها، وإن كانوا يحيون على حدود بلادهم، كما اعتادوا منذ عهد إبراهيم.
في هذا الوقت بدأوا في تعميق أقدامهم في بلاد شتاتهم، فتميزوا وتفردوا واستغلوا، مما جعلهم فيما بعد حلفًا قويًا سعت بريطانيا في حربها لضمّه إليها، بوعدٍ منها في المقابل على مدّه بالوطن -أرض الميعاد- ودعم حلمه الصهيوني، وقد كان!
التفاصيل كثيرة لا تعد، والحيثيات متشابكة بحيث لا تكفيها مراجعةٌ قاصرة كهذه، الأمر الذي يجعل الكتاب هو ترشيحي الأمثل فيما بعد، لمن يريد قراءةً محيادة عميقة شاملة، للقضيةِ الفلسطينية، دون "حمقة" من الكاتب وهو حقه كعربي، ودون تضليل تاريخيٍ وهو حقنا عليه.
رائع مؤلم، أرشحهُ وبشدة!#ماراثون_القرلءة_مع_بيت_الياسمين
100 عام على وعد بلفور: قراءة عبر الأدب والتاريخ:
تحكي لنا "ميسرة صلاح الدين" عبر 230 صفحة، حكاية الحلمِ والأرض، الحلم الذي راود أصحابه في الأساس، مدفوعًا بالحاجة للغذاء والٱمان، وانتهى بقضيةٍ لا تجد قاضيًا ليفصل فيها، ولدماءٍ تجري على الأرض لا في الأبدان.
أول سطور الحكاية خطّها النبي العبراني "إبرام/ إبراهيم" بعد أن أُمر بالخروج من مدينتهِ "حاران" إلى "أرض كنعان"تاركًا خلفه الوثنية وأتباعها، مستقبلًا الجاه والمكانة التي وعدهُ الربُّ بها. مرسخًا في عقله فكرة التضحية من أجل العطاء، والذرف من أجل الحصد، الفكرة التي تؤكدها انصياع النبي بعد ذلك لأوامر ربه في حادثة "الفداء"، والتي ستفسر بعد ذلك الكثير من محركات وفلسفة أبنائه وأتباعه فيما بعد.
تبدأ الصفحات بالترنحُ بنا في أخبار البلد التي عصفت به على مدار قرون -وخاصةً عاصمتها القدس- من هدم كلي ومحارق وطمس، إلى تغيير اسمها على مدار العصور وصولًا ل "أورسالم" في عهد الملك داود -التي ستتخذُ إسرائيل من نجمته رمزًا لدولتها فيما بعد" الذي تحصنت فيه المدينة واستقوت، بإنشائه "المملكة إسرائيل الموحدة" الشمالية- إسرائيل، والتي انتهت على أيدي الٱشوريين، والجنوبية- يهوذا، والتي تماسكت، حتى حادثة "السبي البابلي"، والذي يعدُ فصلًا جديدًا في تاريخ هذه الحكاية.
تأتي بعد ذلك مرحلة غاية في الأهمية في تاريخ أورسالم/ أورشليم، والتي توصِّف حال إسرائيل، منذ وجدت؛ مرحلة الشتات/ Disapora. الذي عاشوه بعد استيلاء الرومان على المدينة وحرقها، وتغيير اسمها لإيليا كابتولينا. لينتشر ما تبقى منهم في أوروبا وٱسيا، مشكلين عبئًا سخيفًا على شعوب البلاد الأصليين، وعلى حكوماتها، وإن كانوا يحيون على حدود بلادهم، كما اعتادوا منذ عهد إبراهيم.
في هذا الوقت بدأوا في تعميق أقدامهم في بلاد شتاتهم، فتميزوا وتفردوا واستغلوا، مما جعلهم فيما بعد حلفًا قويًا سعت بريطانيا في حربها لضمّه إليها، بوعدٍ منها في المقابل على مدّه بالوطن -أرض الميعاد- ودعم حلمه الصهيوني، وقد كان!
التفاصيل كثيرة لا تعد، والحيثيات متشابكة بحيث لا تكفيها مراجعةٌ قاصرة كهذه، الأمر الذي يجعل الكتاب هو ترشيحي الأمثل فيما بعد، لمن يريد قراءةً محيادة عميقة شاملة، للقضيةِ الفلسطينية، دون "حمقة" من الكاتبة وهو حقها كعربية، ودون تضليل تاريخيٍ وهو حقنا عليه.
رائع مؤلم، أرشحهُ وبشدة!
-
Moustafa M. El Sayed
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
في الذكري المئوية لوعد بلفور المشؤوم الذي مهَّد الطريق لقيام دولة إسرائيل، قرر الشاعر السكندري والمؤلف المسرحي والمترجم ميسرة صلاح الدين أن يساهم في إحياء هذه الذكرى بكتابه: "100 عام على وعد بلفور"، وفيه يروي تاريخ اليهود في فلسطين والشرق الأدنى (الذي صار الأوسط مع الأجواء والظروف المصاحبة لوعد بلفور).
