اقتباسات من رواية الهجران

❞ لا أريد أن أصير من أولئك الذين لا تعنيهم حيواتهم، وتدفعهم لامبالاة الآخرين بهم إلى لامبالاة بأنفسهم. لا أريد أن أصير شبحًا، أتابع تدفّق الناس صباحًا إلى أعمالهم، ❝

❞ ونظره موزّع بين شقتهِ الفارغة والخارج المحتشد، يفكر بجدوى لوحاته التي تكدّست في الشقة. يتساءل عن معنى ذلك الفن الذي، عوضًا عن مساعدته على الفرار من وحدتهِ، لم يتوقّف عن دفعه إليها. ❝

❞ كيف لأرملة عاشت وحيدة أن تجد في انشغالي عنها سوى إشارة إلى نهاية حياتها؟ كيف لها أن تمد لي يدها وتخرجني من طفولتي، وفي خروجي نعي لأمومتها؟ ❝

❞ يشعر بتلك النقطة البعيدة في قلب الهول، ليست الحُبّ ولا الرغبة، ليست الشهوات ولا العنف ولا اللذة، وإنّما ذلك الميل الوجداني إلى النسيان والانطفاء. ❝

❞ عندما أسأله عما دفعه إلى القيام بالقتل؛ يجيبني بأنّ القتل كان واجبه. أفكّر أنه إذا ما أردتَ نزع ضمير أحدٍ، ازرع في رأسهِ فكرة الواجب. ❝

❞ ⁠‫أتصوّر أمامي مشهد ثلاثة عشر رجلًا تحوّلوا إلى ضحايا، وأتساءل هل كانت تضحيتهم بطولة؟ أنا الذي وُلدتُ وعشتُ من دون أب، لا أستطيع أن أجد جوابًا لهكذا سؤال!

⁠‫لكن، وأنا أرى الخوف والبؤس في عينَيْ القاتل، لو خيّرت بين أن أكون ❝

❞ أيقنت وأنا أستمع إليه أن القتلة لا ينتصرون، وأنهم كلما قتَلوا أكثر ارتعبوا أكثر وأحاطوا أنفسهم بسياج الخوف ممن قتلوهم. ❝

كره ذلك الجسد العنين وإرثه الداعر، وانتبه أية حياة فاحشة عبرها بقلبٍ خالٍ. انتبه ورجولته باتت قربة مثقوبة، إلى أنّ حياته برمَّتها تتحوّل إلى محض قشرة برّاقة لجنسٍ عفنٍ.

اللاذقية زارها المتنبي في طريقه إلى حلب، وذكر بعض الشعر الذي قاله أثناء مكوثه في المدينة.

ترشَّفتُ فاها سُحرةً فكأنّني

⁠‫ترشّفتُ حَرَّ الوجدِ من باردِ الظَّلْم

لولا التضحيات التي يقدّمها بعض الناس لكانت الحياة من دون معنى.

مَن يمتلك مقدرات أكثر سيزيح من يمتلك مقدرات أقلّ.

من أصعب الخيبات أن تنهار صورة شخصٍ كنت تعتبره قريبًا حد غياب التعريف لطبيعة العلاقة

ان الضغينة تؤذي صاحبها

أنّ الحُبّ قيدٌ مثل العاطفة، وأن البغض قيدٌ أشدّ، وما بينهما يصوغ الإنسان رغباته

أيكون الحبّ هو الحرمانُ منهُ؟ أيكون الحب هو اشتهاءه فقط؟ أيكون شعلة تلتهب في القلب فتنير كل ما في الحياة، وما أن يلتقطها العاشق حتى تخبو؟

لقد نال كلّ شيء، خاض الغرائز حتى استنفدها. واستنزاف المتع يسرّع الشيخوخة.

وعندما راح يجول في مدينة أحبها واشتاق إليها شعر بأنه لم يعد يريد من المدن سوى مدينته، ومن الناس سوى ناسه الأوائل. لقد أُتخم من الغربة، ويريد العودة، يريد العودة ولو ركضًا إلى اللاذقية

لكن العشق درب التهلكة، والهلاك هو البُعد عمّا وعمّن نهوى.

يبدو أنّ حرب السوريين من ذلك النوع الذي يبدأ كي لا ينتهي

لديَّ مشروع واحد في سورية: أن أموت فيها.