#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
بيت الياسمين - Bait Elyasmin
ما وجدنا عليهِ ٱباءنا:
(علم نفس)
- يحيى موسى:
في كتابٍ يعري لكَ نفسكَ أمامك، يخرج لكَ مكنوناتك من حجورها، ويعطي لكَ تفسيرًا لأغلب تصرفاتك الٱن كطفلٍ كبير -والتي لم تلحظ حتى أنّ فيها ملمح خطأ- بالرجوع إلى ما قدّم إليك يوم كنت طفلًا حقًا!
فبعيدًا عن أن الواحد منّا يحتاج حتمًا لأن يقرأ هذا الكتاب، في حال إقدامه على أن يكون أبًا لا مجرد والد، ليعالج عيوبه الواضحة لنفسه، فإنه يحتاجه بالقدر نفسه للتعرف ومن ثم تجنب، ما قد يؤثر به في طفله القادم، من تصرفاته التي لا يعي أبعادها وسميتها!
في الفصل الأول مثلًا "علبة فارغة" يوضح لنا بتجاربٍ مدهشة، أنّ الصغير هذا، من عمر ٦ أسابيع، يبدأُ في تكوين رابطة تعلق بينه وبين الشخص المسؤول عليه، والذي ببثه فيه الٱمان أو القلق، ينشأ إما ٱمنًا مطمئنًا مقبلًا على العلاقات، غير متشبثٍ بشخصٍ واحدٍ ليمده بما يحتاج إليه من الرعاية والحب، أو شخص ينغلق على نفسه ويرتاب في جميع من هم حوله، على عكس الثاني، وإن كانا الاثنين لا يذكران ما قدّم إليهم أو انتزع، لكنّ أثره بطريقةٍ ما يظل حيًا داخلهم.
Mental representations فعندما لا يعلّم الأب الجديد نفسه كيف يربي هذا الطفل تربيةً قويمة، ويجد نفسهُ في مأزقٍ حياله، يلجأ لانتهاج نهج والديه، فهو ليس جاحدًا بالطبع ليجد فيما قدموه له خطأً، أو شيئًا يمكن تحسينه، ألا ترانا "زي الفل أهو"؟ فتكرر الأخطاء، ويخرج علينا نسخًا غير محسنة منا، إن لم تكن أسوء.
وقد استخدم الكاتب مقولة الكفار ودريعتهم في زمن الجاهلية، ليشير بهِ على تمسكنا بطريقة ٱبائنا في التقويم والتربية، وكم الجهل الذي قد نكون فيه(:
وبينما أنتَ تقرأ تفاجئ بنفسك وقد دونت "ليستة عقد" اكتشفتها في نفسك، وتجد نفسك تقول بخجل "لا! ليسنا زي الفل!" نحن بحاجة لأن نربيّ أنفسنا ونقوم على علاجها!
نوع العلم هذا بحاجةٍ لأن ننظر إليه بعينٍ تريد التحسين والإنقاذ، وألا يكون فينا غرورٌ يمنعنا من القراءة فيه، حرصًا على جيلٍ أقل إيشوز، وسويًا أكثر!
٤/٥