كل الأسماء > مراجعات رواية كل الأسماء
مراجعات رواية كل الأسماء
ماذا كان رأي القرّاء برواية كل الأسماء؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
كل الأسماء
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
آلف الشوارع
وأتوه في المدينة
أضيع في المواجع
و دموعي الحزينة
وفي كل الشوارع
لا ضاعت مواجع
ولا هديت عيوني
ولا عاد اللي راجع
موظف خمسيني يعيش على الهامش. ليس لديه أي طموح و لا أمل و متعته الوحيدة في تتبع المشاهير بأخذ قصاصات من أخبارهم و رصد رحلة صعودهم أو أفول نجمهم.
لن يجد مفرا لإخبارها بكل ما تبقى. و ما تبقى هو مجموعته من الشخصيات المشهورة. و خوفه من المرتفعات. و الأوراق المسودة. و شباك العنكبوت. و خزائن ملفات الأحياء الرتيبة. و فوضى خزائن الأموات. و العفونة. و الغبار. و اليأس. و أخيرا البطاقة التي خرجت لسبب ما ملتصقة بالبطاقات الأخرى.
كانت تنقصه المغامرة و قد جاءت تماما في وقتها و أجبرته على التخلي عن نمط حياته و الانطلاق في هذا العالم الذي لم يدخله قط.
لقد قيل منذ الأزمنة الكلاسيكية بأن القدر يحمي الجسورين. وقد كانت الوسيلة المكلفة بالحماية في هذه الحالة هي المطر. أو بكلمات أخرى. السماء مباشرة.
ربما كان القدر هو من أرسل إليه هذه المغامرة و من هنا توجب عليه أن يحميه و يؤيد خطاه. أو هكذا ظن.
الحال في المحفوظات العامة ليس على هذا النحو. ففي المحفوظات العامة لا توجد إلا الكلمات. في المحفوظات العامة لا يمكن رؤية كيف تغيرت الوجوه. أو كيف هي آخذه بالتغير.
و من رتابة الإدارة العامة لمحفوظات السجل المدني إلى العالم الملون المليء بالصور. الزاخر بالحياة. تبدأ مغامرته و من ثم متاعبه.
لقد كنت أعيش بسلام قبل أن يتسلط هذا الهاجس العقيم إلى عقلي. البحث عن امرأة لا تعرف حتى أنني موجود. و لكنني أعرف أنها موجودة. و هذه هي المشكلة. من الأفضل أن أتخلى عن الأمر دفعة واحدة.
شيئا فشيئا تتفتح عيون السيد دون جوزيه على حقائق لم يكن سيراها أو يعيها أبدا لولا أن القدر ألقى به في التجربة.
القصة متشابهة بالنسبة للجميع. ولدت. ماتت. و من ذا الذي سيهتم الأن بمن كانت. فالأبوان إذا كانا يحبانها. سيبكيان لبعض الوقت. ثم يقل بكاؤهما فيما بعد. ثم يتوقفان بعد ذلك عن البكاء. هذا هو المعتاد. و الرجل الذي طلقت منه لن يكترث. صحيح أنها قد تكون على علاقة عاطفية. أو عاشرت أحدهم. أو قد تكون على وشك الزواج مرة أخرى. و لكن هذه القصة ستكون قصة مستقبل لا يمكن لها أن تعيشه. فليس هناك في العالم من يكترث للقضية الغريبة للمرأة المجهولة.
تلك المرأة المجهولة التي برزت إليه من العدم عن طريق بطاقتها التي تظهر القليل من المعلومات عنها ثم صورها التي ظن أنها تنبض بالحياة ثم لم يلبث أن ضاع الخط الفاصل بين الموت و الحياة في قصته مثلما هو ضائع في إدارة المحفوظات و في المقابر العامة نفسها.
إن الصور القديمة تخدعنا كثيرا. فهي توهمنا بأننا أحياء فيها. و هذا غير صحيح. لأن الشخص الذي ننظر إليه فيها لم يعد موجودا. و لو كان بمقدوره أن يرانا فلن يتعرف على نفسه فينا. و سيقول: من هذا الذي ينظر إلي بوجه محزون.
كل الأسماء ستؤول في النهاية إلى المقبرة العامة و ما الإدارة العامة لمحفوظات السجل المدني إلا رافد من روافد المقبرة برغم أن المقبرة لا تضم إلا أسماء الميتين و السجل المدني يضم أسماء الميتين و الأحياء معا إلا أن الأحياء ما هم إلا موتى مستقبليون و من هنا فإن كل الأسماء عمليا هي داخل المقبرة سواء كان ذلك حادثا الأن أم في المستقبل س��اء البعيد أو القريب.
ربما كنت على حق عندما قلت إنه لا يمكن إيجاد تفسير لأي انتحار. إذا ما فسر عقلانيا سيفهم كل شيء جرى. كما لو أنها لم تفعل أكثر من فتح باب و الخروج. أو الدخول. حسب وجهة النظر. في هذا تجد تفسيرا رائعا. لقد كان تعبيرا مجازيا و المجازات هي أفضل طريقة لتفسير الأمور.
السابق | 1 | التالي |