مراجعات رواية دماء بنكهة الفانيلا

الموت يبتسم للجميع مرة أخرى

الخدعة أن تحدق في الشر فلا تعرفه. الخطر أن يحدق الشر فيك و لا تراه. الخسارة لمن يغلق عينيه أولا. و الموت لمن يترك اللعبة.

لعبة الخير و الشر

و كما يقول عمنا جاهين:

أنا قولت كلمه و كان لها معنيين

كما بطن واحده و توأمين زين و شين

لو دنيا شر التوأم الخير يموت

لو دنيا خير الشر هيعيش منين

و عجبي

كالعادة يكتب شريف سالم قصة قد تبدو بسيطة لمن أرادها بسيطة و عميقة لمن يتقن قراءة ما بين السطور و ما وراء الكلمات. ممتعة في كل حين. بها الفكرة الفلسفية التي سيطرت على كل أعماله بطرق مختلفة و على أعمال أغلب من كتب في الجريمة. مشكلة الشر و ضرورة وجوده كتوأم للخير لا ينفصل عنه. أو كما قال هو بصورة أخرى:

الشر هو الوجه الأخر للعملة.

مين اللي بيقول لرجل الدين إن المخدر اللي بيدمر اتحول لعلاج؟ الطب النفسي. فرجل الدين يحلل الحاجه الحرام لمعرفته الغرض. الطب بكل فروعه هما اللي بيفسروا الحاجه للدين عشان يقول ايه الحلال و ايه الحرام. الدين جهة إدارية و الطب جهة فنيه. الإدارة متقدرش تاخد قرار في شيء غير معلوم أو مفهوم لها فبيرجعوا للجهة الفنية عشان يقدروا يشرحوا الموقف فيقدروا ياخدوا هما القرار.

الحوارات بين فريدة و مروان كانت ممتعة و عفوية و قريبة من القلب لأنها تطرح أفكارا و نقاشات تدور في عقولنا جميعا و نختلف فيها كثيرا.

أنا كان ممكن اتمسك في كل اللي عملته لكن محدش عرف و لا قدر و لا حد هيعرف. عارفه ليه؟ عشان الشر زي الخير. واخد دعم عشان يفضل موجود. و لو انتي مقتنعه بغير ده يبقى انتي مش مؤمنه.

ينتهج الكاتب أسلوبا محببا إلى نفسي في هذه الرواية فهو يقلب الأحداث رأسا على عقب و يضع النتائج قبل المقدمات فيما قد يبدو أنه حرق للأحداث و قتل للتشويق و لكن العكس هو الذي حدث فقد كانت مشوقة لأقصى درجة حتى أنني أنهيتها في ثلاث جلسات خلال ثلاثة أيام متتالية و أنا الذي لم أقرأ إلا ثلاث كتب في الشهرين الماضيين.

دمج بعض الأحداث الحقيقية التي يعرفها الكثير منا و يسهل البحث عنها لمن لم يعرفها من قبل أضفى لمحة من الواقعية على الأحداث و جعلها قريبة من القلب و تصوير الأحداث في المعادي و شارع تسعه بالذات سوف يثير ذكريات الكثيرين ممن عاشوا أو حتى عبروا من هناك.

في النهاية سيبقى الشر كما سيبقى الخير و ستستمر الحياة كما استمرت من قبل بلا غالب و لا مغلوب طالما بقي الإنسان.