(رقصة ريتا.. عندما يجمعنا الحب وتفرقنا مخاوفنا القديمة)
★★★★★
«أحيانًا يكتشف المرء أشياء عن نفسه لم يكن يعرفها عندما يتقاسم حياته مع إنسان آخر.»
★★★★★
في هذه الرواية لن يطلع القاريء علىٰ قصة جديدة أو حدث غريب.. الأمر يبدو بسيطًا للغاية، رجل وامرأة يعملان في مكان واحد، يتشابهان في أشياء كثيرة، ويقعان في غرام بعضهما البعض.... ومن المفترض أن يتزوجا فكل الأسباب المنطقية تجمع بينهما...
فأين لبُ العمل الروائي إذن؟
حسنا هنا تبدأ القصة الحقيقية للعمل الأدبي (رقصة ريتا)
.. أو بمعنىٰ أدق يبدأ السرد الحقيقي للجانب المظلم لكل من (ريتا) و(متري) الباحثين عن الخلاص هربًا من ماضٍ مظلم.
لنرىٰ بعدها الفحوىٰ الأساسي للرواية، وهو الاطلاع علىٰ نفوس الآخرين وجوانبهم السوداوية التي قد لا نراها في أغلب الأحيان بالرغم من شدة وضوحها.
★★★★★
«بدا أنه تائه داخل نفسه يبحث عن معنىٰ يلخص الألم الذي يشعر به فلا يجد تعبيرًا مناسبًا!»
★★★★★
المميز في هذا العمل أن القصة قد تبدو عادية إلا أن الأحداث القليلة، والشخوص المعدودين الذين تدور حولهم فكرة العمل تجعل القاريء يراها غير عادية، ليصير آملًا -طيلة الوقت- في نهاية آمنة أكثر منها سعيدة للأبطال.
فطوال الأحداث لانرىٰ أمامنا سوىٰ الجوانب شديدة البؤس من نفس كل شخصية علىٰ حدة ليتحول شعور القاريء تدريجيًا إلىٰ الشفقة والألم رأفة بحال هذين البائسين اللذين نالا من قسوة الدنيا ما يكفي ويزيد عن احتمالهما، وبرغم خطأهما في عدة مواقف إلا أن المطلع علىٰ الأحداث لا يمكنه سوىٰ أن يتعاطف مع مآسيهما أغلب الوقت.. وهنا يكمن سر نجاح الرواية، حيث تمكنت الكاتبة من إيصال المعاني التي تريدها، كما تمكنت من كسب تعاطف القاريء تجاه مأساة البطلين وإن لم يتوافق معهما طيلة عملية السرد.
★★★★★
الرواية كُتبت بلغة دقيقة كما أُختيرت الألفاظ بعناية تتناسب مع هدف الكاتبة في إيصال معاني ( الخوف، الوحدة، والشتات) التي يعاني منها البطلان في العمل الروائي.
★★★★★