أما العنوان الفرعي للكتاب: "قراءة عبر الأدب والتاريخ" فهو يمثل المحور الأساسي وجوهر هذا الكتاب. فالمؤلف على قناعة تامة بأن الأدب بكل أشكاله وتجلياته ومختلف فنونه لعب دورا كبيرًا في تاريخ البشرية. ولذلك فهو يقدم كتابه هذا على أنه دراسة وتحليل لتاريخ بني إسرائيل وأجدادهم العبرانيين، من خلال ما مثله لهم الأدب والثقافة عبر العصور في تكوين قوام متماسك لذلك الشعب، وما كان له من أثر هام في تشكيل وعيه ووجدانه وثقافته وهويته. وهذه نقطة ينبغي أن ينتبه إليها القارئ أثناء قراءته للكتاب.. فعندما يقرأ الكثير من النصوص التوراتية والتلمودية، وروايات إسرائيلية كثيرة للأحداث.. وعندما يقرأ اسم خليل الله "أبرام" بدلًا من "إبراهيم" ويقرأ أنه أول العبرانيين وجدهم...الخ.. فلا يقولن: مال هذا الكاتب يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية؟ فليعرف القارئ -وهو ما سيدركه أثناء قراءة الكتاب- أن هذا أسلوب المؤلف في فهم الشخصية اليهودية وسلوكياتها -بل وعدوانيتها- وعلاقاتها مع شعوب العالم ووعيها وثقافتها وتاريخها. وقد تعمد المؤلف أن يشير إلى ذلك في مقدمته، حيث ذكر أنه تم التعامل مع النصوص التوراتية والتلمودية من الناحية الأدبية فقط.
*****
يتألف الكتاب من مقدمة للناشر، وأخرى للمؤلف، وثمانية فصول. ولقد أعجبني كثيرًا تقسيم المؤلف لكتابه، إذ استطاع من خلاله أن يفض الاشتباك والتشابك بين الأحداث والحقب والعهود، وعليه فقد تمكن من صياغة التاريخ المعقد جدا الذي يحكي عنه في ثماني قصص كاملة، وقد استوفي في كل قصة أغلب جوانبها. هذه القصص جاءت في الكتاب على النحو التالي (مع عدم الدخول في التفصيلات الأدبية والثقافية):
- قصة اليهود منذ هجرة النبي إبراهيم العبراني الأول وجد العبرانيين من أرض الكلدانيين في جنوب الرافدين "دجلة والفرات" إلى أرض كنعان "فلسطين الحالية"، وانتهاءً بتدمير اورشليم/القدس على يد الامبراطور الروماني هادريان، ومرورًا بأهوال الغزو الأشوري والسبي البابلي.
- قصة مدينة القدس منذ أن بناها قبائل اليبوسيون العرب، ثم تطورت المدينة في عهد الكنعانيين (العرب أيضًا)، وتستمر القصة حتى عام 1917 م وهو تاريخ انتهاء الحكم العثماني لها..
- قصة الشتات (دياسبورا Diaspora)، وهي التي تمتد من عام 70 ميلاديًا، وحتى وعد بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917، وفيها امتد شتات اليهود في شتى بقاع العالم.
- قصة عائلة روتشيلد اليهودية وأصولها وأجيالها وأموالها وتمويلها للحروب والمشروعات الاستعمارية، وكيف تمكنت من الهيمنة المالية المحكمة على اقتصاد أوروبا. وقد تطرقت القصة بعد ذلك إلى تفاصيل نشأة التيار القومي اليهودي الذي عرف باسم "الحركة الصهيونية Zionist"، ومخططات الصحفي اليهودي النمساوي ثيودور هيرتزل، الذي يعتبر أبا الصهيونية ومؤسسها الفعلي، وأول من اتخذ خطوات عملية من أجل تعريفها ونشر هوياتها، في كتابه بعنوان "الدولة اليهودية" عام 1886، وفيه يدعو لإنشاء وطن قومي لليهود في مكان مناسب من العالم.
- قصة الوعود التي قدمتها بريطانيا لحلفائها (فرنسا والعرب واليهود) أثناء الحرب العالمية الأولى..
- قصة وعد بلفور.. وبدء تدفق هجرات اليهود على فلسطين.
- قصة اضطهاد النازي لليهود، منذ صعود أدولف هتلر، وانتهاء بمعسكرات التعذيب النازية، التي سميت لاحقًا بـ "الهولوكوست".
- وأخيرًا قصة قيام الدولة واستقرار اليهود في فلسطين.
*****
هذا الكتاب -على الرغم من صغر حجمه نسبيًا- يعد بمثابة بانوراما تاريخية موسوعية لتاريخ الشعب اليهودي وعلاقته بفلسطين منذ نشأته الأولي وحتى قيام الدولة.