"سيرة سيد الباشا.. لعبة الكون التي يخسر فيها الجميع"
قد يشعر الإنسان أحيانُا أن قدرات هي من توجهه، وقد يصدّق نفسه وقوة تأثيره أحيانًا أخرى، لكنها يظل صراع بين ألعاب يضحك عليها القدر، ولا يأمن شر سخريتها أي مخلوق مهما كان تافهًا.
يدور عالم صفحات الرواية في إطار سريالي ويتأصل كذلك في الواقع، فنتعرف على "سيد"، هذا المهمش المعتاد، الذي اختيرت له وظيفة المشي، يمشي ويسعى فقط إلى أن نال لقب وظيفة "مشاء"، ومراقب من "هيئة الأمن القومي للكوكب"، يحاول البحث عن ذاته لكن يظل "مشاء".
يقترب من "والت ديزني" في مشاهد عبقرية من الرواية، حيث يرى من نجاح هذه الشخصية عبئًا وسلطة تقع على عاتق الكثيرين أمثال "سيد" الواقع تحت تأثير الضغوط.
ولأن سيد يحاول قرر أن يلعب لعبة "ش.م.س ا.ل.م.ع.ا.ر.ف" ويفعل كل ما مفيها كي يفوز، ومن الانتصارات التي يشعر بها كذلك ذكوريته، وجسده، وعلاقته بشخصية "يوليا".
تلك المرأة اللعوب التي وقع بها "سيد"، وشعر معها بقدرته لكن سرعان ما رأى ما يشكك فيه وفي عالمه، وظهرت وجوه أخرى لشخصية "يوليا" قلبت كثيرًا من الأحداث.
لغة الرواية رائعة، والسرد ممتع، الأحداث تسارعت قليلًا في الثلث الأخير، وظهرت مفاجآت كثيرة للشخصيات، لكن ربما هو طابع هذا النص الروائي، الذي لا منطق له أقوى من العبث لأنه يحاكي صراعات كونية متأصلة.
عمل روائي عبقري، مجنون، محيّر، يقدّم أكثر من مستوى للتلقي، وبلغته، وشخصياته، وعالمه، استطاع أن يحقق متعة أدبية فائقة، ويخلق عالمًا خاصًا من روعة الخيال.
